الأخبار: اللجان ــ 3: ثرثرة لتضيـيع الوقت

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، تضاربت المعلومات بشأن التعيينات القضائية التي قيل فجأة إنها وصلت نحو خواتيمها. وفي الوقت عينه، تحولت جلسة اللجان النيابية أمس المفترض أنها لمناقشة مشاريع واقتراحات قانون الأنتخاب إلى سجال حول موضوع السلاح
وسط الورشة الانتخابية، تقدم ملف التعيينات القضائية على ما عداه في هذا المجال. فقد أكدت مصادر مرجع رئاسي، ومصادر قضائية، أن اتفاقاً أنجِز على التعيينات القضائية التي سيعيّن بموجبها القاضي جان فهد رئيساً لمجلس القضاء الأعلى وبالتالي رئيساً أول لمحاكم التمييز والمجلس العدلي، على أن يُعين القاضي حاتم ماضي مدّعياً عاماً تمييزياً. لكن مصادر مرجع رئاسي آخر، نفت لـ"الأخبار" ما تم تداوله امس، مؤكدة ان هذا الملف لم يُنجز بعد.
وسط الورشة الانتخابية، تقدم ملف التعيينات القضائية على ما عداه في هذا المجال. فقد بات شبه المؤكد انجاز الاتفاق على التعيينات القضائية التي سيعيّن بموجبها القاضي جان فهد رئيساً لمجلس القضاء الأعلى وبالتالي رئيساً أول لمحاكم التمييز والمجلس العدلي والقاضي حاتم ماضي مدّعياً عاماً تمييزياً. كما اتفق على تعيين القاضي كلود كرم مفوضاً للحكومة لدى المحكمة العسكرية والقاضي طنوس مشلب مدعياً عاماً استئنافياً في جبل لبنان.
وموضوع التعيينات كان أبرز الملفات التي عرضها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في عين التينة امس.
وأكد ميقاتي بعد اللقاء أن التعيينات "سائرة في طريقها الطبيعية، وان شاء الله تكون هناك تعيينات كاملة قريبا جدا".
من جهة اخرى، أكد ميقاتي الالتزام بمشروع الحكومة للانتخابات، معرباً عن اعتقاده بأن "مشروع النسبية هو الأنسب للبنان ليس في المدى القصير فقط بل في المدى الطويل". ويأتي هذا اللقاء عشية جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية اليوم.
"لا نسبية مع السلاح"
وفي الموضوع الانتخابي (قاسم س. قاسم)، اصبحت مقولة "لا نسبية مع السلاح"، شعار مرحلة "تقطيع الوقت" الانتخابية لـ"قوى 14 آذار". فقد خرج النائب احمد فتفت من قاعة مجلس النواب امس غاضباً بعد سجال حاد مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على خلفية هذا الشعار. إذ خلال جلسة اللجان النيابية المشتركة لدراسة مشروع قانون الانتخابات، ردد فتفت امام زملائه ما كان قاله النائب مروان حمادة في الجلسة الماضية "لا نسبية في ظل السلاح". لكن بالطبع لكل نائب طريقته في طرح الموضوع وفتفت لا يريد ان يكون نسخة طبق الأصل عن حمادة. وأعاد ابن الضنية، التذكير بـ7 ايار و"كيف استخدم السلاح في الداخل". كما أعاد التذكير بما يعرف بـ"القمصان السود".
اطروحة فتفت "طيّرت" الجلسة، بعدما سأله النائب فياض عمن "قام بعملية عسكرية ضد شاكر البرجاوي في طريق الجديدة" وعمن يستخدم السلاح في الداخل. غياب "المشكلجية" من زملاء فياض، عوضه رد زميله النائب نواف الموسوي الذي قال لفتفت:"انصاركم يقومون بعملية لإلغاء التعددية الحزبية في مناطقكم". بعد ذلك بدأ خروج النواب من القاعة وفقد النصاب، لكن الأمين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر تدخل وأقنع النواب بالعودة فاكتمل النصاب مجدداً.
لا جديد، إذن، تحت قبة البرلمان، سوى ان النواب اختصروا مناقشاتهم من 4 ساعات في الاسبوع الماضي الى 3 ساعات هذا الاسبوع. احد المشاركين وصف ما يجري بأنها "جلسات ثرثرة"، معتبراً ان "الجميع يعرف ان اللجان المشتركة ليست هي التي تقرر اي قانون انتخابي هو الانسب، بل التوافق السياسي الذي سيجري خارج القاعة". يضيف "لذلك كل ما يجري الآن مجرد ثرثرة". امس، لم يناقش النواب بنود القانون المرسل من قبل الحكومة بل اقتصر جدلهم على اي نظام انتخابي افضل الأكثري ام النسبي. وبالطبع القانون النسبي لا يناسب النائب فتفت ومن خلفه كتلته، فاعتبر ان القانون النسبي مخالف للقانون لانه من المفترض ان "يكون النائب ممثلاً للامة اللبنانية لا لطائفة محددة".
