السفير: مراسلة الأمن السياسي السوري لتوقيف زوجة جمو

أكّدت مصادر أمنية لصحيفة "السفير" أن "عمليات التدقيق في ميدان عملية اغتيال السياسي السوري محمد ضرار جمو في المنزل، وطريقة الإغتيال بحد ذاتها، دفعتا إلى التشكيك في أن يكون الإغتيال سياسياً أو شخصياً".

ذلك أن إطلاق النار على جمو، وفق المصادر، نُفّذ من مسافة أقل من نصف متر، ومطلق النار، أو المجموعة التي كمنت له بعد عودته من صور، نفذت الإغتيال بهدوء، وليس من خلال كاتم صوت أو مسدس، أو إطلاق نار عن بعد.

إلى ذلك، جرى إطلاق النار من الـ«كلاشنكوف» بغزارة، بينما تنفذ عمليات الاغتيال من خلال إطلاق رصاصة واحدة أو اثنتين، وليس من خلال تفريغ مشط كامل، أي 30 طلقة نارية، على طريقة اغتيال المافيات أو جرائم الشرف.

وتابعت المصادر: "ومن العوامل التي أثارت الشكوك في التحقيق،عملية الإغتيال وقعت داخل المنزل، وهذا بحد ذاته مثير للريبة والشكوك، لأنه من النادر أن تحصل عملية اغتيال بهذه الطريقة، أي لم تحدث أثناء خروجه من السيارة، أو على الطريق أثناء دخوله البيت، أو حتى على درج مدخل المنزل. ولم يحصل الإغتيال من خلال عبوة ناسفة تفجر عن بعد".

وأشارت إلى أن "شكوكاً حامت أيضاً حول أسباب وجود شقيق الزوجة في المنزل في هذا الوقت، أي عند الساعة الثانية والربع فجراً، من دون أن يصب بأذى، فضلاً عن أن الزوجة لم تخبر أي شيء مقنع عنه، سوى أنه كان نائماً في الغرفة الثانية".

وبدا لافتاً للمحققين، وفق المصادر الأمنية، أن "الزوجة لم تصب بأي طلق ناري، علماً أنها كانت قريبة جداً من مصدر إطلاق النار، وساهمت بتضليل التحقيق في لحظة وقوع الجريمة، إذ أشارت إلى أنها لمحت ظل شخص واحد يمر خلف النافذة، ناهيك عن أن منفذ الجريمة كان يعرف تفاصيل دقيقة عن المنزل والدرج، ثمّ اختفى من مسرح الجريمة بسهولة وبسرعة، من دون أي إرباك أو أخطاء".

وأضافت المصادر إن "هذه الوقائع الميدانية لمسرح الجريمة، وعملية المسح الإستخباراتي التي نفّذها الجيش، والأدلّة التي جمعت، أدت إلى كشف ملابسات الجريمة. وذلك بعد التحريات التي أجرتها مخابرات الجيش، وتركيزها على تحليل المعطيات بعد مراقبة دقيقة لمجريات عملية الإغتيال وتفاصيلها".

وتشير التحقيقات إلى أن "جريمة القتل نُفذت باتفاق بين زوجته س.ي وشقيقها وابن شقيقتها، والدوافع عائلية".

وفيما تم توقيف المتهمين، علمت "السفير" أنه "تمّ مراسلة الأمن السياسي السوري، للعمل على توقيف الزوجة التي كانت موجودة في سوريا أمس، لمتابعة مراسم دفن زوجها في اللاذقية".

السابق
السنيورة هدّد سلام
التالي
النهار: بري يجدد إبلاغ سلام أن “8 آذار ” ليست كتلة واحدة