سياحة قتل الفلسطيني في المستوطنات!

تزدهر في المستوطنات الإسرائيلية هذه الأيام صناعة جديدة تسمى «سياحة عبرية متطرفة»، لكنها في الحقيقة «سياحة القتل» أو «سياحة الأكشن».
ومثل أي صناعة سياحية ترفيهية أو دينية أو تربوية ترتكز صناعة السياحة الاستيطانية على عوامل جاذبة وهي التطرف الديني أو القومي وإشباع الغرائز. وهكذا تحت عنوان «حرب خمسة نجوم – مئات السياح من الخارج يتدفقون الى غوش عتسيون لاجتياز دورة قتال وتصفية مخرب من كرتون»، كشفت صحيفة «يديعوت» النقاب عن هذه «الظاهرة الحضارية»، فالسياح هنا لا يأتون من مجاهل الأدغال وإنما من الأوساط الداعمة الأشد للمستوطنين في الضفة الغربية في الولايات المتحدة.

وكتبت الصحيفة متسائلة: «هل سمعة إسرائيل في الحضيض؟ هل الفنانون والأكاديميون يقاطعوننا؟ إن غوش عتسيون تحديداً يتحول إلى بؤرة سياحية بفضل المورد رقم واحد في المنطقة: الوضع الأمني. فمن كل أرجاء العالم تأتي إلى هنا عائلات بأكملها لتجريب «العبرية المتطرفة». والبرنامج يحوي قصص المعارك، مشاهدة التدريب بنيران حية، ومزايا خاصة بينها إطلاق النار على صور إرهابيين».
وتمضي «يديعوت في تقريرها فتقول أنه «مثل شرائح الشنيتسل المجمدة التي تُلقى في الزيت المغلي، انطلقت أمس مجموعة سياح اميركيين بيض البشرة من الحافلة الصغيرة المكيفة نحو الشمس اللاهبة في غوش عتسيون. يعتمرون على رؤوسهم قبعات، وأحذية نايكي في أقدامهم، ساروا الى منشأة النار (كليبر 3) ونثروا في كل صوب ابتسامات عريضة – اختفت في لحظة. أوقفهم فجأة المرشد الاسرائيلي سميك الرقبة ومكفهر الوجه. وأمرهم: اقتلوا المخرب! فهجموا بأيادٍ ممتدة نحو الهدف الكرتوني الذي على الحائط».

وتضيف «لقد تفضلوا بقبول النزعة حامية الوطيس في غوش عتسيون: سياحة متطرفة عبرية. زوار من أرجاء العالم يأتون في الاشهر الاخيرة الى غوش عتسيون، في تجربة فريدة من نوعها. ليست المكتشفات الاثرية هي التي تجذبهم، ولا طعم الكرز – بل الرصاص. البرنامج الجديد الذي ينتهجه سكان المنطقة يستضيف السياح في (يوم من متعة التجربة) والتي تتضمن قصصاً قتالية، تمثيلاً لتصفية مخرب على أيدي اعضاء ثلة من التأهب في بلدات المنطقة وتجربة حقيقية في اطلاق النار على اهداف وهمية. حقيقة ان الموقع يقع خلف الخط الاخضر لا يزعج على الاطلاق السياح المتحمسين – بل العكس، هذا يثير الحماسة. وعندما يحاول المرشد تهدئتهم: لا خوف… ليس خطيراً هنا. تلوح خيبة الامل على وجوه الحضور».

وتتابع «شاي، مدرب أشيب الشعر ذو صوت خشن كساعديه تقريباً، يمثل أمام المجموعة كيف عليهم التغلب على إرهابي بأفضل طريقة، فيما يسمع في الخلفية أزيز رصاص من بطارية مجاورة. وعلى الطاولة توجد نماذج لرشاشات وعلى جدار الأهداف أهداف مبتسمة لصور إرهابيين بكوفيات وأحزمة ناسفة (جميعها من كرتون). ويحدق شاي بمايكل، وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره ويأمره، (ابطحني)، وخلال ثوان يسقط مايكل المســكين على الأرض. وحسب ما ينشر فإن شاي كــان أحد المقاتلين الذين حرروا مختطــفي عنتيــبي في العام 1976. والسياح يسمعون هذا الكلام فتلمع عيونهم».

والسياح لم يأتوا لغوش عتسيون فقط لسماع القصص أو مشاهدة التدريب، وإنما للضغط على الزناد. ولذلك فإن يشاي يسلم الرشاش لصبي في الرابعة عشرة من عمره يطلق النار بانفعال. ويسأل يشاي الصبي: أمك لن تكون بجانبك لتساعدك، هل أنت مستعد لقتل المخرب؟ فيصرخ الصبي «نعم». وبين الســياح ميشــيل براون (40 سنة) مصرفي من ميامي وصل مع زوجته وثلاثة من أطفاله «من أجل أن أغرس فيهم القيم».
ويشرح رئيس المجلس دافيدي برل، الذي يأتي بنفسه الى موقع إطلاق النار كي يشاهد الإجازة الفتاكة أن «هذه سياحة مع قيمة مضافة. مثل هذه التجارب تخلق لغوش عتسيون سمعة عالمية كلؤلؤة سياحية».

في نهاية المسار يحصــل السياح على شهادة خاصة يعلقونــها في منازلهــم في فيلادلفيا أو في ميامي. «أنهى دورة إطلاق نار اساسي في اسرائيل»، كتب عليها، على خلفــية صورة النقيب حجاي ليف، ضابط الجــيش الاسرائيلي الذي قتل في غزة، ويسمى موقــع التدريب على اطــلاق النار على اسمــه. «بوم بــوم» يقول عند خروجــه من الميدان ريلــي ابن الأعــوام الثلاثة عشرة. «بوم بــوم» يجيبــه جيكــوب بتفهم فيجمل التجــربة العاصـفة التي اجتازها.

السابق
أخيراً…حلّ للثّرثارين!
التالي
حزب الله يعدّ للحرب المقبلة