أما زميله محمد قباني فقال"يجب العودة الى الطائف، والاصلاح الحقيقي يبدأ بقانون انتخاب يؤدي الى تكوين مفهوم المواطنية اللبنانية"، معتبراً ان الدوائر الصغرى "ليست خيارنا الأول". واعتبر النائب الكتائبي سامي الجميل انه "يجب إقرار قانون يؤكد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، واذا كان هناك طرف لا يريد ذلك فليعلنها صراحة"، معلناً انهم مع النسبية "ضمن الطوائف وليس ضمن لبنان دائرة واحدة".
من جهته رأى النائب ابراهيم كنعان ان "افضل مشروع انتخابي واكثرها دستورية هو قانون اللقاء الارثوذكسي لأنه يؤمن المناصفة الفعلية لا الوهمية بين المسيحيين والمسلمين". من جهته لفت فياض إلى ان "صيغة الـ50 دائرة تتعاطى مع الناخب الشيعي والمرشح الشيعي وكأنه مكسر عصا"، فيما أكد الموسوي ان "الصوت المسيحي يتوحد بالتمثيل النسبي". واقترح النائبان كنعان وسيمون أبي رميا التصويت على اقتراح قانون مشروع اللقاء الأرثوذكسي، إلا ان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري رفض ذلك، طالباً استكمال النقاش.
بعد الجلسة أذاع مكاري الخلاصة، مؤكداً وجود "تباين كبير في الآراء ووجهات النظر وتناقض الطروحات خاصة لجهة طبيعة النظام الانتخابي وتقسيم الدوائر". واعتبر ان الاشكال الذي جرى وكاد ان يطيّر الجلسة كان "طبيعياً في الحياة البرلمانية"، معلناً إرجاء البحث إلى غد.
"المستقبل" مع "الصغرى" استثنائياً
من جهتها، رأت كتلة "المستقبل" بعد اجتماعها الأسبوعي ان "من الضروري وكإجراء استثنائي ان يتم التوصل الى اقرار قانون انتخابي يعتمد الدوائر الصغرى". أما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون فقد تلاقى مع دعوة القوات اللبنانية إلى طرح مشروع اللقاء الأرثوذكسي على التصويت في اللجان، داعياً القوات إلى طلب هذا الأمر من حليفها مكاري.
ورداً على رئيس حزب "القوات" سمير جعجع بشأن زيارة سيدة ايليج في ميفوق، قال عون: "لم أكن أعرف ان ملكية سيدة ايليج انتقلت الى القوات اللبنانية لننسق معها".
قمة لبنانية أردنية
على صعيد آخر، أثار رئيس الجمهورية ميشال سليمان موضوع استراتيجيته الدفاعية خلال لقاء الجالية اللبنانية في البيرو حيث يشارك في القمة الثالثة للدول العربية ودول اميركا الجنوبية التي تستضيفها ليما. ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية تقضي بوضع "سلاح المقاومة بتصرف الجيش في حال الاعتداء الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية فقط، وليس من اجل اي هدف آخر داخليا أكان أم خارجيا، ويكون استعمال هذا السلاح بطلب من الجيش عند حصول اعتداء وبقرار من السلطة السياسية". وأكد أن "هذا الامر ضروري الى ان تتمكن الدولة من تجهيز الجيش للدفاع عن لبنان، وهو امر قد يتطلب سنة او سنتين".
وعرض سليمان في مقر اقامته في فندق "وستن" مع الملك الاردني عبدالله الثاني الوضع السوري.
باسيل يستفز "المستقبل" و"القوات"
وفي نيويورك تطرق وزير الطاقة جبران باسيل، خلال عشاء على شرفه ولقاء مع الجالية اللبنانية ــ الأميركية، إلى مشاريع اصلاح شبكة الكهرباء في لبنان وتطويرها، " والخسائر الفادحة التي تتكلفها الدولة والمواطن يوميا من جراء المماطلة والتعطيل التي تمارسها بعض القوى السياسية المعارضة.
ودعا باسيل "اللبنانيين الى محاسبتهم في الانتخابات المقبلة لاعطاء الفرصة للاصلاح والتغيير".
وفي بيان لافت وصف "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" في بوسطن، زيارة باسيل إلى الولايات المتحدة بأنها "استفزازية" وحذرا من "خطورة دلالاتها إذ إن التيار الوطني الحر حليف لحزب الله والمحور السوري الإيراني".
من ناحيته، أنهى قائد الجيش العماد جان قهوجي زيارته الى بريطانيا حيث بحث سبل تطوير علاقات التعاون بين الجيشين اللبناني والبريطاني.
وأكد قهوجي خلال استقبال اقامته على شرفه سفيرة لبنان في بريطانيا انعام عسيران "استعداد الجيش الدائم لدرء الاخطار المحدقة بالوطن، وعدم السماح بجعله مرة جديدة ساحة لتصفية حسابات الآخرين".  

السابق
اللواء: عتاب حاد بين ميقاتي والمعلِّم في نيويورك اللجان تنحدر إلى “المذهبية
التالي
الجمهورية: مقتل القائد التنظيمي لعمليات “حزب الله” في سوريا