الاتهام البلغاري قميص عثمان جديد

  على مدى سنوات طويلة، سعت «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية الى تشويه صورة حزب الله، عبر تلفيق العديد من الاتهامات، بهدف تشويه صورته أمام المجتمع الدولي، وإلصاق تهمة الإرهاب به، لكنهما لم يتوقعا في يوم من الأيام أن تأتي المساعدة الكبيرة لهما من بعض اللبنانيين.
وعلى الرغم من الكمّ الهائل من الفضائح، التي كشفتها وثائق «ويكيليكس»، عن تورّط البعض في قوى «14 آذار» في العدوان «الإسرائيلي» على لبنان في تمّوز العام 2006، من خلال التحريض والسعي إلى إطالة أمد العدوان بهدف القضاء على المقاومة، وعلى الرغم من استمرار مسلسل الفضائح هذا، عبر الاتهامات التي سيقت عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لم يتعلّم هذا الفريق من أخطائه، لا بل أوغل في التورّط أكثر في هذا الإجرام، من خلال مواقفه التي رافقت اتهام الحكومة البلغارية لحزب الله بالوقوف وراء تفجير حافلة مدينة بورغاس البلغارية، في 18 تموز الماضي، والذي أدّى الى مقتل 6 أشخاص بينهم 5 «إسرائيليين».
وفي هذا السياق، ترى أوساط متابعة أنّ مواقف البعض في «14 آذار» المؤيدة لهذا الاتهام بشكل واسع أمر مخزٍ الى حدّ بعيد، وتشير الى أنّ هؤلاء كانوا يحضّرون للمشاركة في الحملة التي تستهدف تشويه صورة الحزب، منذ وقت طويل على ما يبدو.
وتلفت الأوساط، الى أنّ السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان، كان قد أعلن في وقت سابق أمام الكونغرس الأميركي، أنّ بلاده أنفقت الكثير من الأموال من أجل تحقيق هذه الغاية، وتعتبر أنّ هذه المواقف تؤكد أنّ الحملة لا تزال مستمرّة ولن تتوقف، لا بل انها ستشتدّ في المستقبل لأنّ المحكمة الدولية التي استعملت في سبيل تحقيق هذه الغاية انتهى دورها بعد الفضائح الكبيرة التي اعترت عملها.
ومن جهة ثانية، تعتبر الأوساط نفسها أنّ موقف المعارضة البلغارية كان مسؤولاً أكثر من موقف المعارضة اللبنانية، وتشير الى أنّ رئيس هذه المعارضة سيرغي ستانيشيف أكد في تعليقه على هذا الاتهام، أنّ حكومة بلاده اختارت أن تتعامل مع المسألة من منطلقات سياسية، وقرّرت أن تكرّر ما تقوله «اسرائيل» التي أطلقت اتهاماتها فوراً في تمّوز الماضي، وحتى قبل أن تبدأ التحقيقات، في حين أنّ المعارضة اللبنانية تبنّت الاتهام من دون أن تتطلّع على أيّ تفصيل عن التحقيقات، لا بل أنها سعت الى التسويق له قبل أن يصدر، من خلال الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قبل أيام قليلة.
وفي هذا السياق، لا تستبعد الأوساط أن تستغلّ قوى «14 آذار» هذا الاتهام في صراعها الداخلي من أجل إسقاط الحكومة، وتشير الى المواقف التي صدرت عن العديد من الشخصيات والقوى منذ اللحظة الأولى لصدور الاتهام عن أنه يسقط الشرعية عن الحكومة، وترى أنّ هذا البعض لم يعد يخجل في الإعلان عن أهدافه بشكل واضح، كما أنه لا يتوانى عن اللجوء الى استخدام أي وسيلة في سبيل ذلك، حتى لو كانت كلّ هذه الحملة هي من صناعة «إسرائيلية»، وهدفها تشويه صورة المقاومة اللبنانية أمام الرأي العام الدولي، وتستغرب اللجوء الى هذه الأساليب بشكل علني بعد أن كانت تتمّ في الخفاء، وتعتبر أنّ هذا الفريق لم يعد من المستغرب أن يقوم بأيّ أمر بعد اليوم في سبيل العودة الى السلطة، حتى ولو كانت عواقب هذا الأمر على الصعيد الوطني خطيرة، ولو كان ذلك أيضاً يتطلب التعاون مع «اسرائيل».
وفي هذا السياق، تؤكد الأوساط أنّ مصير هذه الحملة سيكون كسابقتها الفشل، وتشدّد على أنّ جمهور المقاومة يعرفها جيداً، وتاريخها يشهد في أنها لا تخجل في الإعلان عن أيّ عمل مقاوم تقوم به، إلا أنها ستكتشف مرة جديدة مدى استعداد البعض في فريق المعارضة للتورّط في أي عمل من أجل العودة الى السلطة.

السابق
نجاد يدخل مصر بالرجل اليسرى
التالي
حرب الجهاديين والجيش الحر