ناصر: أولى خطوات الاصلاح المواطنة، وتجاوز الطائفية السياسية

أقامت وكالة داخلية عاليه الأولى في الحزب التقدمي الاشتراكي، برعاية رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ممثلا بأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، إفطارا في مدينة عاليه، في حضور وكيل داخلية عاليه في الحزب التقدمي الدكتور عماد ضو ممثلا النائب أكرم شهيب، مفوض الاعلام في الحزب رئيس تحرير جريدة "الانباء" رامي الريس، رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، مسؤول "القوات اللبنانية" في عاليه كمال خيرالله وفاعليات وعدد كبير من أبناء العشائر العربية في منطقة عاليه.

بعد النشيد اللبناني وآيات من الذكر الحكيم، ألقى المهندس خالد شميط كلمة تعريف وترحيب، ثم القى وكيل داخلية عاليه الدكتور عماد ضو كلمة قال فيها: "ما أحوجنا في هذا الظرف العصيب الى أن نجتمع ونلتقي وأن نكون يدا واحدة امام تحديات الاحداث والمخططات وضغوط جمة يرسمها اعداء لبنان. ولقد سعى رئيس الحزب الرفيق وليد جنبلاط ولا يزال الى لم الشمل ولجم الفتنة وابعاد نارها، ويدعو دائما الى الحوار والتلاقي والمناقشة الموضوعية واستمرار طاولة الحوار".

ابي المنى
وألقى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الدرزي الشيخ سامي ابي المنى كلمة أكد فيها "أن الجبل هو قلب لبنان النابض اصالة وعروبة ووطنية. انه النموذج الصالح الذي يحتذى، وهو قبل ذلك وبعده جبل القائد الشهيد كمال جنبلاط المناضل الدائم من أجل فلسطين وشعبها والطامح في ما يتعدى الحرف الى تلاق ووحدة تجمع أهل الاديان على حقيقة انسانية واحدة، والطامح في ما يتعدى الحرب الى سلام دائم ينبع من الروح ويتجاوز كل الاحقاد والانقسامات والاصطفافات المصطنعة وكل الفتن المستوردة".
وقال: "ندعو معا في هذا الشهر الفضيل ان يبعد الله عنا مكائد الاشرار وان يقي بلادنا الاخطار ويلهم المسؤولين تغليب مصلحة لبنان على اي اعتبار آخر لنبني معا وطنا موحدا قويا بأبنائه وتنوع مكوناته".

ناصر
وألقى ناصر كلمة جنبلاط، فقال: "أردنا ان نجعل من هذا اللقاء لقاء وحدة ومحبة وتكافل وتضامن، وما احوجنا في ظل هذه الظروف إلى كل ذلك.
ولعل ميزة هذا اللقاء أنه يأتي في شهر رمضان. هذا الشهر الذي يحمل لنا كل معاني الرحمة والغفران والانفتاح والمحبة والتكافل والتكامل والتضامن وكل معاني الوقوف في وجه الظلم والظالمين أينما كان. ولهذا أجدد اليوم في هذا الشهر الفضيل وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وبوجه العدو الاسرائيلي الظالم. نجدد وقوفنا إلى جانب هذا الشعب المظلوم تاريخيا، لنقول له إن قضيته كانت وما زالت كما أوصانا المعلم الشهيد كمال جنبلاط، هي القضية والوصية والهوية. ولا بد من تأكيد وقوفنا إلى جانب هذا الشعب في مثل هذا الشهر الفضيل، فالظلم لا يتجزأ والحرية أيضا والموقف من الظلم والظالمين هو أيضا لا يمكن أن يتجزأ. فلا يمكن أن نعتبر الظلم في مكان ظلم وأن نعتبر الظلم في مكان آخر عدالة لطرف أو لفئة او نظام. فعلى هذا الأساس لا يمكن أن نكون ضد الظالم أو المظلوم في فلسطين المحتلة، وأن لا نكون ضد الظالم في أي وطن عربي يعيش انتفاضات محقة اليوم. فالشعب السوري هو حتما شعب مظلوم ومضطهد، وما يحدث له هو حتما قتل وعدوان وإبادة وذبح".

