الديار: الخطة هي جر الشيعة للرفض كي يظهر أن الشيعة يريدون تعيين رئيس الحكومة

العنوان سيكون في المرحلة القادمة هل تريد الطائفة الشيعية تعيين رئيس الحكومة السني هي ايضا؟
ام ان الطائفة السنية لها حقوقها بتعيين رئيس الحكومة وبالتالي ان يكون رئيس الحكومة ليس باش كاتب بل يؤلف حكومة يرأسها وهذا العنوان سيكون مدار البحث مع الكتل من الآن فصاعداً.

بدأت معركة تأليف الحكومة بعدما انهى الرئيس المكلف تمام سلام الاستشارات النيابية لتأليف الحكومة ويبدو ان الرئيس سلام يتجه الى حكومة تكون من 14 وزيرا ثم رفع العدد الى 20 ثم 24 لكنها كلها تخيلات واشاعات اضافة الى ان الاسماء ليست صحيحة انما النصحية التي تلقاها تمام سلام هي ان يتجنب تمثيل الاحزاب مباشرة كي لا يكون حزب الله ممثلا بعضو في قيادته او مكتبه السياسي كذلك بالنسبة للقوات اللبنانية ومحاولة وضع توازن ما بين شخصيات مستقلة شيعية وشخصيات مسيحية مستقلة وهكذا يكون تمام سلام قد اعاد لبنان الى صيغة هي حكومة تكنوقراط لها علاقة بالاحزاب ولكنها ليست حزبية وهذا ما يريده الاميركيون وهذا ما يريده الرئيس تمام سلام ورئيس الجمهورية يتضامن مع رئيس الحكومة في التشكيلة التي يريدها.

تسربت الاسماء وهي بالون تجربة لكن منها اسماء جدية ومنها اسماء غير جدية فلو اخذنا مثلا الطائفة الدرزية فإن القاضي عباس الحلبي هو المقترح للدخول في الحكومة وفي ذات الوقت هو من الشخصيات المستقلة عن الحزب التقدمي الاشتراكي انما مرضى عنه من جنبلاط. كذلك هنالك اسماء سنية ومسيحية قريبة من الاحزاب ولكنها مستقلة عنها، هذه هي فكرة تمام سلام وبالتالي يكون تمثيل حزب الله بشخص شيعي قريب من خط الحزب وحركة امل مع اسماء شيعية لها دور اكاديمي في الجامعة اللبنانية او في الوسط السياسي. هذا الامر وصل الى الرئيس بري وتباحث فيه مع الوزير جنبلاط واعتبره امرا خطيرا ان يبدأ تمام سلام بهذا التفكير، ذلك ان هذا التفكير هو فكر 14 آذار وبالتحديد تيار المستقبل الذي يريد حكومة غير حزبية ومستعد لتقديم اسماء شخصيات تعمل في الشأن العام وليست عضواً في تيار المستقبل بل صديقة واعتماد المبدأ مع حزب الله وحركة امل والتقدمي الاشتراكي والقوات.

وليد جنبلاط تداول مع بري المعلومات فقال له بري انه حتى الساعة لم ينقل اليه تمام سلام اي معلومات او اي رأي عن الاستشارات كذلك وليد جنبلا لم تصله اية معلومات من الرئيس المكلف واذا كان خلال ليل امس اتصل الرئيس المكلف بشخصيات 8 آذار فإن هذا الاتصال كان عاماً ولم يدخل في الاسماء ولم تكن جلسات عمل لوضع لائحة بأسماء الوزراء بل كانت لإعطائهم الاطمئنان انه آت من دون اية خلفية لإبعاد اي جهة ويريد التعاون مع الجميع. ولم يعط تمام سلام اي اشارة الى اية حكومة يريد مع المتصلين به، سواء الرئيس بري ام باسيل ام كل 8 آذار. كذلك بالنسبة لـ14 آذار لم يتصل بهم بالنسبة للوائح ولكن يبدو ان اللائحة المقترحة الفعلية في جيبه منذ ان كان في الرياض. حيث حصلت اجتماعات لمدة يومين وتم وضع لوائح وافكار في كيفية تشكيل الحكومة وحملها تمام سلام وهو مقتنع بها وسيحاول اقناع الاطراف اللبنانية بهذا الامر علما ان المستشارين او الشخصيات السياسية التي ذهبت الى الرياض سرا واجتمعت به هناك كذلك الذين كانوا في اوروبا وجاؤوا الى الرياض لعقد خلوة مع سلام وحلقات حديث اتفقوا على ان تكون حكومة تمام سلام بعيدة عن الاحزاب. وهذا هو شعارها، بل سيطلب من الكتل اسماء لمستقلين يريدونهم للحكومة وسيطلب منهم لائحة بعدة اسماء على ان يختار شخصية من الشخصيات التي يقترحونها اما هو فلن يقترح اي اسم انما سيضع مبادئ الاختيار على قاعدة عدم الانتساب الى الحزب مباشرة. وهو في الحكومة لا يريد تمثيل الحزب القومي ولا اعطاء وزير للعلويين بل حكومة من 14 وزيراً وهذه هي الفكرة الصلبة في ذهن تمام سلام.

