كيم كارادشيان في انتخاباتنا

لا يعقل ان مصدرا حكوميا مسؤولا مطلعا ينقل خبرا لأربع من كبريات الصحف وتنقله عنه ثم يصدر في اليوم التالي نفيا للخبر الذي نقله الزملاء الصحافيون عن لسانه.
لا أتحدث هنا عن خبر القرارات الشعبية التي نقلتها كبرى الصحف الاربع الاسبوع الماضي، بل عن حدث متكرر، مصدر حكومي مطلع ينقل الخبر للصحف ثم تعود حكومته في اليوم التالي لنفي الخبر.

دوامة تضارب الاخبار لا تتحمل مسؤوليتها الصحف وحتما لا يتحملها الزملاء المحررون ولا يتحملها المصدر المسؤول الذي نقلها، بل تتحملها الحكومة التي أصبح من عادتها مؤخرا الإيعاز لأي من مسؤوليها بان يتحول إلى «مصدر» ليسرب عددا من القرارات المحتملة لتعرف ردة فعل الشارع السياسي، وعلى ضوء ردة الفعل تلك إما تؤكد تلك القرارات او تنفيها، فإذا جاءت ردة الفعل سلبية تجاه تلك القرارات التي سربتها كخبر للصحف قامت بنفيها، وهذا أسلوب حكومي رخيص جدا، وأسلوب إطلاق بالونات الاختبار ربما يليق هذا الامر بطفل عندما يخبر والده بأمر خيالي ليعرف ردة فعله تجاهه قبل ان يفعله، لكنه لا يليق بحكومة طويلة عريضة رشيدة.

***
عشية الانتخابات ستكون نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان في الكويت كضيفة على إحدى المناسبات التجارية الكبرى، وقالت كارداشيان امس لموقع «أم تي زي»: اريد ان اثقف نفسي عن الشرق الاوسط قبل السفر إلى هناك»، والحقيقة ان بنت كارداشيان وحتى يمكنها ان تفهم الحالة الكويتية السياسية فقط وليس الشرق الاوسط كله بحاجة إلى 22 مجلدا وقراءة أرشيف صحفنا بين عامي 1981 وحتى 2012 وهو ما قد يستغرق منها اكثر من عام كامل، وبما انني على يقين ان بنت كارداشيان ليست دودة كتب ولا تحب القراءة اصلا، يمكن ان تقضي عمرها كله وهي تحاول قراءة واقعنا السياسي وتموت واحتمال تندفن بالصليبخات وهي «ما فهمت شيء أصلا».

***
الواقع السياسي الكويتي معقد إلى درجة انه يمكن ان «تفرمت» عقلك ثلاث مرات وتعيد القراءة ولن تفهم شيئا.

***
توضيح الواضح: من المحزن جدا ان ترى قامة فنية يقوم صاحبها بمسح تاريخه الفني بأكمله من أجل هدف سياسي رخيص.

***
توضيح الأوضح: من الخطأ ان تعمل في الاعلام 40 عاما وآخرتها «يقصون عليك».  

السابق
إسرائيل: العرب نعاج؟
التالي
من غزة خطفت إيران القضية الفلسطينية!