اللواء: دعوة خليجية لعدم جرّ لبنان إلى أتون الأزمة السورية

ضخت الحكومة في الساعات الماضية كمية كبيرة من اجواء التفاؤل، بعنوان انها تفي بالتزاماتها سواء في ما يتعلق بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، يوم الاربعاء المقبل، او باحالة مشروع قانون الموازنة الى مجلس النواب، فضلا عن احالة مشروع قانون الانتخاب الذي وقع مرسومه الرئيس ميشال سليمان، او حتى بالنسبة لمتابعة قضية المخطوفين اللبنانيين عند نقطة الحدود السورية – التركية، بالاضافة الى متابعة التحقيقات المتعلقة باختفاء الامام السيد موسى الصدر، حيث أجرى الوزير عدنان منصور محادثات مع نظريه الموريتاني حول التحقيقات التي جرت مع رئيس استخبارات نظام معمر القذافي عبد الله السنوسي الموقوف في السجون الموريتانية، كما سبق واشار الرئيس نبيه بري من النبطية والذي انتقل بعد المهرجان الذي أقيم فيها الى الخارج، وتردد انه قصد اليونان لتمضية بضعة ايام قبل استئناف نشاطه بعدما انتهت عطلة مجلس النواب.
وإزاء اصرار الرئيس نجيب ميقاتي على ادراج سلسلة الرتب والرواتب على جلسة الخامس من ايلول، وعدم الاكتفاء بذلك بل اقرارها، ارتفع منسوب الترقب، في ظل عدم اتفاق حكومي على السير بها كيفما اتفق، وان كان رئيس الحكومة احتفظ باقتراح يحمله بتوفير التغطية المالية للسلسلة التي تبلغ نفقتها 1595 مليار ليرة لبنانية.

وينسحب عدم الاتفاق الحكومي ايضا على ملف الحدود البحرية او ما يصطلح عليه تعبير "المنطقة الاقتصادية الخاصة"، حيث استبعد مصدر حكومي لـ"اللواء"، ان يتم عرضه على مجلس الوزراء الاربعاء، بسبب التجاذب الحاصل بين وجهتي النظر، بحسب ما شرحتها "اللواء" الجمعة الماضي، لكن المصدر اشار الى استمرار البحث في هذا الملف على خطين:
الاول: التوافق على الاسماء المقترحة لعضوية هيئة ادارة قطاع النفط.
والثاني: التوفيق بين وجهتي النظر، الاولى المعبرة عن موقف مبدئي والثانية التمسك بالحل العملي، مشيرا الى ان هناك افكاراً متلاحقة في هذا الشأن، لكنها تحتاج الى بعض الوقت لبلورتها.

وفي ظل "الآمال الحكومية" بتحقيق مكاسب بعضها على صلة "بالبازار" الانتخابي المفتوح في البلاد، رمى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق بقنبلة سياسية، عندما اتهم "اجهزة امنية رسمية تسهّل عمل المسلحين من لبنان باستهداف سوريا". حيث من المتوقع ان يكون لمثل هذا الموقف التهمة تداعيات سياسية وغير سياسية.
على ان الابرز، الموقف الخليجي من تطورات الوضع في لبنان، الذي صدر عن المجلس الوزاري لدول التعاون، ودعا "جميع الاطراف اللبنانية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقرار، وجره الى آتون الازمة السورية وتداعياتها، مؤكداً حرصه على أهمية الحفاظ على أمنه واستقرار وسيادته ووحدته، بحسب ما نص بيان المجلس".