الموقف هو الآن ان 14 آذار والرئيس الحريري اعتبروا ان الرئيس ميقاتي لم يستطع الحكم في غياب 14 آذار ووصل الى مكان قدم فيه استقالته ثم حصلت استشارات نيابة ونال سلام 124 نائباً وعلى اساس ان تمام سلام نال هذه الاكثرية فإن التفاصيل لم تكن مضمونة عند احد باستثناء ما تم عليه الاتفاق بين السعودية وايران بضغط اميركي اوروبي وروسي حتى من اجل جعل الاستقرار في لبنان قائماً. لذلك تعتبر 14 آذار ان رمي تمام سلام فكرة حكومة تكنوقراط في وجه 8 آذار سيجعلها تخسر مزيدا من نفوذها المباشر وسيطل تمام سلام ليقول جربنا حكومة من 14 آذار وفشلت وجربنا حكومة من 8 آذار وفشلت وبالنتيجة لم يبق امام البلاد سوى تأليف حكومة من خارج 8 و14 آذار عضويا ولا يكونون منتسبين لـ 8 او 14 آذار بل تكون من اصدقاء 14و8 آذار ويكون لهم مصداقية مستقلة وهذه اللعبة هي لعبة سياسية من 14 آذار لجعل استقالة ميقاتي منطلقا لاستثمار انتصار على 8 آذار والاطباق عليها ومحاصرتها وعدم تمثيل حزبي للقوات اللبنانية وحزب الله وغيرها وعلى اساس هذه الفكرة يعتبر سلام انه الف اذا استطاع حكومة لها علاقات جيدة مع الجميع لكنها في الوقت ذاته منسجمة على طاولة مجلس الوزراء.

من هنا فإن الرئيس الحريري وتيار المستقبل و14 آذار تنتظر ان يرفض حزب الله تركيبة الرئيس تمام سلام وعندها سيكون سلام رئيس حكومة مكلف ولا تتألف الحكومة بسرعة واذاك يتحمل المسؤولية الطرف الذي يعرقل تمام سلام، وستصبح المقولة ان تمام سلام تمت عرقلته من الرئيس بري ومن الوزير جنبلاط ومن حزب الله وحتى من القوات اللبنانية وخاصة من العماد عون. مقولة تمام سلام بالاتفاق مع التنسيق الاوروبي والاميركي وغيره هو ان افضل حل هذه التشكيلة، وعندها ستبدأ الاتصالات من اجل تأليف الحكومة والاصرار على حزبيين ولن يقبل حزب الله بعدم تمثيله بالحكومة مباشرة كذلك العماد عون سيصر على اشتراك التيار الوطني مباشرة وبالنسبة للقوات اللبنانية والكتائب تريد ايضا ان تتمثل.

الاميركيون دخلوا على الخط
الاميركيون دخلوا على الخط وبحثوا مع سلام في تمثيل حزب الله وايدوا كتلة تكنوقراط لكنهم قالوا اننا ضغطنا على الاوروبيين لوضع اسم حزب الله على لائحة الارهاب وتريثت فرنسا وارووبا بشأن هذا الموضوع وبما ان حزب الله مطلوب من المحكمة الدولية عبر دعوة بعض اعضائه للشهود واعضاء آخرين بالاتهام المباشر لعملية اغتيال الحريري فإن الافضل ان لا يكون في الحكومة. اما بالنسبة للحكومة فإذا كانت تريد مساعدات اميركية وانفتاح على الخليج والعرب مجددا فإن تركيبة تمام سلام ليست مثل ايام السوريين بل هنالك واقع جديد يشرحه تيار المستقبل واميركا وهذا الواقع الجديد هو ان ميزان القوى السياسي لصالح تيار المستقبل لكن سلاح حزب الله في الداخل هو الذي فرض الموازين واجبر الحريري على الابتعاد وجاء بالرئيس ميقاتي والآن سقط ميقاتي فالمطلوب ابعاد كافة الاحزاب عن الحكومة وجعل الانتصار كاملاً من خلال حكومة تكنوقراط.

