لا أريد لإبني أن يرأسه حافظ بشار الأسد

مي سكاف يا صوت الحق، سكَّتوها قالت، لأ، ويلا ارحل يا بشار…’ بهذه الكلمات ردد الفنان الشعبي الشهيد ابراهيم القاشوش اسم مي سكاف الفنانة السورية في ليالي المليونية الشهيرة في ساحة العاصي في حماه، قبل أن ينهمر الرصاص ليقتل من يقتل من المتظاهرين السلميين.
وقبل ذلك كانت مي سكاف الفنانة اليسارية قد اعتقلت في مظاهرة الفنانين السوريين في دمشق في 13-7-2011 إلى جانب عدد آخر من المشاركين في التظاهرة بينهم الناشطة الحقوقية ريما فليحان، يم مشهدي، فادي زيدان، نضال حسن، سارة الطويل. وكان من بين أبرز الفنانين المشاركين في التظاهرة الفنان الراحل خالد تاجا. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، جرت دماء كثيرة في سوريا وامتلأت المعتقلات، عذب من عذب وقتل من قتل وفر من فر خارج سوريا وتوارى عن الأنظار من توارى، وجرى تفريغ الحياة الفنية والأدبية والفكرية في سوريا وشلها تماما في حملة دموية همجية قصدت إسكات الاصوات الحرة المعبرة عن ضمير الشعب السوري. وفي الوقت الذي تحولت فيه دمشق إلى معتقل كبير يمزق أوصاله 380 حاجزا للامن والشبيحة، وانعدمت كل مظاهر الحياة السلمية، ظلت الفنانة مي سكاف صامدة في بيتها في سفح جبل قاسيون بدمشق، في ظل أجواء من الإرهاب والمضايقات اليومية، لكن صوتها المجاهر بمساندة الثورة السورية لم يسكت، وعزيمتها لم تلن، وروحها الثائرة لم تهدأ. في هذا الحوار النادر معها، تقول: ‘لا أعرف شيئا عن نشاطات الثوار على الأرض لكنني أشعر أنني واحدة منهم’، و’في هذه الثورة نحن السوريين صرنا جسدا واحدا وروحا واحدة’. وتقول مسلحة بشعور عميق بالكرامة: عندي إحساس جميل أنني لو في لحظة من اللحظات استشهدت ستكون تلك اللحظة الأسعد في حياتي’. وتختم حديثها هذا بجملة واحدة: ‘سأظل لا أعرف إلا معنى واحد ووحيداً: يسقط الاستبداد’.

السابق
كل تأخير لوصول الصواريخ فيه خير
التالي
شيرين وقصة حب مع رجل اعمال