اللواء: عتاب حاد بين ميقاتي والمعلِّم في نيويورك اللجان تنحدر إلى “المذهبية

تستأنف الحركة الحكومية اليوم، رسمياً عبر جلسة مجلس الوزراء التي تعقد في السراي الكبير وسط معلومات تفيد ان هذه الحركة سرعان ما تتلاشى.
اذ علمت "اللواء" ان الرئيس نجيب ميقاتي سيغادر الى كنشاسا، لتمثيل لبنان في القمة الفرانكوفونية التي تستضيفها عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية بين 12 و14 تشرين الاول الحالي، مما يعزز المخاوف من ان يشهد الشهر الحالي جلسة يتيمة لمجلس الوزراء او جلستين، مما يعني ان الاستحقاقات المتعلقة بالتعيينات ومعالجة المطالب النقابية، ومواكبة مناقشة قوانين الانتخابات ستكون خارج المعالجة، وإن راجت ليل امس "معلومات خليوية" عن اتجاه لدى السلطات جرى التفاهم عليه، بتعيين القاضي جان فهد رئيساً لمجلس القضاء الاعلى، والقاضي حاتم ماضي مدعي عام التمييز، فيما نام الاساتذة المتعاقدون بالساعة في الجامعة اللبنانية على ما سمعوه من رئيس الحكومة من ان تفريغهم سيحصل بعد تعيين العمداء، والذي سيحصل بدوره في غضون يومين، والكلام لاستاذ كان في عداد الوفد الذي قابله، على ان مصدراً جامعياً اكد لـ"اللواء" ليلاً ان ما سمعه الاساتذة كان من قبيل المزحة.
وتزامنت تلك المزحة مع اعلان هيئة التنسيق النقابية عن عزمها تنفيذ اضراب عام شامل يوم الاربعاء في 10 تشرين الحالي في جميع المدارس والمعاهد والثانويات والوزارات والادارات العامة، والتظاهر في اليوم نفسه من ساحة الاونيسكو مروراً بالصنائع باتجاه السراي، مؤكدة رفضها ربط احالة سلسلة الرتب والرواتب بتوفير الاعتمادات والايرادات التي باتت وسيلة لفرض ضرائب وجمع اموال لتغطية الموازنة، معتبرة ان التذرع بتوفير هذه الاموال ليس الا تهرباً من تنفيذ التعهدات وتسهيلاً للقوى المستفيدة من ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة.
لقاء بري – ميقاتي
وفيما كانت اللجان النيابية المشتركة تعاود جلساتها في ساحة النجمة كان الرئيس ميقاتي يزور رئيس المجلس نبيه بري في عين التينة لاطلاعه على محصلة اللقاءات التي اجراها في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
وأكدت مصادر مقربة من الرئيس برّي ل"اللواء" أن البحث تناول مروحة من المواضيع، بدأت بمسألة ترسيم الحدود البحرية، وانتهت بقانون الانتخاب، وما بينهما ملف التعيينات الإدارية وتعيين هيئة إدارة قطاع النفط، بالإضافة إلى عدد من المشاريع الإدارية التي تبحثها الحكومة، وهي بصدد احالتها إلى مجلس النواب. كما تناول الحديث وبشكل مسهب الجو السياسي العام في نيويورك خلال وجود رئيس الحكومة هناك خصوصاً في ما يتعلق بالأزمة في سوريا.
ولفتت المصادر إلى أن التعيينات الإدارية وضعت على نار حامية، وأن هناك اتفاقاً على بعضها وهو سيستكمل بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من جولته في اميركا اللاتينية، مشددة على وجود اتفاق على اعتماد الآلية المتفق عليها حول هذه التعيينات، وانه في كل مرّة يحصل تفاهم على رزمة من الأسماء لملء الشواغر يصدرها مجلس الوزراء، لافتة الى أن تعيين المحافظين سيتم أيضاً من ضمن هذه الآلية.
وأوضح الرئيس ميقاتي بعد اللقاء أن "التعيينات سائرة بطريقها الطبيعي، وإن شاء الله يكون هناك تعيينات كاملة قريباً جداً"، لافتاً إلى انه وجد لدى الرئيس برّي حرصه على أن يكون قانون الانتخاب منسجماً مع اتفاق الطائف.
وأكّد ميقاتي التزامه بمشروع الحكومة، وقال: "لسنا مع أي اقتراح يعارض اتفاق الطائف، مشدداً على أن مشروع النسبية هو الأنسب للبنان ليس على المدى القصير فقط بل على المدى الطويل".