هل يستطيع الرئيس تمام سلام تنفيذ هذه الفكرة؟ الرئيس بري وجنبلاط ارسلا تحذيرات الى سلام والى السعودية ودول اخرى على ان توقف الرئيس المكلف عن تشكيل الحكومة سيكون عبئا على 14 آذار وليس 8 آذار وان 8 آذار ازاحت من الطريق واعطت رئاسة مجلس الوزراء للنائب سلام على اساس ان الاكثرية معه كلها وحتى لو كان من 14 آذار. لكن الفكرة بأن يأتي تمام سلام ويعود لتعويم المؤسسات السنية في لبنان كي توازن المؤسسات الشيعية في ذات الوقت النزول عند الطلب الاميركي والسعودي بعدم تضمين البيان المشترك الوزاري مقولة الشعب والجيش والمقاومة بل الغاء هذه العبارة واستبدالها بعبارة الدولة اللبنانية بكل عناصر تكوينها هي ضد اسرائيل وضد عدوانها وتجاهل كلمة المقاومة، وهذا ما تريده اميركا بالتحديد. والرئيس تمام سلام مقتنع بهذه الفكرة ومقتنع بأن حزب الله لن يستطيع هذه المرة اقامة خيام في ساحة الشهداء ولا عرقلة تشكيل الحكومة واذا كان البعض استسهل تكليف سلام وانه منفتح على الجميع فإنه يحاول تمرير مشروع مرضى عنه خليجيا واوروبيا واميركيا ويعتبرون ان سوريا ليست قوة ضاربة ويعتبرون ان حزب الله لا يمكن ان يضع سلاحه في ميزان تمثيله في الحكومة واذاك يفرض سلام حكومة امر واقع على كل الاطراف.

هناك من جاء للحديث مع رئيس الحكومة المكلف وإبلاغه ان حزب الله اذا كان في الحكومة فإن هذا خير لتمام سلام لأنه اذا كان هنالك ممثل لحزب الله فيستطيع رئيس الحكومة التواصل مع حزب الله ويشاركه في الحكم الحزب وحركة امل و 8 آذار ويشكلون ضمانة ضمن الحكومة لكن تفكير تمام سلام مختلف وتفكير سعد الحريري مختلف وتتكشف الامور على ان هنالك مطلبا لإزاحة حزب الله من داخل الحكومة وهنالك مطلب بأن تكون الدولة هي المرجع للمقاومة، واذا تم ذكر مقولة الجيش والشعب والمقاومة فيجب ان تتضمن الجيش والشعب والمقاومة في اطار الدولة القادرة وهي صاحبة القرار على كافة المستويات بالنسبة للجيش وبالنسبة لشؤون الشعب وبالنسبة لمواقع وتصرف حزب الله والمقاومة.

نصيحة لسلام
شخصية لبنانية هامة نصحت سلام اضافة الى سعد الحريري ومجموعة بتركيب حكومة من 14 وزيراً وانها لفترة مؤقتة ولذلك يتجنب تمثيل اطراف كثيرة مباشرة ويقدم للغرب حكومة من دون مشاركة حزب الله وفي المقابل يقصي الكتائب والقوات عن الحكومة بتمثيل مباشر وكذلك العماد عون لأن مطلوب من الحكومة القادمة اجراء انتخابات لكن ان تكون الانتخابات في ظل جو ان هذه الحكومة مستقلة ولم يعد لحزب الله او 8 آذار سيطرة على دورها واجهزتها بل تكون الترتيبة من خلال جماعة مستقلة وبالنتيجة يصبون بنسة 70% عند 14 آذار و30% عند 8 آذار وهذا الامر لن يمر كما يعتقد سلام الرئيس المكلف. وأبلغت كونيلي المسؤولين انهم اذا ارادوا دعما اميركيا ومساعدة يجب ان تكون الحكومة حكومة اتجاه في الكلام نحو تسوية في الشرق الاوسط وليس على قاعدة اعتماد مقاومة، لأن الولايات المتحدة تريد كما قال اوباما التفاوض المباشر بين كل الاطراف كاساس للوصول للتسوية وهو قصد سوريا ولبنان ايضا وبالتالي سيصل الوضع في سوريا الى وضع صعب للغاية في المستقبل ويومها ستقبل سوريا ونظام الرئيس بشار بالتفاوض مع اسرائيل ولبنان سيكون مدعوا للتفاوض مع اسرائيل وان اكثرية سياسية ستكون جاهزة لدعم الاتجاه نحو التسوية مع اسرائيل واوان هذه التسوية هي حكومة حالية تتألف من دون حزبيين ثم تجري انتخابات فتنال الفئات التي تريد التسوية الاكثرية ثم يبدأ تفاعل كبير ضمن سوريا في الاشهر القادمة ومنها يكون المدخل للمفاوضات تشمل المشرق العربي من خلال رؤية الخليج بالاتفاق مع اوروبا واميركا.

