18 شخصية لبنانية في دائرة الخطر


في معلومات أبلغها إلى أحد المراجع اللبنانية، لفت ديبلوماسي غربي واسع الإطلاع على الملف اللبناني، أن الأزمة السورية ستطول بعض الشيء، على رغم اتخاذ القرار في أروقة المحافل الدولية، وعلى رأسها الإدارة الأميركية، الإطاحة برأس النظام السوري بشار الأسد، مع إشارته إلى احتمال مرحلة انتقالية في سوريا، بعيداً من سيناريو العراق، أي الإطاحة برأس صدام حسين ورأس البعث في آن معاً.

ويشرح الديبلوماسي الغربي بعض التفاصيل، ومنها أنه لحظة رحيل بشار الأسد وسقوطه، سيسقط معه نصف رجالات النظام وليس جميعهم دفعة واحدة، بهدف الاستعانة بهؤلاء لتقطيع المرحلة الانتقالية، والتي من المتوقّع أن تمتدّ لأكثر من خمس سنوات.

ويسترسل الديبلوماسي الغربي في شرح تفاصيل ما يجري، وصولاً إلى الداخل اللبناني، حيث يشير إلى "تعرّض لبنان لأزمات متتالية تُرخي بظلالها على الوضع الأمني المقلق والمتنقّل بين منطقة وأخرى"، إلّا أنه في الوقت نفسه "يجزم بعدم سماح تفلّت الأمور عشوائياً، فهي ستبقى ممسوكة من دون ملامسة الانهيار الكلي". ويكشف الديبلوماسي أن "ماكينة التخريب لن تقتصر على مناطق محدّدة كطرابلس والبقاع وبعض أحياء بيروت، إنما هناك خشية من انتقالها إلى مناطق لم تكن في الحسبان".

أما في موضوع الاغتيالات التي عادت تضرب لبنان، فيؤكد الديبلوماسي الغربي أن "العديد من الشخصيات السياسية أصبحت تحت مجهر الخطر المباشر، وهؤلاء تُرصد تحرّكاتهم بشكل دقيق من الجهة المنفّذة لعمليات الاغتيال"، كاشفاً أنّ "المستهدفين هم 18 شخصية على الأقل، وليسوا فقط من الصف الأول أو حتى من الصف الثاني". ويعدّد الديبلوماسي هذه الشخصيات، مُبدياً تخوّفه من نجاح مخطط الاغتيال، ومتمنياً على هؤلاء اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر لحماية أنفسهم.

ويذكر من هؤلاء: رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني السابق الياس المرّ، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، النائب بطرس حرب، إضافة إلى عدد من نواب تيار "المستقبل"، وخصوصاً السنّة منهم، ومنسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد.

ويلفت الديبلوماسي إلى انّ "كلّ مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية من فريق قوى الرابع عشر من آذار يتميّز بصفات الحضور القوي والشعبية هو في دائرة الخطر المحدق، وكذلك سيُستهدف كل اسم يُرجّح دخوله إلى الندوة البرلمانية وله حضوره السياسي وناشط بشكل فاعل في مجتمعه. وكان لافتاً تشديد الديبلوماسي على الخطر الدائم على الوزير الياس المرّ.

وقد أبلغ الديبلوماسي إحدى الشخصيات السياسية بهذه المعلومات، طالباً منها نقل هذا التحذير إلى الأسماء المذكورة في اللائحة، وأن يُصار إلى اعتماد تدابير استثنائية جداً كون الخطر غير اعتيادي، وقد يلجأ المجرمون إلى اعتماد وسائل جديدة قد لا تخطر على بال أحد، تماماً كما حصل في محاولة الاغتيال التي تعرّض لها جعجع من خلال عملية القنص، أو من خلال تفخيخ المصعد في المبنى حيث مكتب حرب.

ويتابع الديبلوماسي، وهو يملك معلومات دقيقة وأكيدة في ملف المحكمة الدولية، أن الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية لم تؤثّر على الإطلاق في هذا الملف، بعكس الأجواء التي تخيّم على ملف المحكمة الدولية، حيث يؤكد الديبلوماسي أنّ الابتعاد عن الضجيج والضوضاء في هذا الملف، ساهم بشكل كبير في تكوين معطيات إضافية، بحيث ستطلّ هذه المحكمة عبر مفاجأة من دون مقدّمات على مستوى أشخاص كانوا تحت مجهر الاتهام، ولكن في فترة من الفترات أُبعدت عنهم الأضواء، وسيكونون مجدداً محوراً أساسياً في عمل المحكمة، نظراً إلى ترابطهم وترابط وظيفتهم عند وقوع عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

السابق
دورة الحياة تعود إلى طبيعتها..ولا خيار أمام 14 آذار إلا الحوار
التالي
تحرك الشعب مهم ولا يكفي وحده