وأضاف: "في المعنى الديني، علينا أن نكون إلى جانب الشعب السوري، وبالمفهوم السياسي والوطني والعربي، علينا أن نكون إلى جانب الشعب السوري، فهذا هو انحيازنا وموقفنا، وهذه هي وقفتنا. هذا موقف تاريخي اتخذناه، وموقف مبدئي التزمناه، وعلى كل من يدعي وقوفه إلى جانب الظلم والمظلومين ووقوفه ضد الظالمين أن يتخذ هذا الموقف، لأن مصادر القيم في الحياة واحدة. مصادر القيم الدينية واحدة وكذلك السياسية. فلا يمكن أن نرى هذا الشعب في سوريا يقتل ويذبح بهذا الشكل، ونبقى ننظر بنظريات الممانعة تارة والمواجهة تارة أخرة في أنظمة لم تطلق طيلة اربعين عاما على العدو الإسرائيلي ولو طلقة رصاص واحدة. انتهينا من كل هذه الادعاءات وكل هذه الخطابات. فنحن في أرض في مدينة في وطن عرفنا قتال اسرائيل ومقاومتها، لقد انتهينا من كل الادعاءات الزائفة ومن كل الكلام الذي يراد به باطل وإن كان ظاهره في الشعارات في بعض الاحيان محق، فالحقيقة ساطعة وها هي كل الحقائق تتكشف اليوم".

وتابع: "لقد طلع علينا الكثيرون في الفترات الماضية يسألون عن الحقائق عندما كان الوضع الأمني في لبنان يهتز هنا وهناك، ومن دون استباق اي نتائج نهائية. إن الحقائق تتكشف اليوم بالادلة الدامغة، فبكلام بسيط واضح، قبل استباق اي نتائج من غير الجائز، لا بل من غير المسموح اي ضغط او تهويل من هنا ومن هناك على القضاء اللبناني أو على الاجهزة الأمنية اللبنانية نتيجة ما تقوم به وما تقوم باكتشافه كما حصل منذ ايام. فحسنا انكشفت هذه المخططات قبل أن تحدث فعلا لأنه كان يراد من كل ذلك فتنة، بل فتن، وبالتأكيد نقل أزمة الأشقاء إلينا في لبنان، وهذا ما سعينا الى أن نتفاداه ونتجنبه في مواقف وطنية واضحة. أردنا من موقفنا الوسطي ومن دعوتنا الدائمة لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأزمة، ألا نصل إلى مثل ما كان يحاك ويخطط له. وهذا ما يجب ان نعترف به جميعا، مبتعدين كل الابتعاد عن اي تغطية أو تبرير لكل ما كان سيحدث أو لبعض ما كانوا يخططون له أو سينفذونه".