دبلوماسياً، كشف مصدر دبلوماسي عربي ل"اللواء" أن الرئيس ميقاتي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك بعيداً عن عدسات المصورين، وتخلل اللقاء، استناداً للمصدر نفسه، مكاشفة وعتاب، إذ بادر الوزير السوري موجهاً كلامه للرئيس ميقاتي بأن الحكومة اللبنانية لم تقم بدورها الذي كان متوقعاً منها في هذه اللحظات العصيبة، ولم تقدّم أية مساندة أو مساعدة لسوريا التي كانت تربطها علاقة مع رئيس الحكومة ومع غالبية الكتل المكونة لها.
واكتفى الرئيس ميقاتي – بحسب المصدر – بالدفاع عن سياسة حكومته التي اعتمدت مبدأ النأي بالنفس وضبط الحدود وتقديم المساعدات للنازحين السوريين، إلا أن الوزير السوري بقي على موقفه العاتب.
اللجان النيابية
أما اللجان التي عقدت جلسة ثالثة أمس، فقد وجدت نفسها بعد أكثر من ثلاث ساعات من النقاش والتجاذب الدستوري والقانوني والسلاحي والانتخابي واقعة بين واحد من خيارين:
الأول تخطّي المادة الأولى والثانية المتعلقتين بالنظام الأكثري أو النسبي أو حجم الدوائر مع المضي قدماً في مناقشة مشروع الحكومة ومن ثم بقية الاقتراحات، على أنْ تُحال المواد الخلافية إلى الهيئة العامة لمزيدٍ من المشاورات والاتصالات، وإلا يكون التصويت هو الرد على أي انقسام أو تشكيك.
والثاني، تشكيل لجنة فرعية تمثّل كل الكتل النيابية وتنبثق عن اللجان الخمس المشتركة، لدراسة المادة الأولى والثانية، في الوقت الذي تكون فيه اللجان تناقش المواد الإصلاحية المتعلّقة بمضمون وآلية العملية الإنتخابية.
وخارج هذا الإطار، فقد بقيت الصورة على حالها، سواء لجهة المواقف أو التصريحات أو الرد والرد المضاد، وبعد أكثر من ساعة تأخير وأسئلة حول اكتمال النصاب القانوني من عدمه، بدأت كل كتلة النقاش في العموميات، وأبدت وجهة نظرها التي لم تتغيّر في الشكل أو المضمون، طبقاً لما تمثّله وما تقدّمت به من اقتراحات مُعلنة وسريّة، كما جرى التذكير بالوثيقة الموقّعة من 12 نائباً من الذين شاركوا في الطائف وقُدِّمت في العام 2004، وتقول بأنّ الاتفاق ينص على تقسيمات إدارية جديدة تُسمّى محافظات.
ورغم أنّ الأجواء الصباحية للاجتماع الموسّع كانت هادئة بتوصيف أكثر من نائب في أكثر من كتلة، إلا أنّ هذا لم يندرج على النقاش قبل انفراط عقدها، وبعد أنْ كان النقاش في بدايتها يتمحور حول الدخول في عمق المشروع الحكومي من عدمه، تحوّل إلى عاصف وحصل أكثر من تلاسن على خلفية السلاح أبرزه من النائبين أحمد فتفت ونواف الموسوي، وشارك فيه النائب علي فياض.
ووصف مصدر نيابي الجلسة بأنها من أسوأ الجلسات حيث انحدر الخطاب فيها إلى المستوى الطائفي والمذهبي بشكل مقيت، يؤشر إلى استمرار التباعد بين الأطراف وتضاؤل فرص التوافق على قانون موحّد.
"داتا" الإتصالات
الى ذلك، يبحث مجلس الوزراء اليوم، تقرير الوفد اللبناني بنتيجة زيارته لفرنسا للإطلاع على آلية إعتراض المخابرات، ومشروع قانون معجل لتعديل المادة الاولى من القانون 140 المتعلق بصون الحق بسرية المخابرات التي تجري بواسطة اي وسيلة من وسائل الاتصال.
وقال مصدر وزاري لـ "اللواء" ان غياب وزير الاتصالات نقولا صحناوي عن الجلسة، وهو من ضمن الوفد الرئاسي في البيرو، اضافة الى اعتراض متوقع من عدد من الوزراء وخصوصا "حزب الله"، قد يؤدي الى ارجاء البحث في مشروع التعديل.
ولفت الى ان وزارة الاتصالات ارسلت الى مجلس الوزراء كتابا رأت فيه أن التعديل المقترح "يمثل اعتداء صارخا على حرية المواطنين، وحقوقهم، وانتهاكا للمبادئ العامة التي قامت عليها الدولة اللبنانيّة، ولأحكام الدستور اللبنانيّ الذي يبقى الفصل والحكم". ولفتت الى ان التعديل "يتيح المجال للأجهزة الأمنيّة، والعاملين فيها مراقبة تحركات، واتصالات وعلاقات أي شخص في لبنان، كما يتيح، بما يعطيه من معلومات، اختراق الأجهزة، كما حدث مع فيروس Flame، الذي حوّل الجهاز إلى جاسوس ورقيب يلاحق كل فرد أينما ذهب، وكيفما تحرك، في كل منزل، وفي كل مكتب، وفي كل صالون، وفي كلّ غرفة نوم".
