الجيش والخطوط الحمر

هل أصبح الإعتداء على الجيش: حدثاً عادياً، وخبراً عابراً، وظاهرة غير نافرة، حيث يتمادى المعتدون والفالتون من القانون، والهاربون من وجه العدالة، والمهربون للممنوعات والسلاح والمسلحين، وفقاً «لأجندة» ذات ارتباط بتعليمات وتوجيهات وتوجهات قوى خارجية، لاشعال حروب المخيمات الفلسطينية على الدولة اللبنانية وجيشها وشعبها المناصرين للإخوة الفلسطينيين بحق عودتهم إلى وطنهم السليب، كما أن هذه «الأجندة» تحمل في أوراقها وخرائطها مشروع فتنة لبنانية – فلسطينية، وتحويل المخيمات الى مخابئ ومقار وبؤر ذات تواصل واتصال وصلة بالأحداث السورية الراهنة لتصبح المخيمات مناطق معزولة عن الأمن السيادي للدولة اللبنانية، ومفتوحة كممرات لإمداد هذه الأحداث بالوقود من مختلف الأنواع والأحجام والأعيرة النارية الثقيلة، وقد رأى المراقبون في ذلك، تطويقاً وحصاراً استباقياً لتعطيل تنفيذ بنود اعلان بعبدا وفي مقدمتها البند المتعلق بمنع إقامة بؤر مناطق عازلة وممرات في الداخل اللبناني وعلى الحدود اللبنانية – السورية لتهريب السلاح والمسلحين من والى لبنان، كما في البند المتعلق بالنأي اللبناني من التطورات السورية، وبكلمة واحدة أن استهداف الجيش، هو استعجال التأخير والتأجيل والتعطيل لبنود اعلان «بعبدا»، إما عن طريق الفتن المذهبية والإقتتال الداخلي وتحويل المخيمات الفلسطينية كلها إلى «نهر بارد» جديد، وإما بالمراهنة، على حدوث متغيرات عربية اقليمية ودولية في خانة هذا التعطيل.

واللافت، بأنه كلما عقدت اجتماعات لبنانية – فلسطينية ذات الإختصاص لمعالجة أسباب وذيول أحداث الإعتداء على الجيش وتمّ التوصل إلى تفاهمات مشتركة، في هذا الشأن، تتحرك الطوابير الخامسة والخلايا الإرهابية لتعطيل هذه التفاهمات، وبالرغم من ذلك فإن اللقاءات والإتصالات اللبنانية – الفلسطينية مستمرة لتفادي كل إخلال وخلل يصيبان الأمن السيادي للدولة اللبنانية، والعلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين، وفي هذا تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتأكيد على أهمية ووجوب الحفاظ على هذه العلاقة من أية تدخلات وممارسات تضعفها وتضاعف تداعيات هذا التدخل من أية جهة كانت.

وفي الوقت نفسه نوّه العماد قهوجي بتضحيات الوحدات العسكرية للحفاظ على مسيرة السلم الأهلي في البلاد، وبخاصة الوحدات التي قامت بإعادة الأمن والإستقرار إلى مدينة طرابلس في الآونة الأخيرة، موضحاً أنه في الوقت الذي كان فيه الجيش يقوم بتعزيز إجراءاته على الحدود اللبنانية – السورية بهدف حماية المواطنين من أي اعتداء كان، ووقف أعمال التسلل والتهريب ومنها المظاهر المسلحة، حيث عمد بعض المرتهنين والمتضررين إلى محاولة إشعال فتنة بائسة، أصابت المواطنين الأبرياء وسقط للجيش شهيد وعدد من الجرحى، مؤكداً أن الجيش تصدى وسيتصدى بكل حزم وقوة للفتنة البغيضة من أي جهة أتت. من هنا، يحظى الجيش على الغطاء الشرعي لمهمامه العسكرية والأمنية، تحت عنوان: الجيش خط أحمر والمعتدون عليه إلى قفص الإتهام والمحاكمة.   

السابق
لندن وواشنطن مستعدتان لتقديم ممر آمن للأسد ومنحه حتى العفو !!
التالي
أول عراقي يصبح وزيراً في بريطانيا