وقال: "ربما من الصعب الحديث عن تحييد لبنان عن الأزمات الحاصلة حولنا. لكن بالتأكيد، اليوم نفهم أكثر، بل نتيقن أكثر فأكثر حقيقة موقف الرئيس وليد جنبلاط التي جنبت لبنان تداعيات كثيرة وأزمات وتوترات كثيرة. لقد دعونا منذ البداية، وهذا ما يجب أن نؤمن به جميعا نحن اللبنانيين. دعونا إلى عدم المراهنة على سقوط النظام السوري من جهة وعدم المراهنة من جهة ثانية على بقاء هذا النظام واستمراره، ودعوتنا ما زالت في مكانها، فالمتغيرات لن يوقفها أحد والثورات لن يجمدها أحد وحرية الشعوب لن يحرمهم أحد منها. ولكن، علينا جميعا أن نعود كلبنانيين إلى وطننا ولبناننا وبلدنا، ونحن قادرون على ذلك كقوى سياسية وكأطراف وشخصيات ومرجعيات. نعم، قادرون على ذلك من خلال الحوار الدائم ومن خلال التفاهم الدائم. لا مشكلة على الاطلاق أن نختلف ونتباين، فحتما التباين والاختلاف سيستمران، ولكن، ما يجب أن نتمسك به جميعا هو الحوار بيننا كلبنانيين، لأن لا سبيل آخر للتعامل مع قضايانا ومشكلاتنا إلا بالحوار واللقاء والتفاعل، وهذا اللقاء هو واحد من اللقاءات الحوارية التي أردناها. وبكل صراحة كنا نتمنى على من نختلف معهم- لأننا نريد أن نبقى معهم دائما ومهما اختلفنا- أن يكونوا بيننا اليوم لنكون على مائدة واحدة ولقاء واحد، لأعود وأقول أن الاختلاف لن ينته، لكن سنظل نلتقي في عاليه وفي القماطية وفي كيفون وفي كل قرى الجبل وفي كل قرية ومدينة لبنانية مهما اختلفنا وتمايزنا".

وذكر بأن "بعض العناوين السياسية قد طرحت أخيرا، وخصوصا في ما يتعلق بقانون الانتخابات والمشروع الذي أقر في مجلس الوزراء، ونكرر اليوم الموقف نفسه لنقول اننا لسنا ضد مبدأ النسبية كنظام انتخابي، وصحيح كلام من يطالبنا بأن المعلم الشهيد كمال جنبلاط كان أول من طرح النسبية في لبنان، فأهلا وسهلا بمن يقتنع اليوم بمشروع كمال جنبلاط، هذا الحلم الذي ذبح لسلب القرار الوطني الفلسطيني المستقل والقرار اللبناني المستقل من نظام الوصاية الذي كان آنذاك وما زال يدعي الممانعة حتى الآن، ويدعي مواجهة اسرائيل. نعم، هذا الحلم ذبح آنذاك لأنه أراد لبنان موحدا وآمن بالمواطن اللبناني في كل بلدة ومدينة لبنانية، فأهلا بالذين يقتنعون اليوم بمشروع كمال جنبلاط بالنسبية، ولكن، هل اطلعوا على مشروع كمال جنبلاط والبنود التي طرحها للاصلاح السياسي في لبنان آنذاك؟ تعالوا لنتحدث بالأمور صراحة، إذا كان المراد الامساك بالقرار السياسي في لبنان، فهذا حتما لن يحصل ولن يمر، ونذكر من كان يخاطبنا ليقول إن لبنان بلد توافقي وبلد التعايش لا يحكم ولا يقر فيه أي أمر إلا بالتوافق وبالتراضي بين مكوناته، فالقانون الانتخابي اليوم هو قضية وطنية كبرى".

وأكد "أننا نحتاج الى توافق ولسنا متمسكين بأي أمر، فمن يريد الوحدة في لبنان، ومن يتحدث او من يدعي أنه لا يريد اي توتر طائفي أو مذهبي، عليه أن يعود إلى الحوار حول قانون الانتخابات، ولا شك أنه في ظل هذا الانقسام العمودي، أي طرح كهذا يشعر قسما كبيرا من اللبنانيين بأنه سيؤدي الى غلبتهم والى السيطرة على قرارهم السياسي، مما سيؤدي الى توتر من جديد ومشكلة جديدة، الامر الذي يؤكد أنه ليس مشروع حل وليس مشروع استقرار في لبنان. فتعالوا الى الحوار حول قانون الانتخابات، وتعالوا الى المحاورة حول الاصلاح الحقيقي، فكيف يمكن ان نتحدث عن نسبية في ظل نظام طائفي وفي ظل مذهبيات وطائفيات نعيشها وندركها جميعا. فأولى خطوات الاصلاح ان نتحدث عن المواطنة، وان نتحدث عن تجاوز الطائفية السياسية، ولا نريد اليوم الحديث عن الغائها لان أيضا في مثل هذه الدعوة ما يثير هواجس الكثيرين، ونحن أحرص الناس على هواجس كل الفئات في لبنان. فتعالوا لنتحاور حول هواجسنا جميعا وحول قضايانا جميعا وحول ما يثير افكارنا ورؤانا جميعا، فلا مهرب من ذلك على الاطلاق، وكل ذلك لا يمكن أن يحصل الا في ظل دولة حقيقية. نعم، لكن علينا أن نؤمن جميعا حق الايمان بأننا نريد في لبنان دولة. علينا أن نؤمن أن لا حماية لأحد في لبنان لأي قوى سياسية وفئة وطرف ومواطن إلا من خلال الدولة ومؤسساتها، المؤسسات السياسية والدستورية والقضائية والامنية والاجتماعية والاقتصادية".