في الموازاة، قال مصدر واسع الاطلاع ان ملف "الداتا" عموما مرشح الى ان يعود بندا خلافيا نظرا الى التباين في وجهات النظر داخل الحكومة حيال مقاربة مسألة منح الاجهزة الامنية كامل الداتا All Data، لافتا الى ان التقرير الذي خرج به الوفد الذي زار باريس، والذي تفردت اللواء" في نشره كاملا في عددها الصادر في 30 آب الفائت، يشير بوضوح الى ان الدستور الفرنسي يحرّم اعطاء الداتا الكاملة وكذلك حركة الاتصالات وIMSI وكل متفرعاتها، وهو ما تلتزمه السلطات الفرنسية الدستورية والامنية والقضائية. واوضح ان هذا التناقض قد يؤدي الى اندلاع سجال جديد في هذا الشأن، سينتقل حتما الى مجلس النواب في حال اقرت الحكومة التعديل المطروح، بما ان كلا من تكتل الاصلاح والتغيير وحزب الله يعارضان بشدة منح الداتا الكاملة، ويدعوان الى التشبه بما تتقيد به السلطات الفرنسية، لا سيما ان القانون 140 مستوحىً من التشريعات الفرنسية.
وجاء في مشروع القانون المعجل بتعديل القانون 140 تاريخ 1999/10/27: "تضاف فقرة ثانية الى احكام المادة الاولى من القانون رقم 140 تاريخ 1999/10/27 المتعلق بصون الحق بسرية المخابرات التي تجري بواسطة اي وسيلة من وسائل الاتصال، يكون نصها كالآتي:
"تستثنى من سرية التخابر الجاري داخليا وخارجيا وفقا لاحكام الفقرة الاولى، حركة الاتصالات دون المضمون التي تتضمن المعلومات الآتية:
1 – اسم المتصل واسم المتصل به.
2 – نوع الاتصال، عادي او خليوي.
3 – التاريخ والساعة ومدة الاتصال.
4 – الموقع الجغرافي للمتصل والمتصل به (tape in/tape out)
5 – حركة الاتصال عبر الـSMS و الـMMS دون المضمون ودون حركة تحويل الرصيد بين الارقام.
6 – الهوية الدولية للجهاز الخليوي (IMEI).
7 – الهوية الدولية للمشترك بشبكة الاتصال الخليوي (IMSI).
يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية".

سليمان
في غضون ذلك، كشف الرئيس سليمان عن جانب من التصور الذي طرحه على هيئة الحوار في شأن الاستراتيجية الدفاعية، وهو "وضع سلاح المقاومة بتصرف الجيش في حال الاعتداء الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية فقط، وليس من اجل اي هدف آخر داخلياً كان أم خارجياً، ويكون استعمال هذا السلاح بطلب من الجيش عند حصول اعتداء وبقرار من السلطة السياسية، مشيراً الى ان هذا الامر ضروري (نموذج العديسة) الى ان تتمكن الدولة من تجهيز الجيش للدفاع عن لبنان، وهو امر قد يتطلب سنة او سنتين لتأمين الاسلحة اللازمة للجيش للرد على اي خرق او اعتداء اسرائيلي بما يحفظ كرامة وسيادة لبنان.
وطمأن سليمان ابناء الجالية اللبنانية في البيرو الى ان مستقبل لبنان واعد وهو جيد على الاصعدة كافة، واصفاً المغتربين "بالذهب الابيض"، مشيرا الى ان لبنان سيستفيد من التحول الديمقراطي الذي تشهده الدول العربية، ورسخ "اعلان بعبدا" المنبثق عن هيئة الحوار تحييد لبنان عن الصراعات ومنعه من ان يكون ساحة لتصفية الحسابات وارسال الرسائل او الاسلحة او المسلحين الى سوريا.
وفي كلمة القاها باسم المجموعة العربية في القمة الثالثة للدول العربية واميركا اللاتينية، اكد سليمان استعداد لبنان لوضع امكاناته المتواضعة في تصرف تطوير فكرة "مجموعة التنسيق التنفيذية" التي طرحت في قمة الدوحة، إلى أمانة عامة، تزود بالطاقات الملائمة للقيام بمهمة واضحة المعالم، وتمنى على الدول المشاركة تأييد اقتراح تشريع دولي سيتقدم به لبنان عبر الجامعة العربية يهدف إلى تحريم وتجريم الإساءة إلى الأنبياء والرسل احتراماً لحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية في إطار احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان".  

السابق
الأنوار: النواب يعالجون خلافاتهم الانتخابية بتأجيل بحث تقسيمات الدوائر
التالي
الأخبار: اللجان ــ 3: ثرثرة لتضيـيع الوقت