اللواء: قبضة الأمن على الغبيري والتل في طرابلس.. وميقاتي يلتقي أوباما الإثنين

قبضة الأمن تواجه من الغبيري في الضاحية الجنوبية، إلى منطقة التل في طرابلس، عصابات الخطف والمجموعات التي اعتدت على المنشآت المدنية ومطعم KFC في عاصمة الشمال الذي أبلغ وزارة العمل باستغنائه عن 48 من العاملين فيه، بعد عملية تحطيم واجهاته وإحراقه في الأسبوع الماضي.
وتحظى المطاردة والملاحقة بغطاء سياسي، لمنع استباحة حياة المواطنين وأملاكهم، والحفاظ على هيبة الدولة، بعدما كادت عمليات الخطف والنشل والفلتان والسطو على المصارف تصل بها إلى الحضيض.
وتقدر القيادات الأمنية أن إسقاط نظرية المناطق المحظورة هو الشرط الضروري لاستعادة هيبة الدولة وإنهاء الفلتان وبسط سلطة القانون والشرعية.
وفي هذا الإطار، أعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، في تصريح خاص بـ "اللواء" أن ما جرى ويجري في الضاحية، وتحديداً في الغبيري، يأتي في إطار الخطة الأمنية التي وضعت من قبل الأجهزة الأمنية، وهذه الخطة مستمرة حتى استعادة الأمن وضبطه بشكل جيّد.
وأكد أن الجيش مصمّم على تنفيذ هذه الخطة ولن يتراجع عنها، وهو ينفذها بالتنسيق مع القوى الأمنية الأخرى، وأستطيع القول "أن الجيش نجح اليوم (أمس) في تصفية الخارجين على القانون ومطاردة الخاطفين، وإن كان قد سقط له جريحان من الضباط، فهذا أمر ممكن أن يحصل في أية مواجهة"، مؤكداً بأن الجيش يحظى بغطاء سياسي من فريقي 8 و14 آذار، لافتاً إلى أن ما يحصل في الضاحية من مطاردات ومداهمات وتعقب المخالفين للقانون، يحصل مثله في الشمال وسيحصل أيضاً في بقية المناطق اللبنانية، مشيراً الى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض خلال الـ 48 ساعة الماضية على اثنين من خاطفي علي أحمد منصور، وسلّما إلى الجهات القضائية المختصة للتحقيق معهما.
ورداً على سؤال عن المدة التي حددتها الأجهزة لاستكمال تنفيذ الخطة، قال شربل: "قلت بعد جلسة مجلس الوزراء إن الخطة وضعت، وإن شاء الله ننتهي من مسألة الخطف في خلال أسبوع".
وكانت دورية من الجيش قد اشتبكت مع مجموعة من المسلحين أثناء مطاردة أحد المطلوبين ويدعى عنتر كركي، قرب المتجر الذي يملكه في الغبيري لبيع أجهزة الخليوي، وهو مطلوب بعشرات مذكرات التوقيف، ما أدى إلى جرح 4 عسكريين بينهم ضابطان أحدهما الرائد عباس جمعة الذي أصيب إصابة بالغة في رأسه، لكن وضعه الصحي تحسّن مساء وتجاوز مرحلة الخطر، أما المطلوب كركي فقد تردد أنه أصيب لكنه تمكن من الفرار.
واستقدم الجيش على إثر ذلك تعزيزات أخرى وفرض طوقاً أمنياً في المنطقة، وباشر تنفيذ عمليات دهم لأمكنة إطلاق النار، أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه بهم، على حد ما جاء في بيان قيادة الجيش الذي أكد أن القوى العسكرية تتابع مهمتها لتوقيف المطلوب وباقي المتورطين في الحادث.
يشار إلى أن الحادث حصل فيما كان وفد من "حزب الله" برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ومعه مسؤول وحدة الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا يزوران قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، حيث جرى التأكيد على أن لا غطاء فوق رأس أحد في عمليات ضبط الأمن وتطبيق القانون.
