النهار: عدوى التوترات تنتقل إلى نهر البارد وإجراءات حدودية تستبق جلسة 25 حزيران

على رغم الآمال المعقودة على تهدئة سياسية من شأنها ان تحصن الاستقرار الأمني، بدا أمس ان التوترات الامنية المتنقلة بين مناطق الشمال والبقاع الشمالي خصوصا ستشكل بندا ساخنا دائما في جلسات الحوار في بعبدا، علما أن الجلسة الثانية المقررة في 25 حزيران ستفتح ملف السلاح بكل تشعباته.
وللمرة الاولى منذ اهتزاز الوضع الامني في الشمال على خلفية انعكاس الازمة السورية على المناطق المتاخمة للحدود الشمالية والشرقية، انتقلت عدوى التوترات امس الى مخيم نهر البارد حيث حصل تدهور مفاجئ عقب توقيف حاجز الجيش عند المدخل الشمالي للمخيم عصرا ثلاثة شبان فلسطينيين من سكان المخيم لا يحملون أوراقا ثبوتية. وأشعل هذا التدبير غضب سكان المخيم الذين هاجموا الحاحز بضراوة وحاصروه وعمدوا الى رشق أفراده بالحجارة وأقدموا على اشعال اطارات ووضع عوائق، كما اعتدت مجموعات بالضرب على عناصر عسكرية. وإذ اضطر الحاجز الى اطلاق النار في الهواء لتفريق المهاجمين، أفيد عن سقوط قتيل فلسطيني وسبعة جرحى بينهم عسكريان. وساد توتر شديد المنطقة حتى ساعات الليل بعد اقدام تجمعات فلسطينية على قطع طريق البداوي، فيما استقدم الجيش تعزيزات اضافية لتدعيم حواجزه ومواقعه داخل المخيم وعلى الطرق الرئيسية في المنطقة.
بيد أن أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغت "النهار" امس ان الرئيس سليمان يعمل في الفترة التي تفصل عن الجلسة المقبلة للحوار على تنفيذ ما اتفق عليه في جلسة 11 حزيران ولا سيما من حيث أمن الحدود مع سوريا وضبطها، علما أن الجيش ثبت نقاطا دائمة له في اليومين الاخيرين عند بعض المعابر على طول المنطقة الجردية الحدودية التابعة لبلدة عرسال وخصوصا في محلتي حليمة وخربة داود. وقالت: "اذا كنا توجهنا الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة لابلاغهما ما اتفقنا عليه فالاحرى بنا ان ننفذ هذا الاتفاق".
وتأتي ايضاحات هذه الاوساط بعد اللقاءات التي باشرها الرئيس سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.
واسترعى الانتباه امس كلام للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله تناول فيه موضوع صواريخ الحزب. ومن المتوقع ان يلقي نصر الله كلمة قبل ظهر الثلثاء المقبل في احتفال يقام في "مركز رسالات" بالغبيري تحت عنوان "فلسطين صحوة الأمم".
ونقلت قناة "العالم" الايرانية امس عن نصر الله تحذيره في مقابلة مع قناة تلفزيونية ايرانية اخرى من "محاولات الولايات المتحدة وعملائها للالتفاف على الثورات والصحوات الاسلامية في المنطقة". وأكد أنه "لا يمكن مقارنة القدرات العسكرية لحزب الله بالفترة السابقة". وأضاف "إن صواريخ المقاومة باتت قادرة على الوصول الى جميع الاهداف الحيوية داخل اسرائيل"، مشيرا الى "اعتراف الكيان الاسرائيلي بقدرات حزب الله الصاروخية الرادعة". واعتبر نصر الله ان "الكيان الاسرائيلي أصبح أوهن من أي وقت مضى". وأن "تهديداته بضرب ايران هي مجرد حرب نفسية ومحاولة لابتزاز المجتمع الدولي".
في غضون ذلك، أبدى الرئيس امين الجميل في حديث الى قناة "المنار" استعداده للقاء السيد نصر الله، لكنه قال ان "اللقاء يجب الا يكون للصورة ومفعوله يجب الا يكون عكسياً، فعندما تكون الظروف مؤاتية ونخرج بنتيجة فعلية وكل ما يعزز سيادة لبنان لن نتأخر ابداً عن فعله".
وفي اطار التحركات المتصلة بموضوع الحوار، علم ان اللقاء الذي جمع امس رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير وائل ابو فاعور في عين التينة افضى الى توافق بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على العمل على انجاح الجلسة المقبلة للحوار وفق جدول الأعمال الذي طرحه رئيس الجمهورية.
وأبلغ بري "النهار" من جهة اخرى، انه كان يعتزم الدعوة الى عقد جلسة نيابية عامة آخر الشهر الجاري، لكن سفر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس الى البرازيل والانشغال بجلسة الحوار في 25 حزيران تسببا بارجاء الجلسة، وأوضح ان الجلسة ستعقد في الاسبوع الأول من تموز المقبل.

سليمان وأهالي المخطوفين
على صعيد آخر، حصلت "النهار" على محضر لقاء الرئيس سليمان ووفد أهالي المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سوريا. ونقل الوفد عن رئيس الجمهورية ان دخول هذه القضية البازار السياسي انعكس سلباً على سير المفاوضات التي تشارك فيها قطر والكويت والسعودية وتركيا وغيرها، لكنه ابدى ارتياحه الى التطمينات التي تلقاها من مسؤولين عرب واتراك الى سلامة المخطوفين والمساعي للافراج عنهم. كما اكد ان تركيا تعهدت مواصلة جهودها لاطلاقهم، لكنها سجلت ملاحظة على تدخل أطراف كثر في القضية الأمر الذي لا يساعد إيجاباً.

السابق
الأسد يمهل الثوار 24ساعة.. الاستسلام أو السحق العسكري
التالي
الاخوان والعنب المصري!