مرجع امني: قرار التمديد للعسكريين غير صائب

جريدة النهار

لا حديث يعلو راهناً على صوت الرصاص في الربوع السورية وشظايا التوتر في مصر ومعها تونس في انتظار تسوية لم ترتسم معالمها بعد، ما لم تقلع طائرة الرئيس الايراني المنتخب الى رحاب الرياض السعودية. وعليه فإن المشهد الذي يرسمه مرجع امني لا يشي بالتفاؤل، فتفجير بئر العبد الذي هز قلب الضاحية الجنوبية لبيروت في التاسع من الجاري لم يكن الا ترجمة لتحذيرات أسرّ بها امام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل اشهر عدة لجهة رصد دخول سيارات مفخخة الى لبنان من دون ان يستطيع جهاز امني غربي تحديد مكان تفجيرها. وفي هذا السياق، يعتبر ان نقل المعركة الى الاراضي اللبنانية ليس سوى احد انعكاسات الاحداث السورية، متوقفاً عند مقاربة استخدمها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عندما توجه الى المقاتلين العرب وغيرهم في سوريا قائلاً “ان هناك من يريد توريطكم في الاحداث السورية”. ويسأل هذا المرجع اليس ما يقوم به حزب الله اليوم انغماسا في المستنقع السوري لاستنزافه عسكرياً، فيما يجد العدو الاسرائيلي في هذا الاستنزاف تخفيفاً للعبء التي تشكله المقاومة على اطماعه؟”. ويؤكد “ان حزب الله ارتكب خطأً تاريخياً بدخوله المعركة في سوريا، عدا ان الاخير ليس في مقدوره تغيير موازين القوة بشكل وازن، وخصوصاً في حلب، على الرغم من التغيير الذي احدثه في بعض مناطق حمص، وان انسحابه الآن يشكل نصف هزيمة”.
ينتقل المرجع الامني الى الحديث عن الاوضاع السياسية، فلا يرى حكومة او انتخابات في لبنان ما لم تنجل الصورة في سوريا ومصر والمنطقة في ظل التوازن لموازين القوى في الميدان السوري بين النظام ومعارضيه المسلحين، مع اصرار الدول الداعمة للمعارضة على مدها بالسلاح لعدم اختلال موازين القوى بعد معركة القصير، والرجل لا يخفي ان اي تقارب سعودي ايراني بعد انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الاسلامية في ايران سينعكس انفراجاً في لبنان، وقد يعطي الطمأنينة للمجتمع المثقل بتداعيات الاحداث السورية، مع ارتفاع اعداد النازحين وما يشكله ذلك من قلق وانفلات امني لا تستطيع القوى الامنية تخفيف آثاره.
اما عن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان وامكان تسميته لرئاسة الحكومة، فيقول: “لا ارى فيها الا اهانة في اوساط البيئة المؤيدة للحريري، والتوصيف عينه ينسحب على الزيارات الدورية من رؤساء السلطة التنفيذية لرئيس السلطة التشريعية”. ويذهب الى توصيف “حال الاحتقان التي يعيشها لبنان والتذمر في اوساط جمهور “المستقبل” والتداعيات التي يمكن ان تتركها وجهود تيار المستقبل لاستيعابها”.
من جهة ثانية، يصف قرار تمديد التسريح للعسكريين بغير الصائب، في اشارة الى التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي “وان مثل هذه القرارات لا تحصن المؤسسات العسكرية”.
اما عن الدعوات الى الحوار، فيرى انها “مفيدة، لكنها لن تؤدي الى نتائج ما لم تعالج الاسباب الحقيقية للتوتر في لبنان، لان معالجة النتائج لا قيمة لها ما لم تتفق القوى السياسية على تنظيم خلافها والعودة الى المسلمات التي تشيع الطمأنينة في اوساط اللبنانيين”.
ويلفت الى ان “معظم الاحداث التي يشهدها لبنان باتت مرتبطة بالاوضاع السورية”، ويذكر على سبيل المثال ان سرقة السيارات والتي سجلت في بعض الاحيان معدلات مرتفعة، تبين بعدها ان السيارات المسروقة في معظمها رباعية الدفع وتهرّب الى المعارضة السورية التي تستخدمها في عملياتها العسكرية.
اما عن الاوضاع في طرابلس، فيعتقد ان لا وظيفة سياسية للتوتر الامني في المدينة، مما استدعى هدنة هشة في ظل استمرار بعض الاطراف السياسيين بإمداد الفريقين المتخاصمين بالسلاح خلال فترات الهدوء، وان قوى من خارج طرابلس اوصلت السلاح الى منطقة شمالية على الرغم من انكارها ذلك. واستطرد الى ما يشبه الرسالة التي وجهها الى احدى الشخصيات في المنطقة للكف عن “اهانة بعض الشهداء، وان عليها احترام هؤلاء تماماً كما يحترم الطرف الاخر شهداء الفريق السياسي الذي تنتمي اليه هذه الشخصية”.
وختاماً، يرجح عدم تأثر قوة “اليونيفيل” بالقرار الاوروبي لان “الجنوب احد اكثر المناطق اللبنانية استقراراً، ولا مصلحة لحزب الله في نسف هذا الاستقرار”.

السابق
مخاتير الخيام : سنتعامل مع اي دورية اوروبية على انها دورية استطلاع اسرائيلية
التالي
المتهم بتفجير بلغاريا ميلاد فرح من السكسكية