وأشار الى "أننا كلنا خبرنا التجارب في هذا البلد، وعلينا ان نعتبر من تجاربنا، وربما وغيرنا من القوى السياسية قد تجاوزنا في بعض الاحيان الدولة ومؤسساتها، لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك في لحظة من الزمن، ولكن، جميعنا علينا أن نعتبر من كل المحطات التاريخية ومن كل التجارب التاريخية أن الانتماء الحقيقي والانتماء الوحيد المطمئن للجميع هو الانتماء للدولة اللبنانية بكل مؤسساتها. الدولة التي تبسط أمنها على كامل الاراضي اللبنانية. الدولة التي تحمي حدودها الجنوبية والشمالية. فكلنا يدرك اليوم من يدعي حماية لبنان وحماية الحدود اللبنانية أيضا كم يتعرض أهل عكار لقصف وقنابل وقذائف من الجانب السوري، لعل بعض الأصوات ايضا تتحدث عن هؤلاء اللبنانيين الذين يتعرضون للظلم من الجانب الآخر، نعم، نحن نؤمن بحماية في وجه العدو الاسرائيلي وأولى هذه الحمايات وحدة اللبنانيين وأولى هذه الحمايات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني القادر، وهو قادر حتما بجنوده الابطال البواسل وبعائلاتهم وابنائهم، حتما هذا الجيش قادر، فلنعطه كل الدعم وكل القوة".

وختم ناصر: "ربما في هذا اللقاء يحلو الكلام في الكثير من القضايا والأمور، ولعل في بعض المناسبات يفضل كثيرون ألا نتطرق الى كل القضايا السياسية الشائكة، لكن، لا مهرب من ذلك. يبقى كل لقاء مناسبة لنلتقي بهذه الوجوه الطيبة وكل الفاعليات التي تؤمن بدورها وبعطائها في مدنها وقراها لنقول معها ونجدد معها رسالة الرئيس وليد جنبلاط اننا نريد عاليه كما هي دائما وكما نريد الجبل دائما وكل منطقة ومدينة لبنانية أن تكون مناطق ومدن موحدة مدنيا وتكون معبرا لبعضها البعض وبوابات لبعضها البعض، نلتقي دائما ونتوحد دائما ولنعيد للفكرة حقيقتها، اننا لا يمكن لخلاف سياسي فكري وعقائدي أو لتباين سياسي أن يبعدنا ويفرقنا. لا مجال لنا ولا سبيل لنا إلا أن نلتقي من جديد لنقول معا اننا نريد لبنان المستقبل، لبنان الغد بشبابه وشاباته، بأهله وبمواطنيه بلدا موحدا راقيا ومزدهرا، نؤمن ونعتقد به ونعمل لأجله أينما كنا وحيث كنا".  

السابق
الشعار: الحوار يحتاج الى ممارسة عملية
التالي
منصور: لبنان ينأى بنفسه عن القرار المتعلق بسوريا ونامل ان تخرج من محنتها