“الخليج”: الحوار الوطني فرصة لا تفوت

ذكرت صحيفة "الخيلج" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم انه لم يكن منتظراً من حوار بعبدا بين القيادات اللبنانية، أكثر من الإعلان الذي صدر، خصوصاً تأكيد التمسك بالسلم الأهلي وعدم التفريط به، والتمسك باتفاق الطائف مع انفتاح على التطوير وفق الآليات الدستورية، وتوفير مظلة للجيش باعتباره ضامناً يمنع الانجرار إلى انفلات يمكن أن يتطور إلى ما لا تحمد عقباه".

واعتبرت الصحيفة ان "مجرد الاجتماع فعل خير، في منطقة حبلى بالتطورات، وحسناً كان الحرص على تأكيد عدم الإنجرار إلى سياسة المحاور التي جربها اللبنانيون في سنوات الحرب الأهلية، وخبروا مآسيها بفعل التدخلات التي دخلت على خطوطها جهات عدة أسهمت في إذكاء الفتنة وزيادة سعيرها، إلى أن كان اتفاق الطائف الذي بلسم الجراح وأسّس لمرحلة جديدة".

ولفتت الصحيفة الى ان "في لبنان خوف مشروع من الواقع وما يحمله من فتائل قابلة للتفجير، وخوف كهذا يجب أن يكون دافعاً إلى مزيد من الوعي ومزيد من الحكمة وإعمال العقل، وزيادة جرعات الحوار، بشكل متواصل، وليس موسمياً، لنزع هذه الفتائل"، معتبرة ان "القيادات قادرة على الجلوس مع بعضها بعضاً، فيجب أن تمتلك القدرة على التحاور وبسط القضايا كافة على طاولة الحوار، وصولاً إلى ما يريح اللبنانيين ويقطع الطريق على سعير جديد لا يستفيد منه سوى مَنْ لا يريدون لهذا البلد أن يستقر، وفي مقدمتهم العدو الصهيوني".

واشارت الى ان "التغني بلبنان وبالحرص عليه لا يكفي وحده، سواء أتى من هذه الجهة أو تلك، بل من الواجب أن يكون مقروناً بعمل دؤوب لزيادة منسوب الاستقرار السياسي الذي ينعكس استقراراً أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، يبدو البلد في أمسّ الحاجة إليه الآن، وكل أوان".

واعتبرت انه "يمكن التأسيس على إعلان بعبدا الصادر عن جلسة الحوار لمزيد من الجلسات المنفتحة على آفاق أفضل"، قائلة ان "من اكتوى بنار الفتن يجب أن يكون أكثر حذراً وأكثر حصانة لمنع الانجرار إلى اكتواء جديد"، سائلة "طالما أن الجميع مقتنعون بأن ثمّة خطراً داهماً، فلماذا لا تكون هذه القناعة دافعاً للجميع من أجل العمل على كبح الاندفاع نحوه؟".

وخلصت الصحيفة الى القول ان "الحوار فرصة يجب ألاّ تفوت، لتحويلها إلى فعل إنقاذي".
  

السابق
“نيويورك تايمز”: المروحيـات الهجومية الروسية إلى سوريا قديمة
التالي
الولايات المتحدة تجدد التزامها بلبنان مستقر وسيد ومستقل