نعيق الغراب

مرّة جديدة أطلّ الغراب على اللبنانيين بتوقيت مدروس و مبرمج و خلافاً لعادته لم يفقد أعصابه هذه المرّة لأنّه يعيش نشوة الإنتصار والانتقام…
– لقد قُتِلَ اللواء وسام الحسن الذي تجرّئ على ميشال سماحة ومعلّميه وكشفهما بالجرم المشهود.
– لقد تمكّن الغراب وأسياده مِن وَقفِ الإندفاعة القضائيّة لملف سماحة كما بدى الغراب مطمئناً الى قرار قاضي التحقيق ومضمونه (هذا، إن صدرالقرار…)
– لقد تمكّن الغراب وأسياده من إقامة الحجّة عبر إيجاد من شجّع بعض الشباب اللبناني للذهاب للقتال في سوريا والإيقاع بهم وقتلهم واستعمال صورهم ممّا أتاح للغراب أن يقول إنّ هؤلاء الشباب قد تأثّروا بالخطاب التحريضي لأهل طرابلس وعكّار و نوابهم كما أنّهم، أي هؤلاء الشباب، يشكّلون الصورة الموازية "لشهداء الواجب" من مقاتلي حزب اللّه في سوريا .
إنّ المطلوب فهمه من كل ذلك، أنّ استهداف متفجّرات ميشال سماحة لنوّاب عكّارهو أمر مبرّر كما أنّ قتال حزب اللّه إلى جانب النّظام السّوري يوازيه قتال لبنانيين آخرين مع الثورة!!
– لقد أراد الغراب أن يؤكّد لبشّار الأسد وحزب اللّه أنّه رجل استثنائيّ، شعلة من الدّهاء والذكاء، وهو تمكّن، أو على طريق التمكّن، من قلب الموازين وتخليص ميشال سماحة وأسياده من ورطة كبرى موثّقة بالأدلّة والبراهين، فهونجح حيث استسلم غيره!
وعلى هامش نشوته، وكعادته نظّر الغراب في الشؤون الوطنيّة الكبرى وحلّل في القانون والدستور والسّلطات والصلاحيّات وكأنّ مستقبل الوطن لن يستقيم إلاّ إذا ما أُخِذَ بتحليلاته كما لم يَفُتْهُ أن يُظْهِرَ غيرته على مسيحيي لبنان وحقوقهم وأن يُبديَ دفاعاً وتعاطفاً مع أهل الشّيعة الذين لم يحبّوه يوماً وقد فات الغراب أنّ كل هذا العناء الذي يبذله لن يفيده ولن يفيد أسياده لأنّ بشّار ذاهب إلى غير رجعة…وأنّ القضيّة في سوريا هي أكبر منه ومن تحليلاته…
أنهى الغراب إطلالته المفضوحة الأهداف بتوجيه الوعظ لرئيس الجمهورية بأن يدعم الجيش والقضاء لكي ينجو البلد والاّ كانت الحرب على الأبواب مكرّراً ما أفصح عنه في مرّات سابقة من نزعةٍ إلى تسليم البلد لقائد جيش يطحش ولا يردّ على أحد…!! إنّ الغراب توّاق إلى حكم سياسي صوري وحكم فعليّ من الخلف لعسكريّ متسلّط! هكذا يرى الغراب خلاص لبنان.
لذلك نقول للغراب إنّ ثورة الأرز أزاحت نظام الوصاية وغربانه عن قلب وطننا الحبيب لبنان وعن صدور أهله الطيّبين الأحرار إلى غير رجعة وإنّه ما عاد يخيفهم نعيق غراب حاقد!

السابق
جنبلاط: القرار الأممي أعاد الأمور إلى نصابها بعيداً عن الشعارات الطنانة
التالي
عطارد والزهرة وزحل بعد 2737 ستظهر فوق اهرامات الجيزة اليوم