المناضل الجزائري أحمد الإبراهيمي.. من القتال في الجنوب اللبناني الى كسر الحصار

خلال رحلتي التاريخية الى غزة، صودف ان التقيت بالدكتور أحمد الابراهيمي الذي يرافق الوفد الجزائري البلغ عدده 150 شخصا، بمعطفه الاسود الطويل وطاقيته السوداء التي تشبه طاقية الافارقة. لفت نظري حديثه عن مشاركته بالمقاومة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينن وزيارته المتكررة الى بيروت ولقائه السيد حسن نصرالله، ودوره في قافلة (أميال من الابتسامات) التي تسير الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي عنها.
في لقاء سريع، نظرا لانشغالاته الكثيرة، دار الحوار التالي:
كيف تعرّف القراء اللبنانيين على (قافلة أميال من الابتسامات)، خاصة ان الوفود اللبنانية هي الأقل عددا بين بقية الوفود العربية؟
– قافلة أميال تدخل ضمن اطار كسر الحصار، وانا عضو فيها مع مجموعة من الإخوة منهم محمد صوالحة، وزاهر البيراوي، وعبد الرزاق مقري، وبشير زمير، والدكتور عصام يوسف. وهذه المجموعة هي المسؤولة عن القوافل. وقد تشكلت بعد انطلاق اسطول الحرية عام 2010. واول قافلة دخلت كانت في الـ2009 حيث كانت هذه القوافل مشتركة، ولكنها توحدت تحت اسم (أميال) رسميا وكنا نجد عوائق وعواقب كثيرة. وكانت هناك صعوبات في التنسيق واول قافلة حملت 60 شخصا. وقد بلغ عدد القوافل حتى الان 19 قافلة.
هل تُؤتي هذه القوافل ثمارها اجتماعيا ومعنويا واقتصاديا؟
-هذه القوافل تدخل في اطار كسر الحصار، علما ان معاناة أهل غزة تفوق ما تحمله هذه القافلة نتيجة الاغلاق برا وبحرا وجوا. فلم يبق أمام الغزاويين الا الأنفاق، ولم نكن نتمكن من حمل كل شيء، فقط، حضور الأطباء والأدوية. ولأننا ضد إدخال أية مواد عبر المعابر الإسرائيلية لأن هذا العمل يكرّس سلطة إسرائيل. وللقوافل بُعد سياسي وثقافي.

منشق
* حدثنا عن تجربتك في قوافل (أميال من الابتسامات)؟
– بدأت العمل في (أميال) كمنسق على مستوى دول المغرب العربي، علما ان ليبيا لم تكن قد انضمت الينا الى ان اتى الربيع العربي وحررها. كما شاركتنا تونس لكن وتمثلت بمن هم مقيمون خارجها. ومن ثم عينّت كرئيس للوفد على اكثر من قافلة وبعدها صرت أرتب القافلة والعمل على تحديد المشاريع المنويّ تنفيذها في غزة كمشروع دار القرآن، والمدرسة الابتدائية للايتام، ودار الضيافة الجزائرية، ومستوصف طبيّ، ومسجد، وايضا مدرسة محفوظ نحناح، اضافة الى كفالة أيتام.

* من هو أحمد الإبراهيمي؟
إنه استاذ ومدّرس في بعض مساجد العاصمة الجزائر، واحضّر رسالة الماجستير في العلوم السياسية عنوانها (القوافل وأهميتها في كسر الحصار) في كلية الدعوة الاسلامية في بيروت. متزوج ولدي اربعة اولاد، ورئيس لمركز فلسطين للدراسات والاستشارات والتدريب، ورئيس قافلة (أميال من الابتسامات) وعضو اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وعضو التحالف الدولي لكسر الحصار، وعضو مؤسسة القدس الدولية.

بداية تطوُّع
* كيف يرتبط الجزائري بالفلسطيني؟
كانت الجزائر تجمع الفلسطينيين كأساتذة، كوننا كنا قد خرجنا من الاستعمار جاهلين بلغتنا العربية الام، واحتجنا للمعلمين من الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين. وهؤلاء كانوا صلة الوصل خاصة اني من عائلة جهاد ومقاومة ضد الاستعمار، والجزائريون يعرفون قيمة المقاومة وهي مثل أعلى لنا.
كيف ترى مستقبل العمل التضامني لدعم فلسطين، وهل بدأ يُؤتي أكله؟
-العمل بدأ ينتشر بشكل كبير، وكنت قد حدثتك عن زيارتين لي الى نيجيريا حيث يحبون فلسطين وبدأوا يعملون على تجهيز جيش للمعركة القادمة. وفي قوافلنا نرى الأندونيسيين ايضا وليس فقط العرب. وقد بدأ عملنا يرتقي الى العمل النوعيّ.
* وهل تضافر الجهود الشعبية أقوى من سلطة الدولة التي تحاصر غزة وفلسطين؟
الشعوب أثبتت انها اقوى من التغييرات الحاصلة. سفينة مرمرة مثلا جاءت نتيجة جهود شعبية. وحتى الحكومة التركية تخلت عن متضامني سفينة مرمرة وقالت لهم الحكومة لا دخل لها بكم اذا تعرضت لكم اسرائيل. ان المجهودات الشعبية اثرّت من خلال التظاهرات. والحكومات العربية باتت تخاف من شعبها.. أقوى نظام في مصر هوى وسقط.
* هل يمكنك ان تحدثنا عن تجربتك مع المقاومة في الجنوب اللبناني؟
في العام 1989 ذهبت الى الجنوب اللبناني حيث كنت سابقا قد قصدت سوريا للدراسة، وكنت قد انهيت الدراسة، ولكن بعض الاخوة من تونس كان له علاقة بأحمد جبريل فانضممت في سوريا الى منظمته في مخيم اليرموك والتحقت بالمقاومة في الجنوب اللبناني.
لكني لم أبق طويلا لاني وجدت هؤلاء المقاومين يشربون الخمر وغير ملتزمين دينيا، وكان للقائي – من خلال زيارة الى مرج الزهور- بالدكتور عبد العزيز الرنتيسي في العام 1992 في ليلة ماطرة حيث لم أنم الا لليلة واحدة مع المبعدين. هذه الليلة غيّرت حياتي حيث تحدثت مع المبعدين ورأيت المؤمنين فتحولت. وبدأت أناضل وكان عندي دور في (حركة مجتمع السلم) في الجزائر، وكان عندي صولات وجولات كداعية في الجزائر من خلال الكلمة الطيبة. ومن ثم رجعت الى القضية الفلسطينية وبدأنا مسيرة الدعم.
وقد زرت بعد التحرير عام 2000 الجنوب اللبناني، وزرت بلدات مارون الراس، وبنت جبيل، وعيتا الشعب، ومناطق الليطاني وكل المواقع المتقدمة للمقاومة.. كما التقيت قيادات المقاومة في المقاومة الاسلامية وعلى رأسهم الأمين العام شخصياً.
  

السابق
أسبوع المطالعة العامة متواصل في المناطق
التالي
فتفت: هناك من يدفع باتجاه الفراغ الكامل