قبلان: على الدولة ان تصلح أمرها وتعمل لمصلحة عامة الشعب

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "يوم الجمعة يوم مبارك فيه الخير والمحبة والرفعة إذ جعله النبي استراحة لتلتقي الجماعات المؤمنة لتتفاهم وتتعاون حيث يعالج المؤمنون أمور امتهم وتحل الأمة مشاكلها، وتتحرى مواقع الضعف فيها وتعمل لتحقيق العدالة والإنصاف والمساواة، لذلك فإن علينا ان نقوي هذه الاجتماعات وبالخصوص اذا كانت في أوقات الصلاة وأفضل وقت للاجتماع والتشاور والتفاهم هو يوم الجمعة، لان يوم الجمعة فيه رضا لله تعالى وصلة للارحام وحل للمشاكل وتعاون على عمل الخير، فما نراه من الاضطرابات والعقد والمشاكل، منشؤه عدم التمسك بقواعد الدين والعمل لإحقاق الحق وازهاق الباطل، فالأمور عادت إلى جاهليتها الاولى حيث كانت الشعوب قبل الإسلام متناحرة ومتخاصمة تعمل كل فرقة لمصالحها الخاصة، وتتناسى وتتجاهل المصلحة العامة ولا تعمل لما يحمي الأمة من التوترات والمشاكل الكثيرة".

وتابع: "إن الصلاة تعطي الاستقرار والاطمئنان، لذلك فإن علينا ان نبادر جميعا لرأب الصدع وجمع الكلمة والتعاون في ما بيننا، فنضع نقاط الخلاف على بساط البحث، فالاسلام دين الوحدة والعدالة والانصاف والمساواة وهو حفظ للجميع عزته وكرامته. ففي الاسلام الخير والتفاهم والإنصاف، والنبي محمد جاء لنشر الدعوة والمحبة بين الناس وللتعاون على الصعد كافة لعلاج المشاكل الطارئة والمستوردة من قبل أعداء الإسلام، ونحن كمسلمين ومؤمنين علينا ان نوجه النصيحة باستمرار لأهلنا ولامتنا ولشعوبنا لتكون على الطريق المستقيم وتبتعد عن البغضاء والكيدية وخاصة إن ما يجري على الأرض العربية والإسلامية لا يبشر بالخير، فالتعددية اذا لم تكن مبنية على احقاق الحق وازهاق الباطل فلا يمكن ان تنجح توجهاتها والعودة إلى منابع الحق، والعمل بمضمونها يصحح الوضع".

اضاف: "النبي كانت مواقفه ثابتة وغير متزلزلة، وعلينا ان نعود من جديد لنستقي من سيرة وسنة النبي وقوله وفعله وتقريره، ونوجه لهذه الأمة النصائح الصحيحة المستقيمة والله سبحانه أمرنا بالنصيحة لان الدين نصيحة ومعاملة واخلاق وقيم ومعنويات، لذلك نطالب المسلمين وغير المسلمين بإتباع الحق والعفو عند القدرة، والعمل بمضمون الدعوة الإسلامية، فاذا اتبعنا سبل الدين فاننا نؤدي ما علينا من حقوق ووجبات، ونحن إن نرى انه لا يوجد ربيع عربي في أي مكان فالموجود هو الخريف الذي تتساقط فيه الاوراق وتلعب الرياح به، لذلك فان العودة إلى دين الله والأنبياء والنبي محمد والائمة المعصومين ضرورة لتحقيق الاهداف وتبصر الغايات الشريفة والصادقة".

وقال: "إن الاقاويل والتكهنات كثيرة فيما يعيش العالم خلطا للأوراق كثير منها باطل، لذلك علينا ان نعود إلى القرآن الكريم والنبي العظيم والائمة المعصومين لندرسهم ونتعلم منهم سبل الحق، لان مدرستهم مدرسة احقاق الحق وازهاق الباطل. فالمطلوب ان نعمل بكل صدق وروية وحكمة لمعالجة الافات واولها الفقر الذي قال عنه الامام علي: ما جاع فقير الا بما متع به غني، فالامام علي رجل عظيم صنو النبي لم يحد عن الحق فالتزام بكل حكمة ما قاله النبي الذي التزم الحق في مواجهة الظلم والباطل، لان النبي اراد ان يكون الناس سواسية متعاونين على الخير والبر، يتحركون من اجل مجتمع راق مؤدب".