وفي المعلومات أن ملاحقة كركي في الغبيري، مرتبطة بخطف شقيق نقيب الأفران يوسف بشارة، الذي خطف قبل أيام وأفرج عنه مقابل دفع 400 ألف دولار فدية، إلا أن مديرية المخابرات التي رصدت الخاطفين، تمكنت من دهم منزل أحدهم وتوقيفه، وفي حوزته الفدية المذكورة التي سلمها أمس رئيس الأركان في الجيش اللواء وليد سلمان إلى بشارة وعائلته باسم قائد الجيش، وبلغ المبلغ المسترد 380 ألفاً و600 دولار، ووعد اللواء سلمان بأن يعاد المبلغ كاملاً للعائلة عند القاء القبض على الفاعل الرئيسي.
تزامناً، أعلن قائد سرية درك طرابلس العميد بسّام الأيوبي عن توقيف 14 متهماً بالاعتداء على مطعم KFC والسراي الحكومي، وقدمهم إلى الإعلام، مشيراً إلى وجود معلومات عن تورط 22 متهماً آخرين سيتم توقيفهم في وقت قريب، لافتاً إلى ان المجموعة التي أوقفت تابعة لجهة متطرفة لم يشأ الكشف عنها، كانت قد استغلت مناسبة الاحتجاج على الفيلم المسيء للرسول الكريم وقامت بسرقة محتويات المطعم واحراقه، ثم اشتبكت مع القوى الامنية المولجة بحراسة السراي في المدينة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 20 آخرين بجروح.
وعلمت "اللواء" أن أصحاب المطعم ابلغوا وزارة العمل أمس لائحة تضم 48 عاملاً صرفتهم من العمل، لأن المبنى لم يعد صالحاً للترميم وهو يحتاج إلى هدم كامل.
ميقاتي في نيويورك
وتأتي هذه التطورات الأمنية في وقت تدخل فيه البلاد في إجازة سياسية تمتد إلى ما يقرب من أسبوعين، حيث ينهمك لبنان بمتابعة ما يجري في الأمم المتحدة، إذ يسافر الرئيس نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم إلى نيويورك، لترؤس وفد لبنان إلى أعمال الجمعية العمومية، على أن يتوجه الرئيس ميشال سليمان في الثلاثين من الجاري إلى الارجنتين ومنها إلى البيرو لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية واللاتنية ولقاء الجاليات اللبنانية في عدد من دول اميركا الجنوبية.
وعليه، فان ما تردّد عن سلّة تعيينات ستقر في جلسة مجلس الوزراء في 3 تشرين الاول التي ستعقد في السراي الكبير، يبدو انه في غير محله، لأن الرئيس سليمان لن يعود قبل الرابع أو الخامس من الشهر المقبل.
ونفت مصادر حكومية أن تكون "الدردشة" التي جرت في حديقة قصر بعبدا بين الرئيس نبيه برّي والرئيس ميقاتي تناولت قضية التعيينات، وبالذات هيئة قطاع النفط، على اعتبار أن عقدة هذه التعيينات تكمن في الخلاف على تعيين الماروني في الهيئة، مشيرة الى ان "الدردشة" اقتصرت على توضيح المواقف بين الرئيسين، وحديث في الوضع السوري.
وأوضحت أوساط الرئيس ميقاتي ل"اللواء" أن رئيس الحكومة سيلقي كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في السادسة من مساء يوم الخميس المقبل، بتوقيت نيويورك (أي في الثانية من فجر الجمعة بتوقيت بيروت).
وكشفت أن الوفد اللبناني طلب ارجاء إلقاء الكلمة إلى مساء الخميس بدلاً من قبل الظهر، حتى لا تحصل أية مصادفة بين كلمة الرئيس ميقاتي وكلمة المندوب الإسرائيلي الذي كان سيتحدث قبل كلمة لبنان مباشرة.
