نتنياهو… أتفق معك!

هل هناك من لا يعرف نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، المراوغ، المحتال، الذي قال مرة لأبيه، انني أضلل الفلسطينيين وأضحك عليهم! مارس أبشع الحيل السياسية، للنجاة من مقصلة الإطاحة من الرئاسة، فكلما اشتدت عليه الخطوب في الشأن الداخلي، وضاقت عليه السبل، لجأ إلى تصدير المشاكل بتصريحاته المتكررة والمملة أنه سيضرب إيران دون أن يقرن قوله بالفعل!
نتنياهو، صرح قبل أيام قليلة، أن ضرب طهران سيبث الطمأنينة والراحة في أرجاء الوطن العربي!… ورغم اعتياده الكذب في تصريحاته، إلا أنه صدق القول، إن المنطقة سيعمها السلام وستنتهي معها متلازمة إيران، في سورية، ولبنان، والعراق، وغزة، ومصر، وغيرها من البلدان المرتبطة ارتباطا كليا، أو جزئيا مع نظام الملالي المتهور!
معلوم أن من يهدد علنا، كمن يسكب الماء البارد على الطرف الآخر، وثرثرة نتنياهو، لن تغادر محيطها الإسرائيلي، وتأثيراتها انتخابية لا أكثر، فلو كانت هناك جدية في ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، لتم ذلك قبل عشرة أعوام، ولكنها، المصالح السياسية، التي تستوجب، تحريك خيوط اللعبة، دون قطعها، لتستمر، في تغذية بؤر التوتر، بالتشكيك، والتهديدات، والتصريحات النارية، وبث البلبلة، والقلق، والضغوط، وعندها عليك أن تنفذ المطالب الأميركية، وأنت مغمض العينين!
نظام الملالي في طهران، ينظر إليه الكثير من المغفلين، أنه من الأنظمة الممانعة، وعلى أرض الواقع، يطوع سياساته خدمة لأجندة أميركا وإسرائيل، وإلا ما الفائدة المرجوة، من بناء المفاعلات النووية في منطقة آمنة، ولا تشكل تهديدا قط لإيران، ذات الأرض الواسعة والشاسعة والمليئة بالموارد والخيرات الطبيعية وأولها النفط والغاز، طاقات متجددة، ومتعددة، تفي بالمتطلبات المحلية والخارجية، لأكثر من مئة عام إن لم يكن أكثر، وهو ما يعد حجة على نظام الملالي، لا حجة له، ويكشف النوايا الحقيقية من وراء بناء المفاعلات؟!

السابق
اجتماع المعارضة السورية في الدوحة غداً.. وواشنطن تريد رياض سيف
التالي
تراجع صورة تركيا في الشرق الأوسط في ظل الازمة السورية