مذكرة قيادة الجيش
ومن الاشارات التي تعطي اتجاهاً للأحداث القادمة مذكرة فيها وصف تقني من قبل قيادة الجيش الى وزارة الخارجية عن مكان القصف السوري ضد الاراضي اللبنانية وبالتالي ابلاغ البعثات اللبنانية الدبلوماسية في الخارج ان سوريا ضربت اهدافا ضمن الاراضي اللبنانية وليل امس استنكر الناطق باسم الخارجية الفرنسية اعتداء سوريا على لبنان وقيام طوافات وسلاح مدفعي بقصف الاراضي اللبنانية واعتبروا هذا الاعتداء امرا خطيرا وطلبوا من سوريا عدم تكراره لأنه اعتداء على ارض لبنانية وعندما قال السفير السوري انه لم يتلق مذكرة احتجاج من الوزير منصور فصحيح ذلك لان الوزير منصور ابلغ سوريا عبر سفيرها في لبنان بمذكرة ما ذكرته قيادة الجيش عن قصف طوافات لأهداف ضمن الاراضي اللبنانية وقصف مدفعي لاهداف غير عسكرية ضمن الاراضي اللبنانية في عكار ولم يكتب منصور ان لبنان يحتج على سوريا بل تناول في مقدمة المذكرة تعزيزا لعلاقة لبنان مع سوريا وتصميما على ذلك نبلغكم ان حوادث حصلت لا بد من تجنبيها لحسن العلاقة بين سوريا ولبنان وعندما اعتبر الرئيس ميقاتي ان منصور لم ينفذ ما يريده فعليا جاء التفسير بأن عدنان منصور ارسل مذكرة وفيها روايات عن الخروقات السورية ولكن لم يقم وزير الخارجية بإدانة العمل السوري وهذا ما كان يريده الرئيس سليمان و14 آذار.

التحضير لمعركة
في عكار وجرود عرسال
وهنالك تحضير لمعركة في منطقة عكار وفي منطقة جرود عرسال ضد الجيش السوري النظامي، وجره الى معركة في خاصرته في لبنان ومن خلال ردة فعله على تحرك الجيش الحر خاصة عناصر النصرة لأهل السنة وحمايتهم فإن الدول سترى ان سوريا تخرق سيادة لبنان وقد يتم استدعاء مجلس الامن لعقد جلسة عند اول اختراق جديد لأن الخطة هي تصاعدية ان يبدأ لبنان بالاحتجاج لدى سوريا ثانيا اذا استمرت سوريا في هذا الامر ابلاغ الامانة العامة للجامعة العربية وهو امر لا يقبل به الرئيس بري في الخارجية حيث بري يركز على ابقاء ممثل له في الخارجية، الآن وغداً وهنا ستحصل المواجهة بالنسبة للقصف السوري على الاراضي اللبنانية. ويعتبر اطراف في 14 آذار ان المدخل الوحيد لإعادة السيادة اللبنانية فعليا في القرار السياسي هو احراج سوريا امام الرأي العام الدولي والعربي لجعلها لا تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وثانيا لإضعاف فريقها المؤيد لها في لبنان وأهمه حزب الله. وعلى هذا الاساس فإن حكومة تمام سلام هي حلقة ضمن خطة محاصرة 8 آذار في الحكومة الى ان وصلت الحكومة الى عرضة ادت الى استقالة رئيس الحكومة وانه بعد سلام اذا لم ينجح بتشكيل الحكومة لن يقدم السنة مرشحا واحدا. واذاك ستقع الازمة الكبرى.

