صيدا تعيش أسوأ أيام التلوث جراء اشتعال جبل النفايات

مهما تعددت الأسباب فإن التلوث مصدره واحد، مكب جبل النفايات في صيدا. فقد استفاقت عاصمة الجنوب صباح أمس، على حريق هائل أشعل مكبّ الجبل من أقصاه إلى أقصاه، وصولاً إلى قممه العالية. وغطت السماء سحب من الدخان الأبيض الكثيف، حاجباً الرؤية في عدد كبير من الأحياء الجنوبية للمدينة، حيث توجد مستشفيات، ومصارف، ومؤسسات تجارية وصناعية، ومدارس. وقد ترافقت الكتل الدخانية، مع روائح كريهة للغاية، من الصعب استنشاقها. وكان من الصعب السير من دون كمامات واقية من خطر التلوث. وأفيد أن مواطنين أصيبوا بضيق في التنفس من جراء وصول سحب الدخان إلى داخل الأبنية السكنية والمستشفيات المنتشرة في منطقة المكبّ بين "بوليفار معروف سعد" وسرايا صيدا الحكومية، وحي أبو طه وساحة الشهداء. ووصلت سحب الدخان إلى شرق صيدا ومخيماتها.

وقد حاولت فرق الإطفاء التابعة لبلدية صيدا، والدفاع المدني من صيدا ومنطقة الجنوب، إخماد النيران الملتهبة، إلا انها لم تتمكن من ذلك، بسبب سرعة الرياح. فتمت الاستعانة بإحدى الطوافات التابعة للجيش اللبناني لإخماد الحريق. واستمرت سحب التلوث الكثيفة بالتصاعد حتى المساء.
وتفقد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي عمليات إخماد الحريق، لافتاً إلى أن أحد أسباب اشتعاله "قد تعود إلى غاز الميثان الموجود فيه"، مشيراً إلى أن "طائرة تابعة للجيش اللبناني شاركت في إخماد الحريق، وقد واجهتنا صعوبات بالغة في إخماده نظراً لحجمه الضخم، واشتداد سرعة الرياح"، مشيراً إلى الاستعانة بفرق الدفاع المدني البحرية من أجل السيطرة على الحريق. وأعرب السعودي عن خشيته من أن يصبح حريق مكب نفايات صيدا خارج السيطرة، يصعب إطفاؤه، خاصة في الجهة الغربية للمكبّ التي تلامس البحر".

وكان حريق المكب محور متابعة من فعاليات صيدا أمس، حيث أجرت النائبة بهية الحريري اتصالا بالسعودي. واطلعت منه على ملابسات الحريق وعلى عمليات الإطفاء. وطالبت القوى الأمنية بالتحري حول أسبابه لمعرفة ما اذا كان مفتعلاً، خاصة أنه تكرر عدة مرات خلال الفترة الأخيرة. بدوره تساءل رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري عن أسباب تكرار الحرائق على جبل النفايات، معتبراً أن "غاز الميثان قد يكون أحد الأسباب الممكنة، إلاّ أن على المجلس البلدي التحقق من الموضوع، خشية أن تكون الحرائق إما نتيجة لإهمال البعض أو مفتعلة لأسبابٍ عديدة"، مطالباً البلدية بـ"التحرك لدى النيابة العامة الاستئنافية لفتح تحقيق جدي بأسباب الحرائق المتكررة، وإيجاد صيغة مناسبة لمنع تكرارها". إلا أن السعودي ردّ على مسألة أن يكون الحريق مفتعلاً، بقوله "ليس لدينا معلومات حول مسألة ان الحريق مفتعل، مع أن الكثيرين يتحدثون عن ذلك، إلا أنه برأينا السبب قد يكون مادة غاز الميثان التي تتصاعد من النفايات"، لافتاً إلى أن "مجلس الوزراء أقر تلزيم مشروع إزالة الجبل. وكل الخطوات التي كانت مطلوبة انتهت الأعمال فيها". وأعلن السعودي أنه بتاريخ 4 تشرين الأول المقبل، سيتم توقيع مباشرة العمل لإزالة الجبل بين وزارة البيئة و"شركة P.D.N.U"، بحضور وزير البيئة ناظم الخوري، وذلك في احتفال يقام بجوار جبل النفايات.  

السابق
التحضير لمهرجانا الغطس والتزلج في صور
التالي
هـذا البحـر لـي..