المسيحيون مثل المسلمين

يتحدث كثيرون عن ان لا مشكلة لدى المسيحيين في اعتماد عقد الزواج المدني اذ ان اوروبا، القارة ذات الثقافة المسيحية، اعتمدته منذ الثورة الفرنسية، وتكيفت الكنيسة الكاثوليكية مع هذا الواقع واعترفت به، وان المشكلة تكمن لدى المسلمين، لكون العقد المدني، يساوي ما بين المرأة والرجل، وهذا غير متاح في الاسلام، حيث للذكر ضعف حصة الانثى في الميراث. وحيث يجاز للرجل الارتباط بأكثر من امرأة، وهي امور تناقض العقد المدني الذي ينص على احادية الزواج، وعلى تساوي طرفيه في الحقوق، كما في الواجبات.
وعليه برزت في لبنان المعارضة الاسلامية اكثر حدة من الكنيسة المسيحية الرافضة في المبدأ والمحرجة في تناقض بين انتماء جزء منها الى الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، والتي قبلت بالزواج المدني، وبين اخرى ارثوذكسية ترفضه في اليونان وقبرص، لكنها تتعامل معه بواقعية في" الاتحاد السوفياتي".
لكن واقع حال المسيحيين في لبنان مختلف تماما، وهم كما المسلمين الملتزمين، بل يزايدون عليهم في هذا المجال. اذ يرفع المسيحيون الزواج الى مرتبة السر، اي انه احد اسرار الكنيسة السبعة، وبالتالي فهو مرتبة الهية تتجاوز حدود البشر. ومتى دخلت امور الالوهية على عقد او كتاب او تصرف، جعلت التغيير فيه امرا معقدا، بل مستحيلاً.
وعلى رغم الحملات التي يقودها علمانيون، ويساريون، وملحدون، ومؤمنون متحررون، لاقرار عقد الزواج المدني في لبنان، الا ان الاكثرية الصامتة لا توافق، والاهل بمعظمهم لا يحبذونه، اذ يرون في الزواج الديني حالة مستقرة لا يوفرها العقد المدني. وتقول الامهات "شو بدو يتجوزها حتى يطلقها بكرا"، باعتبار ان الزواج الكنسي ثابت ودائم ومؤبد.
امس كان المستمعون لاحدى الاذاعات يتصلون لابداء آرائهم في موضوع الزواج المدني ماذا قالوا؟
* المتصل رقم 1: الزواج المدني ليس زواجا بل عقد لا يرقى الى مستوى الزواج، وهو ورقة من البلدية تستعمل لترميم منزل او بناء سياج وليس لتأسيس عائلة.
* المتصل رقم 2: الزواج سر يباركه الله عبر الكاهن واما العيش معاً بعقد مدني فهو مساكنة، وبالتالي زنى.
* المتصل رقم 3: انا اقبل المساكنة، لكنها لا تفيد في تأسيس عائلة، وللزواج على الشريكين في المساكنة اتمام عقدهما بزواج مقدس، والا فان انجاب الاولاد حرام.
• المتصل رقم 4: انا احرّم حرية الافراد في عقد زواج مدني، لكني لا ارضاه لنفسي، واذا كنت في الخارج والزمت بالعقد المدني، فاني اذهب فوراً الى الكنيسة وفي بلدي اسجل رسمياً الزواج الكنسي.
هؤلاء كلهم مسيحيون فما الفارق الحقيقي؟ انه تأثير البيئة والمجتمع. وجهان لعملة واحدة.

السابق
البابا يطلق صرخة من أجل شعب إندونيسيا المتضرر جراء الفيصانات
التالي
شاكيرا تصبح أماً