وطالب "خطباء الجمعة إن يكون درسهم وخطبهم في توجيه سليم ومستقيم، فيتصدوا للفتنة ولا يقولوا الا الحق ولا يعملوا الا بالصدق، لنكون من الأمة المباركة التي اعطاها الله كلمة واليقين والحقيقة، وعلى العلماء واصحاب المواعظ ان يضعوا نهج رسول الله نصب اعينهم لينطلقوا من خلاله فيكونوا عونا لبعضهم البعض، ويبتعدوا عن الباطل ويحاربوا الظلم فيكونوا مع الله ليكون الله معهم، وعلى المسلمين ان يلتزموا خط النبي ويعملوا بقوله وفعله حتى يكونوا من اتباعه بحق وصدق. فالمسلمون مطالبون بالإنصاف والعمل بما يرضي الله تعالى والابتعاد عن الباطل والشر والالتزام بخط النبي وإرشاداته".

كما طالب اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بالعودة إلى الأنبياء الذين أرسلهم الله للاصلاح والإرشاد، وعلى الدولة اللبنانية ان تصلح أمرها وتعمل لمصلحة عامة الشعب فلا تكون الدولة من أهل الأثرة والخصاصة، فتؤثر الناس على نفسها وتقدم مصلحة الناس على نفسها، وتقدم مصلحة الناس كما فعل الأنبياء والأئمة والأولياء الذين قدموا مصلحة الناس على انفسهم. وعلى اللبنانيين عدم الابتعاد عن سيرة الأنبياء فيكونوا طلاب حق من مدرسة الأنبياء والأولياء والصالحين، وعلى الجميع إن يكونوا مع عامة الناس يعملون لمصلحتهم بعيدا عن كل غلظة وفظاظة ولا سيما اننا نعيش حالة مأساوية في مجتمعاتنا".

واكد الشيخ قبلان "اننا نعيش الهموم والمأساة في سوريا، وعلى أهل سوريا ان يجتمعوا ويتحاوروا ويتفاهموا ولا سيما إن العصمة لله والأنبياء والأئمة المعصومين، فالإنسان معرض للخطأ والهوى، وعليهم إن يتواصلوا ويتشاوروا ويرحموا بلدهم وشعبهم فسوريا كانت ولا تزال دولة ممانعة ومقاومة وهي كانت مستقرة قبل ان تضربها المؤامرة، وعلى السوريين ان يعملوا لعودة الأمن والاستقرار والهدوء إلى سوريا من خلال الحوار، ونحن نسأل لماذا لا تتحرك الجامعة العربية وتأتي إلى دمشق لجمع المعارضة والموالاة كما فعل الإمام موسى حين عمل على المصالحة بين الرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس الراحل ياسر عرفات، لذلك نطالب الجميع ان يكونوا عقلاء وحكماء مخلصين عاملين على إصلاح ذات البين بين السوريين حتى تتحقق العدالة والإنصاف وتستقر الأمور في سوريا، ونطالب الرئيس الأسد بدعوة المعارضة لعقد اجتماع في قصر الرئاسة للحوار ووضع حد لسفك الدماء والتشاور لإنقاذ سوريا من الإرهاب والقتل والعنف.

اضاف: "كما نطالب حكام البحرين بعقد اجتماعات مع المعارضة والتشاور لحل الأمور في البحرين وإنصاف شعب البحرين ووضع حد للاضطرابات والقتل والانتهاكات".

وطالب المصريين بحفظ عزة وكرامة مصر وشعبها، فيتشاور المصريون في ما بينهم فيقتدوا بالنبي محمد الذي كان اول من عمل لحل المشاكل بالحوار وعلى أبناء مصر ان يعملوا لحل المشاكل من خلال تلاقيهم وتشاورهم ووقف كل اشكال العنف، فيتلاقوا على طاولة الحوار لتجنيب مصر الفتنة والاضطرابات".

من جهة ثانية، استقبل الإمام قبلان ظهر اليوم في مقر المجلس، مدير العلاقات العامة للمركز العالمي لحوار الحضارات الارشمندريت الدكتور شربل حكيم، موفدا من بطريرك إنطاكيا والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الذي نقل اليه تحيات البطريرك لحام، وقدم له الدعوة للمشاركة في المؤتمر الوطني الأول الذي ينعقد تحت عنوان "المواقع الدينية الأثرية والتاريخية في لبنان: بين مسؤولية الدولة وواجب الأوقاف"، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والذي سيقام في الخميس المقبل، في مجمع البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في الربوة.
  

السابق
“حزب الله” يسعى لاعادة الوئام الى 8 آذار في زحلة
التالي
ارسلان: لاعتماد النسبية الممثل لأوسع الشرائح الشعبية