أنان بين القول والفعل

عمليات التطهير التي تقوم بها الجهات المختصة في سورية ضد الإرهابيين والمجموعات المسلحة التكفيرية، وضعتها مصادر دبلوماسية في إطار قرار القيادة في سورية بشخص الرئيس بشار الأسد في حيّز محاربة جميع أشكال الإرهاب الذي تقوده جماعات «القاعدة» من خلال ما يسمى بـ»جبهة النصرة» بالإضافة إلى مجموعات أخرى من عصابات الإجرام التابعة للإخوان المسلمين، ومجموعات تضم إرهابيين مطلوبين في الأساس الى العدالة في سورية.
وكشفت المصادر الدبلوماسية، عن أن الجيش السوري يقوم منذ حوالى أسبوع بعمليات نوعية كبيرة ضد أوكار تنظيم القاعدة وباقي المجموعات الإرهابية التي دخلت سورية من دول عربية وإسلامية عدة، عن طريق تركيا ولبنان، وقد نجح الجيش السوري في تطهير بعض المناطق بصورة كلية من هذه المجموعات المسلحة، حيث قتل المئات منهم، وألقى القبض على مئات آخرين من جنسيات مختلفة، كما صادر أسلحة متطورة جداً.

وتقول المصادر، إن أنان كان وعد الرئيس بشار الأسد في بداية مهمته القيام بهذا الدور والعمل على وقف تدفق السلاح والمسلحين إلى سورية، إلا أن كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، وفشل في إلزام الجهات العربية والغربية بتنفيذ بنود خطته، مع العلم أن الحكومة السورية نفذت ما هو مطلوب منها على هذا الصعيد، وعلى الرغم من ذلك فقد بقي الموفد الأممي يطالب بين الحين والآخر الحكومة السورية بوقف العنف، متناسياً أن هناك مجموعات إرهابية مسلحة، وباعتراف حتى الدول الغربية من خلال وسائل إعلامها، والتقارير العديدة التي وضعتها بهذا الخصوص، لا زالت تصعد من عملياتها العسكرية ضد المدنيين في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق هؤلاء، كما حصل في أكثر من منطقة سورية.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية، أن لدى القيادة السورية قراراً واضحاً جداً، وهو محاربة كل أشكال الإرهاب، وهذا ما أبلغه الرئيس الأسد إلى المبعوث الدولي في آخر لقاء جمعهما، عندما قال له إن سورية تكافح الإرهاب عملياً، وأنتم والمجتمع الدولي تكافحون الإرهاب بالكلام فقط، ومن هذا المنطلق، توقعت المصادر الدبلوماسية أن تستكمل القيادة السورية محاربة الإرهاب في باقي المناطق التي ما زالت تشهد عمليات تفجير وخطف وارتكاب مجازر، خصوصاً بعدما نجح الجيش العربي السوري في تنظيف وتطهير مدينة حمص في معظم أحيائها من العصابات الإرهابية والتكفيرية، والأمر كذلك ينسحب على منطقة ريف دمشق حيث جرت عمليات نوعية كبيرة وناجحة ضد التنظيمات والعصابات المسلحة، كما أن هناك عمليات نوعية أخرى ستشهدها مناطق جديدة على الأرض السورية، تمهيداً لإعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى ربوعها وإلى المواطنين السوريين الأبرياء.

وفي موازاة كل ذلك، فإن سورية ما زالت متمسكة بإنجاح خطة الموفد الأممي كوفي أنان ولكن على الأسس والمبادئ التي اتفق عليها بين الحكومة السورية والأمم المتحدة، وليس على الأسس التي تريدها الإدارة الأميركية، ومعها بعض الأوروبيين والعرب وتركيا، خصوصاً وأن الموقف الروسي يتصاعد باتجاه ضرورة الحل السلمي والسياسي في سورية، ورفض أي نوع من التدخل العسكري، أو فرض عقوبات ستصدر عن مجلس الأمن الدولي، وهذا الموقف الروسي يترجم بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي من أجل إلزام الدول المعنية بالأزمة السورية والتي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح والمقاتلين، في تحمل مسؤولياتها وإيقاف كل أنواع الدعم للإرهابيين، لأن سورية ترفض بالمطلق أن تصنف دولة فاشلة كما يحاول البعض تصويرها، بل هي دولة متماسكة بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية، وتقوم بواجباتها لحماية شعبها من الإرهاب وعصابات الإجرام.  

السابق
نورا جديدة .. تحرم من نعمة البقاء !!
التالي
حفل إليسا قائم رغم التهديدات