النَّسَقُ الطائفي

عاني لبنان، منذ ما قبل إعلانه «كبيراً» على لسان المستعمر الفرنسي، نسقاً طائفياً فريداً هو في الواقع أنساق طائفية تتناسل طائفيات وتفرّخ مذهبيات. والنص الدستوري الذي جاء فيه أن المادة التي تكرس الطائفية موقتة أو عابرة هو نصٌّ مستمر بفعل العقلية السياسية التي تَرْشَح ثقافة طائفية وذاكرة طائفية وممارسة طائفية.
متى يستقر في العقل السياسي اللبناني أن الطائفية آفة تضرب مفهوم الدولة وبنية الدولة، وأن المعيار الطائفي يلغي مصلحة المجتمع لمصلحة الطائفة وَيحُول دون التضامن والوحدة، بل دون مفهوم الوطن الذي لا يمكن أن يكون جبنة تتقاسم الطوائفُ حصصَها، والمذاهبُ الرغيفَ الذي به تؤكل؟

الطائفية لُغم مسموم في تربة الاستقرار، وفي حاجة التنمية وقابلية التقدم… إنها الجرثومة التي تفسد البيئة الوطنية وتعكّر صفاء السلم الأهلي وتؤسس لانتاج المتاعب والحروب الأهلية.
الطائفية فتنة يوقظها الخارج المعادي فاجتنبوها لعلكم تُفْلِحون. إنها الموج المصطخب الذي يمزق الشراع ويُغِرق السفينة رُبّاناً وركاباً ومشروع وصول. أفما آن الأوان كي تُساسَ السفينة إلى شاطئ الأمان بذهنية أخرى ودفة مغايرة؟
بلى، لقد حان الوقت قبل اليوم بعقود، لكن أن نستفيق متأخرين خير من الاستمرار في غيبوبة الآفة.  

السابق
شركة “ام تي في” الميقاتية تتسبب بأزمة انتخابية لأوباما!!
التالي
نصرالله يسقط عن المعارضة ورقة التين