اللواء: الحوار يتكهرب: 8 آذار تريد الأمن و14 السلاح!

كهربت الكهرباء الأجواء في البلاد، وتزايدت الخشية من امتداد شرارتها إلى طاولة الحوار، حيث يتأهب أقطاب الطرفين البارزين فيها 8 و14 آذار لعملية خلط أوراق قد تعصف بالحوار وبالمتحاورين.
وإذا كانت جلسة 11 حزيران انتهت على أساس أن البند الأوّل في جلسة الاثنين المقبل سيكون موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وهو الأمر الذي تتمسك به قوى 14 آذار، معتبرة أن المدخل اليه لا يخرج عن خطوة ضرورية تتمثل بالذهاب إلى حكومة جديدة، في حين تقف قوى 8 آذار، وفي مقدمها حزب الله للدفاع عن الحكومة، واعتبار ان المسألة الملحة هي الأمن ودعم الجيش.
وعلى خلفية هذا الانقسام في الرؤى يُدرك الرئيس ميشال سليمان، استناداً إلى مصادر مطلعة، انه إذا لم يتم ردم الهوة بلقاءات تمهيدية، فالموقف معرض للانفجار على الطاولة، إذ سيكون من الصعب احتواء الخلاف إذا ما سارت الامور في مسار "يميّع" مقاربة الاستراتيجية الدفاعية ويأخذ الحوار إلى مكان آخر، وفقاً لمصادر قيادية في 14 آذار، حيث ستجد القيادات المشاركة في الطاولة نفسها مضطرة لمغادرة الحوار، بعد خمس دقائق من افتتاح الجلسة أو ربما أقل.

وفي حين كانت الاتصالات تنجح في إطفاء النار بين المخيّمات الفلسطينية والجيش اللبناني، كانت المساعي تنشط بين "حزب الله" وحلفائه ولا سيما "التيار الوطني الحر" في احتواء التقاذف الخلافي بشأن الكهرباء، والحؤول دون امتداده إلى جسم الحكومة المهترئ أو إضعاف موقف أفرقاء التفاهم على طاولة الحوار في مرحلة يحتدم فيها الوضع المتفجّر في سوريا.
إلا أن المساعي التي بُذلت مع المختارة لم تنجح في احتواء التأزم مع الرابية، إذ تولى النائب نبيل نقولا قيادة الهجوم على النائب وليد جنبلاط بدعم من الوزير الأسبق ماريو عون، في حين استكمل النائب مروان حمادة الهجوم على وزير الكهرباء جبران باسيل ووزراء التيار العوني غابي ليّون وسليم جريصاتي ونقولا صحناوي.

ومع ذلك، فإن موجة قطع الطرق على خلفية انقطاع التيار الكهربائي لم تجد طريقها إلى الانضباط، ولا إلى وصل التيار بالحلفاء لحل أزمة التقنين وسط حالة استياء عارمة في صفوف المواطنين والمسؤولين في آن، ما دفع قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" إلى الشروع في مشاورات جدية، لا سيما على صعيد الجنوب والبقاع لاتخاذ اجراءات تكفل منع أي كان من قطع الطرق بعد اليوم، من دون نجاح حاسم حتى الآن، إذ استمر قطع الطرق، ولكن بنسبة أخف من اليومين الماضيين.

إلا أن مصادر أمنية أبلغت مراجع رسمية معلومات نهائية عن أن أهالي المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر في سوريا لن يعمدوا إلى قطع طريق المطار مجدداً، ولا إلى اعتزامهم الدخول إلى باحته.
وحذّرت هذه المصادر من المضي في استخدام السلاح حتى في الخلافات بين العائلات على غرار ما حصل أمس في الضاحية الجنوبية بين عائلتي المقداد وكركي، وقبلها بيومين بين عائلتين أيضاً، والاستمرار في مسلسل قطع الطرق في شكل يومي، مؤكدة أن الأمور بلغت حدّها ولم يعد من الجائز في ظل الوضع الإقليمي المتفجّر التهاون في التعاطي مع الأمن.

وإزاء تردي الوضع الامني لا سيما على صعيدي المخيمات والكهرباء، قالت مصادر رسمية ان بند دعم الجيش وتوفير الغطاء السياسي له سيبحث كبند اول على طاولة الحوار في جلستها المقبلة، مشيرة الى ان هذا الامر لن يكون خارج بند الاستراتيجية الدفاعية، الذي سيكون له الاولوية في الحوار، انطلاقاً من كتاب الدعوة الذي وجهه الرئيس سليمان الى اقطاب الحوار، والذي حدد ثلاثة عناوين لهذه الاستراتيجية، وهي:

سلاح المقاومة من زاوية كيفية الافادة منه، والسلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات، ونزع السلاح من المدن والمناطق اللبنانية.
واشارت الى ان موضوع الحوادث الامنية التي حصلت سيفرض نفسه، من ضمن الاستراتيجية، علماً أن "اعلان بعبدا" الذي صدر في اعقاب الجلسة الاولى للحوار في 11 حزيران، اكد في بنده الخامس "دعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسلم الاهلي والمجسدة للوحدة الوطنية، وتكريس الجهد اللازم لتمكينه وسائر القوى الامنية الشرعية من التعامل مع الحالات الامنية الطارئة وفقاً لخطة انتشار تسمح بفرض سلطة الدولة والامن والاستقرار".
وكشفت هذه المصادر ان رئيس الجمهورية يجري لقاءات مع اقطاب الحوار بعيداً عن الاعلام لتهيئة الاجواء المناسبة لجولة الاثنين المقبل، وقالت ان هذه اللقاءات تجري في دارة الرئيس سليمان، حيث التقى امس الاول ممثلي الطائفة الارمنية.

مسيحيو 14 آذار في بكركي

في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية مفاعيل زيارة وفد مسيحيي قوى 14 آذار الى بكركي اليوم للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمناقشة الأوضاع ونقل وجهة نظر هذه القوى من المستجدات.
وتأتي الزيارة بعد شبه مقاطعة من هذه القوى لسيد بكركي في أعقاب تصاريح كان أدلى بها تتصل بالوضع الداخلي والأزمة السورية.  

السابق
الحياة: حزب الله لا يحبذ قطع الطرق ختى لو اضطر الى اصدار فتوى
التالي
القوة الإيطالية واصلت عمليات نزع الألغام وفتح الممرات