هل يمكن حقاً تصنيف الأشخاص حسب شخصيتهم؟ أم أن كلاً منا يملك شخصيات عدة متشابكة ولكن تغلب إحداها على الباقية. فوراء كل شخصية هادئة مثلاً إنسان مفعم بالغضب أو أنه وراء كل شخصية باردة إنسان مفعم بالعاطفة والعكس صحيح. أيكون ما نراه في الآخرين مجرد قناع يخلعونه فقط في لحظات الوحدة والاختلاء بالنفس؟ أم أن كل ردة فعل تعكس ناحية من نواحي شخصيته وتعبّر عما يدور في ذهنه ويختلج في نفسه ويجول في منطقه ويرقد في أعماقه.
غالباً ما تتردد عبارة «مزدوج الشخصية» حين يتمّ وصف الشخص الذي لا يعتمد على أسلوب واحد في نمط حياته كأن يكون تارة مستسلماً وتارة أخرى مدافعاً أو ربما أن مقتضيات الحياة تتطلب تعدّد الشخصيات فنتمتع خلال ساعات العمل بطبع محدّد وخارج إطار العمل بآخر وفي أحضان العائلة بآخر… المهمّ ألاّ تكون الشخصية مزاجية بمعنى متقلبة لأنها لا تهلك الآخرين فحسب بل أيضاً صاحبها!
