قرر مجلس الوزراء في جلسته مساء أمس التي استمرت حوالى سبع ساعات، تعزيز انتشار الجيش على الحدود اللبنانية – السورية، واتخاذ كافة الاجراءات لضبط الحدود. وكلّف وزير العدل الطلب من مدعي عام التمييز الاشراف المباشر على التحقيقات في قضية الشيخين عبدالواحد ومرعب لا سيما في ظلّ طلب التوسّع بالتحقيقات.
كما قرر مجلس الوزراء اعتماد خيار انشاء نفق في منطقة جل الديب، وكلّف مجلس الانماء والاعمار تحضير الدراسات اللازمة لهذا المشروع. وعلى ضوء هذا القرار قرر أهالي المنطقة إلغاء الاعتصام الذي كانوا سينفذونه صباح اليوم.
وقد افاد مسؤول امني لبناني ليل امس الى وكالة فرانس برس ان قذائف اطلقت من الجانب السوري سقطت ليل الاثنين – الثلاثاء داخل الاراضي اللبنانية في شمال لبنان اثر تبادل لاطلاق نار كثيف من على جانبي الحدود. ولم يشر المسؤول الى سقوط ضحايا على الفور.
وقال شهود عيان انهم شاهدوا عشرات العائلات تهرب من منازلها في منطقة وادي خالد الحدودية اللبنانية والتي تقع في محيطها اعمال العنف.
وكان رئيس الجمهورية افتتح جلسة مجلس الوزراء بعرض للتطورات، واعتبر ان حادثة الكويخات في عكار تفاعلت مما أدى لاطلاق شعارات ضد الجيش والقضاء. وتطرق الى محاولات الاغتيال الأمر الذي يدعو الى القلق وشدّد على ضرورة معالجة أمر داتا الاتصالات ووضعها بتصرّف الأجهزة الأمنية.
احترام المشاعر
وقال وزير الاعلام وليد الداعوق حول موضوع عكار، ان مجلس الوزراء أكّد احترامه لمشاعر المواطنين بالوصول الى العدالة دون تساهل، ومنها إحالة قضية مقتل الشيخين عبد الواحد ومحمّد مرعب إلى المجلس العدلي وأخذ علمًا بطلب مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة التوسّع بالتحقيقات، وقرّر تكليف وزير العدل شكيب قرطباوي الطلب من مدعي عام التمييز الاشراف على التحقيقات، وإعطاء التوجيهات التي يستوجبها حسن سير العدالة وما تترتب عليه من مسؤوليات، وإطلاع مجلس الوزراء على نتائج التحقيقات تمهيدًا لاتخاذ القرارات المناسبة توخيًا لتحقيق العدالة.
وأعلن سليمان خلال الجلسة نيّته القيام بزيارة خاطفة الى فرنسا لتهنئة الرئيس الفرنسي هولاند وعقد اجتماع عمل معه. وقال قصر الأليزيه ان الزيارة ستتم بعد غد الخميس.
وقد دعي مجلس الوزراء الى جلسة تعقد صباح اليوم في قصر بعبدا لدرس مشروع الموازنة.
داتا الاتصالات
وكان موضوع داتا الاتصالات استأثر بمناقشات مستفيضة في مجلس الوزراء، وقال رئيس الجمهورية انه اذا نجحت اي عملية اغتيال، فسيستخدم عدم اعطاء الداتا سببا لحصول الجريمة.
وفي هذا الاطار حذر النائب بطرس حرب مساء امس الحكومة من أي قرار لا يساهم في اعطاء الداتا للاجهزة الأمنية في ما يخص محاولة اغتياله، لأنه عندها تعتبر الحكومة شريكة في الجرائم، وهي مدعوة لاتخاذ قرار يحرص على اكتشاف المتهمين.
وقال حرب ان عناصر مهمة منها البصمات، وبقع الدم، والكاميرات، ستساعد في كشف من قام بالتحضير لعملية الاغتيال، وهذه هي المرة الاولى التي يمكن ان يكتشف فيها المجرمون.
تحركات عكار
وكانت قضية مقتل الشيخين عبد الواحد ومرعب محور لقاءات واتصالات امس سبقت جلسة مجلس الوزراء، وطرحت مخارج. وقد زار نواب عكار امس القصر الجمهوري ووضعوا الرئيس ميشال سليمان في اجواء الوضع في المنطقة والاستعداد لتحركات شعبية فيما لو تم تجاهل مطلب المنطقة بالعدالة.
وقال بيان للنواب بعد اللقاء ان رئيس الجمهورية ابدى كل تجاوب مع ضرورة ان تأخذ العدالة مجراها، وان يحاكم المرتكبون ويدفعوا ثمن فعلتهم. وشددوا على ان اوضاع البلد لا تستقيم من دون تحقيق العدالة.
وقد ترافقت هذه الاتصالات مع قرار اتخذه القاضي صقر صقر بالتوسع بالتحقيق في قضية مصرع الشيخين، مما قد يؤدي الى صدور مذكرات توقيف بحق المشتبه بهم. وقد اعتبر نواب عكار وفعاليات المنطقة ذلك تطورا ايجابيا.
وخلال لقاء بين النائب خالد ضاهر واهالي الشيخين في طرابلس بحضور النائب هادي حبيش، قال ضاهر: الآن إما أن يتم اتّخاذ قرارات جريئة وصالحة ومسؤولة تؤدي إلى عدم شعور الناس بالغبن، وإما أن يكون لنا موقف متمسّك بالعدالة والحفاظ على دم الشهداء، ونحن متمسكون بالأساليب السلميّة، وسوف نُصعّد بموقفنا حتى الاعتصام أمام السراي الحكومي ومنزل ميقاتي والمحكمة العسكرية. مضيفًا: لن نسمح بأن تكون المشكلة بعكّار، بل سننقلها إلى أمام السراي ومنزل ميقاتي والمحكمة العسكرية.
من جهته، قال النائب حبيش: نحن موعودون بقرار يصدر عن مجلس الوزراء، ولن يحصل تحرّكات تزعج أهلنا وسوف نقوم بتحرّك سلمي ونتابع مسار التحقيقات وسمعنا أنّ القاضي صقر صقر اتّخذ قرارا بالتوسع بالتحقيق وهذا يدل على أنّ هناك استدعاء للمرتكبين وهذا أمر إيجابي لتطوّر القضيّة.
