قبلان: ما يجري في سوريا من قتل وتمثيل بالجثث لا يمت الى الاصلاح

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "ودع النبي محمد (ص) آخر جمعة من شهر شعبان بوصايا جليلة وبمواعظ حكيمة طلب فيها من المؤمنين ان يستعدوا لاستقبال شهر رمضان الذي يحمل بصمات مهمة ومباركة وطيبة، فهو شهر الرحمة والتوبة، فيه المواقع الجليلة والعظيمة، وعلينا كمؤمنين أن نتهيأ ونستعد بالعمل بما يفرضه الله في شهر رمضان، فنبادر الى التوبة والاستغفار والندم على ما مضى لندخل مع المؤمنين في عمل يرضي الله تعالى وبقول صادق ونية خالصة لله، فالتوبة تغسل الذنوب والاستغفار يجدد الهمة والعزيمة والارادة، لنتعاطى مع هذا الشهر بما فرضه الله علينا من توبة وندم والتجاء اليه تعالى".

وأضاف: "إن جوع شهر رمضان وتعبه ينظفان الإنسان ويخرجانه من الازمات والهفوات والشهوات، ليكون مخلصا نقيا، وعلينا أن نتعامل مع شهر رمضان كما تعامل معه النبي والائمة المعصومون، إذ كانوا في توجه صادق وعمل دؤوب يرضي الله وينفع الناس، لذلك فإن علينا في آخر جمعة من شعبان ان نستقبل شهر رمضان وقد نزعنا عن كواهلنا كل الذنوب والخطايا، فندخل في شهر رمضان بنفوس زكية واقوال مرضية واعمال مباركة، فنستغفر الله تعالى ونتوب اليه ونقلع عن كل قول وفعل فيه إثم وعدوان وظلم، فشهر رمضان هو شهر النصر والعزة فيه معركة بدر وفيه نزل القرآن الكريم الذي هو دستور السماء حيث وضعنا امام ساحتنا الايمانية لنعمل ونسير على خطى النبي محمد القائد الكبير والرائد العظيم مما يحتم ان نقرأ من جديد بامعان وجدية سيرة النبي والائمة المعصومين الذين وقفوا عند كل مطب وتجاوبوا مع رسالة النبي وساروا على نهجه.
واكد سماحته ان الصوم جنة من النار ووقاية وحصانة مما يستدعي ان نتعلم من شهر رمضان المبادىء والقيم فنتمسك بالفضائل والمعنويات ونضع انفسنا في خدمة مبادئه ونتعلم من سيرة النبي مكارم الاخلاق ومرضي الافعال فنبتعد عن اللغو واللهو والمشاكسة والمخادعة ونكون جديين في اقوالنا واعمالنا وسيرتنا وسلوكنا".

وتابع: "إن شهر رمضان هو شهر الخلاص والعتق من النار، فيه الموعظة والحكمة والارادة والتصميم والعزيمة، وعلينا ان نتتبع أقوال النبي والائمة الذين باعوا الدنيا من اجل الاخرة من خلال الاستقامة والسلوك الحسن فنتعلم من النبي المبارك الذي قال "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. ان النبي صفحة بيضاء وقول حكيم وعلينا ان نستقرأ محطات النبي فنتتبع الجزئيات من حياته واقواله ومواقفه لنسير على خطاه واهل بيته عليهم صلوات الله فهم قادتنا وكل من اتبعهم باحسان وصدق وعقل ،ان اهل البيت ضمانة من كل حقد وعلينا ان نتعامل معهم بما يرضي الله تعالى لانهم ورثة النبي فهم القدوة والصفوة التي تستحق السير على نهجها".

وناشد قبلان المسلمين في أقطار الارض "أن يعودوا الى النبي محمد، للخروج من عالم الدنيا الدنية والدخول في شهر الطاعة والاستقامة، لأننا نريد انسانا يتحلى بالفضائل والمكارم والخلق السوي، إنسانا صالحا وقدوة، ونريد شبابا كالحسن والحسين عليهم السلام وامرأة كفاطمة الزهراء عليها السلام، ونريد صفوة مؤمنة في بلادنا ومجتمعاتنا، ونطالب المسلمين بأن يقتدوا بأهل البيت الذين تمسكوا بالخلق النبوي والفضائل الكريمة التي اكملها النبي محمد (ص) في سيرته وسلوكه فيكون المسلمون تبعا لاهل البيت الذين اضافوا لمحاسنهم محاسن ومكارمهم مكارم في شهر رمضان، فكانوا يتفقدون المحتاجين والايتام والمساكين في الليل ليبروهم ويقدموا لهم دون علم احد، فيعطون من دون منة ولا يفرقوا في العطاء للفقراء والمساكين،وعلى المسلمين ان يكونوا مع الله ويتمسكوا بالحق ويتوبوا الى الله توبة نصوحة ويبتعدوا عن المشاكسات وعن كل ضغينة وحقد وحسد فيحافظوا على كرامة شهر رمضان فلا يسفكوا الدماء كما فعل اعداء اهل البيت الذين سفكوا دماء الامام علي بن ابي طالب في في شهر رمضان في المحراب، وابتعد الناس عن الحقيقة من اجل الدنيا، وعلى المسلمين ان يتوجهوا الى الله بالدعاء الصادق والمخلص ان يتقبل صيام الصادقين واعمالهم في شهر رمضان الذي هو نسمة من نسمات الخير ونفحة من نفحات الجنة، فيكونوا مع الله ويتضرعوا اليه ان يحفظ المسلمين ويبعد عنهم الشر والباطل واهل الباطل فيعودوا الى القران ويعملوا بمدلوله ومنطوقه ويسيروا على نهج النبي بصدق وحكمة".

واعتبر قبلان أن "ما يجري في سوريا من قتل وتشريد وتمثيل بالجثث لا يمت الى الاصلاح بصلة، فالإصلاح هو كما قال الامام الحسين عليه السلام أريد أن أطلب الاصلاح في أمة جدي من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالاصلاح في سوريا لا يكون بالقتل والتشريد والتمثيل والتدمير، وعلى المسلمين ان يحتضنوا الاسلام ليكونوا في عافية، متحابين متعاونين على البر والتقوى، ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان، فيبادروا الى استقبال شهر رمضان يكون بالدعاء وصلة الرحم وبر الايتام والمساكين والفقراء واصلاح ذات البين والتعاون على الخير".
  

السابق
مناصرو مرسي يواصلون تظاهراتهم في شرق القاهرة احتجاجا على اطاحته
التالي
اللقاء التشاوري الصيداوي: لا خوف من فتنة سنية شيعية في صيدا