السفير: جنبلاط: ثمن سلاح المقاومة أقلّه طائف جديد وحزب الله في بكركي

على الرغم مما تشكله هيئة ادارة قطاع البترول من اطار مؤسساتي يضع لبنان على سكة الاستفادة من الثروة الطبيعية المدفونة في بحره، فإن الكرة تبقى في الملعب الحكومي للتعجيل في اصدار المراسيم التطبيقية التي كلما تأخر بتها بها ضيّع لبنان فرصة الدخول الموعود الى "نادي الدول الغازية".

أما التنقيب عن سلسلة الرتب والرواتب، فقد ظل عالقا في متاهة الحسابات الرسمية المالية والانتخابية المتضاربة، الأمر الذي ينذر باحتدام الاشتباك الحكومي ـ النقابي في ظل تحضير "هيئة التنسيق النقابية" للدخول في ما أسمته "مواجهة مفتوحة"، حتى تحقيق مطالبها.
وشكل اضراب الامس الذي شلّ معظم المؤسسات العامة والادارات والقطاعات الرسمية والتربوية، اول غيث التصعيد النقابي احتجاجاً على عدم احالة مشروع السلسلة الى مجلس النواب.

وأظهرت المعطيات أن لا أفق لأية معالجات، ذلك أن رئيس الحكومة اعلن تفهمه مطالب النقابات الا انه اكد في المقابل اولوية الحفاظ على التوازن المالي والبحث الهادئ عن افضل سبل لتأمين ايرادات للسلسلة.

وفي المقابل، رفضت النقابات ما أسمته "سياسة الهروب الى الامام"، وقال رئيس "هيئة التنسيق النقابية" حنا غريب لـ"السفير" ان تأجيل السلسلة له معنى وحيد هو الغاء السلسلة وتراجع الحكومة عنها. وأضاف: "هم فرضوا علينا المعركة وسنخوضها واذا اعتقدوا انهم سيكسرون الحركة النقابية أو يشقونها، فهم واهمون. لتكن معركة وليتحملوا النتائج. ولا شيء لدينا لنخسره".

واشار غريب الى ان كل خياراتنا مفتوحة من الاضرابات، الى الاعتصامات وصولا الى شل القطاع العام والقيام بتظاهرات مفتوحة "وفي الايام القليلة المقبلة سيتم تحديد خطوات التحرّك في الاتجاه التصعيدي المناسب").

في هذا السياق، أطلق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط صرخة عبر "السفير" معلنا أن زمن البحبوحة الاقتصادية قد ولى، ورأى أن مخاطر الوضع الاقتصادي "تضاهي المخاطر على السلم الأهلي". ودعا الى اعتماد سياسة تقشفية سريعة تنقذ لبنان مما ينتظره، خاصة في ظل توقعات تشير إلى أن غياب السياح الخليجيين قد يطول، أضف إلى أن الدول العربية أو الغربية لم تعد مستعدة لتقديم فرص إنقاذية جديدة كباريس 2 أو 3، وهو ما يعني ان لبنان سيكون وحيداً، ومضطراً لإنقاذ نفسه بنفسه.

واذ شدد على عدم السماح بوقوع فتنة في لبنان، دعا جنبلاط الجميع إلى السير برؤية الرئيس ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية، مبدياً اعتقاده أنه على تيار "المستقبل" أن يدرك جيداً أنه عندما يحين الوقت، فإن ثمن تسليم "حزب الله" لسـلاحه "لن يكون أقل من طائف جديد".

واكد جنبلاط ان لا خيار إلا التلاقي حول طاولة واحدة، يتم خلالها الاتفاق على تحييد لبنان بشكل فعلي عن كل الصراعات التي تحيط به. وقال: "من يرد فعلاً إسقاط الحكومة وتشكيل أخرى فعليه أن يقبل بالحوار وبلا شروط".

ورأى جنبلاط ان لا مبرر لتأجيل الانتخابات حتى لو صار قانون الستين أمرا واقعا، وقال إن إجراء الانتخابات بغض النظر عن القانون الذي تجرى على أساسه هو حكماً أفضل من تأجيلها، خاصة أنه بغض النظر عن الأكثرية التي ستنشأ بعد الانتخابات، فإن أحداً لا يستطيع أن يغير المعادلات الداخلية القائمة .

وبالتزامن، شكلت بكركي "محجة سياسية واقتصادية" واحتضنت خليطا سياسيا تحت عنوان تهنئة البطريرك الماروني بشارة الراعي بالرتبة الكاردينالية، وتزامن ذلك مع تهنئة تلقاها الراعي من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نقلها اليه السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري.

وإذا كانت زيارة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، قد تميزت بتأكيده ان الاستقرار لن يمس، واعلانه التوصل الى نظرة متوافقة مع البطريرك حول سبل معالجة الازمة السياسية التي يعيشها لبنان حاليا، فإن زيارة وفد قيادي من "حزب الله" لبكركي اليوم، ستشكل مناسبة لاستكمال ما بدأه الراعي من مشاورات في الأيام الأخيرة التي أعقبت وصوله من روما، حيث بدا متجاوبا مع فكرة التغيير الحكومي، لكن على أساس الاتفاق المسبق على البديل، وكرر الراعي، أمام العماد عون، ان "الحكومة ليست منزلة ولكن الحل بالحوار وليس بالفراغ". ولمس زوار بكركي حماسة بطريركية لحكومة حيادية من التكنوقراط لا تضم مرشحين للانتخابات.

يذكر أن الراعي استمع، مساء أمس، الى مطالعة شاملة قدمها حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة للأوضاع المالية غير المقلقة والاقتصادية المقلقة للغاية، خاصة في ضوء المؤشرات الراهنة، وعرض سلامة رؤيته لتقسيط سلسلة الرتب على مدى خمس سنوات .
  

السابق
النهار: الحركة النقابية تتحدّى الحكومة بتصعيد مفتوح التحقيق
التالي
المستقبل: هيئة التنسيق” تتهم ميقاتي بنقض وعوده.. وسلامة يحذر