ميقاتي في الديمان
وكان الرئيس ميقاتي حظي بدعم قوي للحكومة، من خلال الزيارة التي قام بها السبت الى الديمان، جريا على تقليد سنوي، ورافقه فيها عشرة وزراء بينهم سبعة من التيار العوني، فيما غاب وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي و"امل" وحزب الله، وتخلل الزيارة خلوة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، اعقبها لقاء موسع شارك فيه الكاردينال نصر الله صفير والوزراء.
ولفت ميقاتي بعد اللقاء الى "ان زيارة البابا الى لبنان مهمة جداً، وانها زيارة رجاء وامل"، واشار الى انه التقى رجال الدين في طرابلس الذين اكدوا "ان خطب الجمعة في الاسابيع المقبلة ستحمل رسائل ترحيب بالبابا وأهمية الزيارة".
وأوضح ميقاتي في معرض رده على سؤال عن السجالات بينه وبين الرئيس بري والعماد ميشال عون "نحن في خضم وضع سياسي معين، وأي سجال يحصل اذا كان لمصلحة الوطن ولتصحيح أي خطأ فليس معناه انه يمكن أن يؤدي الى استقالة الحكومة".
وأكّد رئيس الحكومة "ان سلسلة الرتب والرواتب ستقر في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، وقد اعددنا مشروعاً لتغطية الواردات"، ولوحظ ان ميقاتي تكتم على اقتراحه العملي لتأمين نفقات السلسلة، إلا أن مصادر مطلعة لفتت إلى انه يتضمن ضرائب على العقارات وعلى الأملاك المبنية وعلى الأملاك البحرية وتداول الأسهم.
وفي طريق عودته من الديمان عرج الرئيس ميقاتي على عمشيت حيث تناول مع الرئيس سليمان الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الجيش ووزارة الخارجية لمعالجة الخروق على الحدود اللبنانية – السورية ومنع تكرارها مستقبلاً.
وهذه الخروق بحثها رئيس الجمهورية مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اطلعه على ملابسات إطلاق القذائف التي اصيب بنتيجتها جندي في الجيش وتضرر عدد من المنازل، والدخول إلى مشاريع القاع وخطف مواطن، كما اطلع منه على المراجعات التي تمت مع المسؤولين السوريين في شأن هذه الأعمال، والذين تعهدوا محاسبة من قام بالقصف و"اعتذروا عن الخطأ الذي حصل من دون علم القيادات المختصة، متعهدين أيضاً بعدم تكراره".
وكان العماد قهوجي تفقد الوحدات العسكرية في طرابلس، ونوّه بجهود العسكريين لإعادة الأمن إلى المدينة، مؤكداً "ان الحفاظ على استقرارها هو من أولويات الجيش في المرحلة الراهنة".
وسيطلق الرئيس ميقاتي بعد ظهر اليوم مشروع "مدينة بيروت الرقمية" الذي اعدته وزارة الاتصالات.
وأوضح مصدر في الوزارة، أن المشروع، وهو الأوّل من نوعه في لبنان، يتيح مع التسهيلات المرافقة له، جلب الاستثمارات الخارجية في مجال المعلوماتية والاتصالات، ويشجع الشركات اللبنانية في الخارج للعودة إلى لبنان، ويتيح أيضاً جعل لبنان منصة إقليمية متقدمة لهذا النوع من الاستثمارات.
مشروعا الموازنة والانتخاب
إلى ذلك، تنتظر دوائر المجلس النيابي اليوم وصول مشروع الموازنة العامة ومشروع قانون الانتخاب، بعدما اقترنا بتوقيع مرسوم احالتهما من رئيس الجمهورية، ومن المؤكد أن إحالة الموازنة تحديداً، كما أي مشروع آخر، لا يتم الا عبر رئاسة مجلس النواب التي تحيل المشاريع والاقتراحات إلى اللجان المختصة. ويتوقع في هذه الحالة، ان يحيل الرئيس برّي – في حال عاد من السفر – مشروع الموازنة إلى لجنة المال بصفتها اللجنة المختصة، كونها المسؤولة عن اعداد التقرير أمام الهيئة العامة، وجرت العادة ان تأخذ دراستها ما يقارب الشهرين، مع الإشارة إلى ان هناك شروطاً مسبقة كانت وضعت من قبل فريق الأكثرية الحالية، تتعلق بقطع الحساب وحساب المهمة، بالإضافة الى الانقسامات السياسية وإعادة ترتيب الاوراق نيابياً على خلفية النظرة إلى الوضع السوري، الأمر الذي ينطبق أيضاً على قانون الانتخاب ما ينبئ بجلسات ساخنة تحت قبة البرلمان.
 

السابق
الحياة: قائد المنطقة الاميركية الوسطى بحث مع قهوجي في مواضيع لبنانية واقليمية
التالي
الأخبار: انزعاج سوري جديد من أداء سليمان