الارهاب السلفي في لبنان كاد ان يضرب

اقليم الخروب

أول أمس تناقلت وسائل الاعلام اللبنانيه حادثا أمنيا سرعان ما تحول الى حدث سعى اللبنانيون في اليومين الماضيين الى تتبع أخباره باهتمام بالغ لخطورته ،ولم تخيب وسائل الاعلام المحليه أمل المواطنين فقد كانت تنقل أخر أخبار هذه “الحادثة الحدث” ساعة بعد ساعه مضيفة معلومة فوق معلومة لتشبع فضول الرأي العام اللبناني وشغفه بمتابعة ومعرفة كل جديد.

وفي التفاصيل، انه خلال وجود إمام مسجد داريا الشيخ أحمد عبد اللطيف الدخاخني (وهو مصري الجنسية ومتزوج من لبنانية، ويقيم في بلدة داريا منذ مدة طويلة، ولديه ثلاثة أولاد) خارج المنزل، عمد اثنان من أبنائه هما عبد اللطيف ومحمد الى تحضير عبوة ناسفة، بمشاركة السوري محمد نجيب مسعود، عن طريق خلط البارود مع مادتي البن والسكر ضمن قساطل حديدية، ويبدو ان خللاً حصل وأدى الى حصول انفجار تسبب بإصابة الاشخاص الثلاثة، وما لبث عبد اللطيف ان فارق الحياة اثناء خضوعه لعملية جراحية في المستشفى، كما ان إصابة شقيقه محمد بليغة أيضاً، وقد بترت إحدى ساقيه، وهو لا يزال في غرفة العناية الفائقة.

وقال وزير الداخلية مروان شربل إن ما جرى في داريا أتاح ضبط خلية إرهابية كانت تعد لتنفيذ اعتداءات في أكثر من منطقة، لافتاً الانتباه الى ان المصادفة هي التي تحمي لبنان في هذه الايام، ولو لم يحصل خطأ تسبب بانفجار العبوة بين ايدي معديها، لكان قد وقع الأسوأ لاحقاً.

الكل اجمع ان العنايه الالهيه تدخلت ولكن فات الجميع ملاحظة  ان الضحايا المتهمين الذين كانوا يعدون العدة لهذا العمل الارهابي كلهم ليسوا لبنانيين (مصريان وسوري) وهي نقطة مدعاة للتفاؤل والتفاخر ان ليس بيننا بعد  ذلك “الأرهابي الأعمى” الذي يقتل على الطريقه العراقيه والسوريه،ولكنها أيضا مدعاة للتشاؤم لأن أبوابنا مشرعه منذ بداية الحرب في سوريا لكل دخيل يحمل شرا للبلد ان كانت أفكارا تكفيريه شموليه هدامه أم أسلحه ومتفجرات فتاكة لبشرنا وحجرنا.

النازحون من سوريا الى لبنان يقدر عددهم اليوم بحوالي المليون، وسوف يصل العدد الى مليون ونصف نهاية العام الحالي. فاذا كنت “هيومن رايتس واتش” قد أثنت على لبنان لأنه اتبع سياسة الحدود المفتوحه مع هؤلاء النازحين بعكس بقية الدول المجاوره لسوريا التي وضعتهم في مخيمات لا تتوفر فيها ادنى المعايير الصحيه والانسانيه، فان هذا الثناء الدولي لن يحميه من دخول الارهاب السلفي القادم عبر هذه الحدود والذي يخشى ان يكون نواة لحرب أهليه لبنانيه جديده.

السابق
عبوات داريا لاغتيال بري وضرب اليونيفيل !!
التالي
المشهد الحكومي يراوح مكانه والحل بعد العيد