وهنالك فريق يعتبر ان حزب الله لا يستطيع ابقاء لبنان دون حكومة وان يكون مسؤولا عن فقدان شرعية وجود حكومة في لبنان لذلك ستكون التركيبة امراً واقعاً محضراً لها اميركيا على ابعاد حزب الله بالتحديد والعماد عون بالتحديد اكثر من حزب الله لأطراف عربية اما بالنسبة لأميركا فتريد تأليف حكومة تكون منطلقا لتفكك 8 آذار ودفعهم الى الازمة الفعلية في تركيبة الحكومة القادمة واعتماد مبدأ تصر عليه اوروبا واميركا ان يكون لبنان خارج سيطرة مقاومة حزب الله بل اضعاف الحزب في لبنان سياسيا ومعنويا من خلال حكومة جديدة ومن خلال الانتخابات. ويعتبرون ان قانون الانتخاب لن يتم الوصول اليه وان الانتخابات سيتم الدعوة اليها على اساس امر واقع في تاريخ معين ويومها يدخل لبنان في الازمة السورية حيث ان الرئيس سليمان لن يكون متفقا مع بري في هذا الموضوع. كذلك جنبلاط سيقف الى جانب تمثيل المقاومة وفرنجية ايضا وبطبيعة الحال عون وحزب الله. لكن تمام سلام هو رجل السعودية في لبنان اكثر مما هم تيار الحريري وتعتبر السعودية ان الحريرية او اتجاه تيار المستقبل في بيروت لم يستطع تجييش السنة فعليا في وجه حزب الله بل ان تمام سلام بجذوره السنية البيروتية التاريخية سيكون جاهزا لمنحى جديد هو تعزيز التمثيل السني وقوته وثانيا تأليف حكومة على قاعدة ان ميزان القوى تغير وان سوريا غير قادرة على الضغط على لبنان وان حزب الله في وضع صعب بالنسبة للمحكمة واذا اراد تصعيد الموقف سيكون تصعيد على صعيد المحكمة الدولية واستعمال قرار مجلس الامن تحت البند السابع.

وسيفرض لاحقا مجلس الامن قرارا بتوقيف اربع ضباط سوريين وتسليمهم الى المحكمة الدولية كمطلوبين شهود والبقاء هناك لانتهاء افاداتهم واعتبار النيابة العامة الدولية المرجع لاعطاء الاذن للضباط بالعودة كذلك سيتم دعوة الشهود الى هولندا حيث سيقيمون في ابنية قرب المحكمة لإعطاء افاداتهم، اما مسألة تشكيل الحكومة فالجميع يعلن عن طلب السرعة فيها لكن المشروع الكبير هو التغييرات في المنطقة خاصة سوريا اضافة الى تغيير وضع حزب الله نتيجة المحكمة الدولية وبالتالي اعتبار سقوط الميقاتي البداية وليس النهاية واكمال انتصار 14 آذار بالحكومة الجديدة واتهامات المحكمة الدولية. هنا نصل الى ان المعارضة تفاهمت مع تمام سلام بشكل عام انما سيحصل خلاف جدي بينها وبين سلام الا اذا اعتبر حزب الله ان استراتيجية الابتعاد عن فتنة سنية شيعية لأن تمام سلام اذا ظهر ان حزب الله يعرقله ولا يجعله يكون رئيسا للحكومة ويؤلفها فإن الخليج واميركا واوروبا يكونون قد وضعوا حزب الله في الزاوية وانه السبب في تفشيل تأليف الحكومة.

لأنهم سيقولون انه اذا كان حزب الله لا يقبل بشخصية سنية معتدلة مثل سلام فمن اين نأتي له بسنة رؤساء للحكومة اكثر اعتدالا منه؟ وسيكون عنوان الصراع مثلما حصل في الرياض ان الشيعة يريدون تسمية رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة هم من قبلهم وان المعركة الاعلامية ستكون دعم الرئيس المكلف سلام واظهار ان حزب الله هو المعرقل وعون هو المعرقل ولكن التركيز ان رئاسة الحكومة يتم اختيارها من السنة واعطاء رئيس الحكومة صلاحية تشكيلها بالتنسيق مع الكتل اما مبدأ ان يختار الشيعة رئاسة الحكومة كما فعلوا مع ميقاتي فهو امر لم يعدمطروحا وفي حال فشل تمام سلام فإن ذلك سينعكس على الدولة اللبنانية ككل وعلى حزب الله وتصبح الفوضى السياسية هي المسيطرة على الوضع اللبناني.
  

السابق
تجربة تعليم الطلاب السوريين النازحين في منطقة صيدا
التالي
الشرق: الحر يدخل القامشلي ويتصدى لمقاتلي حزب الله في القصير