شعبٌ ثائر على حكم جائر

مهمّة كانت قمة قطر العربية التي حققت دفعاً قوياً للثورة الشعبية في سوريا، ويقتضي الإنصاف القول إنّ الدور الذي أدّاه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان له فاعلية مهمّة ما كانت لتتحقق ببساطة، وذلك من خلال سعيه الناجح لمنح مقعد الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية الى المعارضة السورية، وكذلك من خلال منح المعارضة سفارة في الدوحة جرى افتتاحها هنا أمس في ما بدا أنّه انتصار كبير للثورة التي يقوم بها الشعب السوري، بأطيافه كلّها، ضد الحكم الجائر المتمثّل ببشار الأسد وأتباعه.

وقد يكون السؤال الآن هو: متى يقتدي القادة العرب الآخرون بالمبادرة القطرية المهمّة جداً في مسار النضال الشريف الذي يخوضه الشعب السوري.

وفي افتتاح السفارة، هنا، كان رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب واضحاً جداً عندما تحدّث بمرارة عن «الإرادة الدولية» التي تعمل كي لا تنتصر «إرادة الشعب السوري»، ولكنه في الوقت ذاته تحدّث بحزم وعزم وتصميم معلناً أنّ الشعب السوري «سيتابع طريقه».

وكم كان الخطيب صادقاً عندما تحدّث في القمة عن الأموال التي تدفعها واشنطن للمعارضة معلناً أنّ المطلوب من الأميركيين أكثر من ذلك. وكم كان صادقاً عندما قال أمس إنّ الدول الفاعلة ترفض نصب شبكة «باتريوت» لاعتراض صواريخ النظام التي تقصف الثوّار والمدنيين على حد سواء.

والواقع يثبت، من خلال تصريحات الخطيب، ونشاط المعارضة التي ظهرت في مؤتمر القمة، هنا، أولاً بأنها موحّدة، وثانياً بأنّ فيها المسلم والمسيحي، وثالثاً بأنّ فيها الرجل والمرأة على حد سواء… هذا الواقع يثبت سقوط ما يزعمون عن سلفيين و»قاعدة» و»جبهة النصرة»… صحيح أنّ أطياف الشعب السوري كلهم ثوار، ولكن الصحيح أكثر فأكثر أنّ هذه هي تلاوين هذا الشعب المناضل والصابر والثائر على الحكم الجائر، والذي قدّمت له قطر دفعاً قوياً، وعسى القادة العرب الآخرين يقتدون بما حققه للثورة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كي يصبح الدعم فعلياً فيتجاوز الكلام والإعلام.

السابق
وفدان من فتح وحماس بالقاهرة لبحث المصالحة
التالي
الرئيس سليمان يلتقي الرئيس ميقاتي في بعبدا