السفير: الحوار ينطلق بلا أوهام: الصورة أولاً

ينطلق الحوار الوطني من جديد، قبل ظهر اليوم، تحت سقف قصر بعبدا، في لحظة داخلية وإقليمية ساخنة، جعلت الحوار يصبح، في حد ذاته، حاجة وطنية وضرورة ملحة بمعزل عن نتائجه. بطبيعة الحال، لا أوهام تُعلق على هذا الحوار، ولا مبالغة في التوقعات، ذلك انه من الصعب انتظار اختراقات نوعية في جدار أزمة الثقة والخيارات، ما دامت المعركة في سوريا لم تحسم، والرؤية في المنطقة لم تتحسن، وبالتالي فإن أي فريق من أفرقاء الطاولة لن يلعب كل أوراقه، ولن يقول كلمته النهائية، قبل اتضاح اتجاه الرياح الإقليمية التي ستنعكس على موازين القوى الداخلية.
هذه المرة، أصبحت «الصورة التذكارية» لأقطاب الحوار غاية، لا وسيلة، لعلها تفيد في تبريد الجمر المذهبي والطائفي الذي استعر مؤخراً، متسبباً في تهديد حقيقي للاستقرار الهش الذي يترنح على حافة الهاوية، ويواجه اختبارات صعبة بشكل متلاحق، كما حصل بالأمس تحديداً، تحت وطأة حوادث الخطف التي وقعت في منطقة عكار على خلفية مذهبية، في موازاة استمرار إحراق محلات العلويين في طرابلس.
وحده، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قرر ان يقاطع «الإجماع الوطني» على الحوار، مفضلاً العزف المنفرد، وهو اعتبر في مقابلة مع قناة «الجديد» ان «اللبنانيين بحاجة الى خطوات عملية في قضية الحوار وليس الى صورة»، مشيراً الى ان «النظام في سوريا و«حزب الله» غير جاهزين للجلوس على الطاولة». ورأى ان الرئيس ميشال سليمان دعا إلى الحوار لأنه وجد أن «الأمور مفرفطة بين يديه»، محذراً من ان «الحوار هو فخ لأنه يأخذ انتباهنا إلى وضع آخر ويبعد انتباهنا عن غياب الحكومة».

وتعتبر جلسة الحوار اليوم، السادسة في ترتيب «هيئة الحوار الوطني» التي ترأسها سليمان بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في العام 2008، والثالثة عشرة في ترتيب الحوار الوطني الذي عقد سبع جلسات في مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري.
وتتضمن الدعوة الرئاسية الجديدة الى الحوار لمناقشة الإستراتيجية الوطنية الدفاعية البنود الآتية:
أ ـ سلاح المقاومة وكيفية الاستفادة منه إيجاباً للدفاع عن لبنان، والإجابة عن الأسئلة الآتية: لماذا يستعمل؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟
ب ـ السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وكيفية إنهائه.. وداخل المخيمات وكيفية معالجته تنفيذاً لمقررات مؤتمر الحوار الوطني.
ج ـ نزع السلاح المنتشر داخل المدن وخارجها.
رئاسة الجمهورية: الجميع أمام مسؤولياتهم
وأبلغتنا مصادر رئيس الجمهورية أن الرئيس ميشال سليمان سيشدد في مداخلته اليوم، على أهمية الحوار «بعدما ثبت انه مهما كانت نسبة التشنج عالية، يمكن علاجها بجلوس الأقطاب إلى طاولة الحوار، لأن مجرد اجتماعهم يعطي صوره مشجعة ومتفائلة لدى الرأي العام المحلي والخارجي».
  

السابق
النهار: طاولة بعبدا تفتقد اليوم غسان تويني سليمان: هو الذي سماها هيئة الحوار
التالي
الراي: خطْف 9 أشخاص في عمليات متبادلة بين علويين وسنّة في عكار