السفير: لبنان إلى نادي الدول النفطية .. وهيئة البترول نائمة!

يستضيف لبنان غداً الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في زيارة عمل قصيرة، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قبل أن ينتقل من بيروت إلى جدة.

ولعل زيارة هولاند للعاصمة اللبنانية تعبّر عن لفتة فرنسية مميزة تجاه لبنان وموقعه التاريخي المتقدم في سياسة فرنسا الشرق أوسطية، وتعكس في الوقت نفسه، مخاوف فرنسا المتزايدة على الوضع اللبناني، في ضوء تفاقم الأزمة السورية، بشقها العسكري، وانعدام الحلول السياسية، من جهة، وازدياد الانقسام اللبناني على خلفية التباعد في مقاربة ملف الأزمة السورية من جهة ثانية.

وتأتي الزيارة التي كشفت عنها «السفير، أمس، على مسافة أربعة اشهر من قمة سليمان ـ هولاند التي عقدت في الاليزيه في تموز الماضي.

ويأمل لبنان الرسمي أن تحمل الزيارة «جرعة دعم فرنسية متجددة لسياسة «النأي بالنفس
التي تتبعها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بما يضمن امن لبنان واستقراره ومنع تمدّد شرارة الأزمة السورية اليه، ولطالما شدّد الرئيس الفرنسي على هذا الامر، ولا سيما في الرسالة التي بعث بها الى الرئيس سليمان قبل نحو اسبوعين، ودعا فيها الى رص الصفوف وعدم الوقوع في فخ الفتنة، وتجنب الفراغ السياسي ومتابعة الحكومة مهامها.

واذا كان برنامج هولاند سيقتصر على الاجتماع بسليمان، فإن دعوة رئاسة الجمهورية للحوار ستحظى بدعم دولي واضح ومتجدد، فيما أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية واسعة الاطلاع في بيروت، عشية زيارة هولاند، أن الموقف الأوروبي من مقاطعة «قوى 14 آذار
للحكومة والعمل النيابي، «شبيه بموقفنا من المقاطعة التي اعتمدتها «قوى 8 آذار
لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة ومجلس النواب، ويدعو الى الاحتكام للمؤسسات الديموقراطية، خاصة أن لبنان عريق بممارسته وها هي كل الدول العربية تلتحق بركب الديموقراطية، بينما يريد البعض في لبنان العودة ببلده الى الوراء.
من جهته، اكد الرئيس سليمان «ان لغة المقاطعة لا تفيد ابداً، بل ترتد سلباً على الجميع وكرر أمام زواره، امس، «ان الحوار هو السبيل الأوحد للمّ الشمل الداخلي
وأعرب عن ارتياحه البالغ للاتصال الذي تم، امس الاول، بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، والذي طوى «سوء التفاهمالناتج عن المقابلة التلفزيونية الجنبلاطية الاخيرة.

ونقل زوار سليمان عنه قوله إن الاتصال جاء تجاوباً مع دعوته الجانبين الى التهدئة، كما ينسجم ومضمون «إعلان بعبدا" وعلم أن رئيس الجمهورية، كان قد بادر في اليوم الأول لعيد الأضحى الى الاتصال بالحريري، وهنأه بالعيد وتوجه اليه قائلا: «أنا لا اريد ان يكبر الخلاف بين أي طرف لبناني وآخر. هذا من شأنه ان يسيء الى الاســتقرار اللبناني وتمنى سليمان على الحريري وقف الحملات، وإعادة مد الخطوط بينه وبين جنبلاط.

وأتبع سليمان اتصاله بالحريري، باتصال مماثل في اليوم التالي بالنائب جنبلاط، وتوافقا على لقاء مساء الثلاثاء (30 تشرين الاول الماضي) في القصر الجمهوري، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور.

وفي هذا اللقاء، فاتح سليمان جنبلاط، بوجوب الابتعاد عن لغة التشنج، فيما عبر الزعيم الدرزي عن عدم رضاه على رد الفعل الذي بدر من الحريري، إلا أنه أكد أنه لا يريد قطع التواصل مع أي طرف داخلي، وعلى وجه الخصوص مع الحريري.

ولمس سليمان تجاوباً جنبلاطياً في جسر العلاقة مع الحريري، وهذا ما حفزه للاتصال مرة ثانية بالحريري وكرر عليه ضرورة إزالة سوء التفاهم مع جنبلاط، وأنه لا يجوز أن ينقطع حبل التواصل بينهما، واقترح على الحريري أن يبادر إلى الاتصال بالنائب جنبلاط، فتردد الحريري في بادئ الأمر، فألح سليمان على زعيم «تيار المستقبل
بأن يبادر إلى الاتصال على أساس أن الخطأ بدأ من قبله. فنزل الحريري عند رغبة رئيس الجمهورية وترجم ذلك مساء الخميس بالاتصال بجنبلاط.

السابق
الاخبار: الكتائب تكسر قرار المقاطعة
التالي
النهار: المبارزة المفتوحة بين المعارضة والحكومة