ولفتت إلى انه ستكون للرئيس ميقاتي مواعيد غير معلنة مع عدد من الشخصيات ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة، يتكتم رئيس الحكومة عنها، على قاعدة أن لا يتم الإعلان عنها، قبل حدوثها، الا انه عُلم أن بين هذه المواعيد موعد مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لم يتحدد بعد، إضافة إلى لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاثنين من ضمن لقاءاته لكل رؤساء الوفود، ولقاء مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء، عند الاحتفال بافتتاح أعمال الجمعية العامة.
السلسلة
في موازاة ذلك، تفاعلت الملفات العالقة، لا سيما في ما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب، التي لم تحسم الحكومة تماماً مصادر تمويلها، مع انها احالتها الى مجلس النواب كمشروع قانون منفصل عن الايرادات المالية، لتناقشه اللجان المشتركة بدءاً من الثلاثاء المقبل. إذ هددت هيئة التنسيق النقابية بالعودة الى الشارع ما لم تلمس جدياً اقرار السلسلة والتمويل في جلسة نيابية قريبة، في وقت كشف فيه مصدر نيابي لـ"اللواء" ان غالبية الكتل النيابية لا تقبل ان ترمي عليها الحكومة تبعات السلسلة، فهي لن تقر القانون قبل تمويل، مع اعادة النظر بالارقام المقترحة، لا سيما في الفئات العليا في الادارة والاسلاك على اختلافها، حتى لا تصيب اية تداعيات الاستقرار النقدي والمالي.
ولم يستبعد مصدر حكومي ان يكون احالة مشروع قانون السلسلة من باب التأكيد على ان لا تراجع عن السلسلة على قاعدة ضرورة تأمين الوزارات لها للحفاظ على الاستقرار النقدي، شرط ان لا تطاول الفئات الشعبية المحرومة.
وأكد المصدر ان لا انقلاب على السلسلة ولا تراجع عنها، وهذا الموقف ثابت، خلافاً لكل ما يقال عن ارقام وعن افكار تطرح فقط من أجل تأمين الموارد المالية لها.
ونفى المصدر ان يكون تحدد موعد نهائي لجلسة مجلس الوزراء. وان كان يرجح ان تعقد في السراي الثلاثاء في 3 تشرين الاول، او ان يكون قد تم تحضير جدول اعمالها، لافتاً الى ان هذا الامر سيتم خلال الاسبوع الطالع. مشيرا الى ان عملية تعيين عمداء الجامعة اللبنانية لا تزال غير ناضجة.
تصور سليمان
الى ذلك، بقي الاهتمام السياسي محصورا بالتصور الذي طرحه الرئيس سليمان للاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار، في ضوء انصراف القوى السياسية المختلفة من 8 و14 آذار الى مناقشته والغوص في تفاصيله، بغية تحديد موقف منه.
وفيما بقي "حزب الله" ملتزماً الصمت حيال هذا التصور، وتراوحت مواقف 14 آذار بين مؤيد ومتحفظ، دافعت اوساط رئاسية عن التصور، لا سيما حيال اعترافه بالمقاومة، مشيرة الى ان الورقة هي خطوة متقدمة في اتجاه بحث معمق في الاستراتيجية ومرحلة عمل جدي، بغض النظر عن الوقت الذي يتطلبه التوافق السياسي حولها.
واعتبرت ان الحديث عن مؤسسة لا وجود لها غير دقيق طالما ان البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة اشار بوضوح الى المقاومة في عبارة "الشعب والجيش والمقاومة" وتساءلت اذا كانت المقاومة غير موجودة في اعتبار البعض فما الغاية اذا من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية؟  

السابق
الأنوار: تعزيز المطاردة العسكرية للخاطفين ومطلقي النار على الضابطين
التالي
الأخبار: “خلية الجوني”: لحود وبري وميقاتي ومراد على “اللائحة”