اللواء: مقاربة رئاسية جديدة للحوار الإثنين وإتفاق على آلية قضائية لتسمية رئيس مجلس القضاء

خرجت "جلسة النيات الحسنة" بسلفات مالية عالية الكلفة، بعد مناكفة وتأخير استغرقا اكثر من ثلاثة اشهر، على حد ما لاحظ وزير "جبهة النضال الوطني" التي غمز وزراؤها من قناة التفاهم الوزاري الثلاثي (امل، حزب الله، التيار العوني)، الامر الذي اعاده وزير الطاقة جبران باسيل الى استبعادهم عن هذا التفاهم، في الوقت الذي ظهر فيه رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط، زائراً قائد الجيش العماد جان قهوجي في وزارة الدفاع في اليرزة، منوّهاً بادائه في الاحداث الاخيرة.
وفي موازاة "النقزة" الجنبلاطية، من محاولة الاستئثار بالقرار داخل مجلس الوزراء، ظهّرت "القوات اللبنانية" لما اشارت اليه "اللواء" في عددها امس، من عدم حضورها او تمثيل رئيسها سمير جعجع في الحوار الذي دعا اليه الرئيس ميشال سليمان الذي تمنى في مجلس الوزراء من الجميع تلبية الدعوات "من وجهة ان الحوار يعكس تطلعاً الى مشاركة الجميع في ادارة الشأن العام دون استبعاد اي فئة او طائفة او استهدافها".

وكشف مصدر دبلوماسي عربي لـ"اللواء" ان طاولة الحوار اللبنانية التي تنعقد الاثنين ستقارب الاجواء والاوضاع العامة في البلاد من زاوية المخاطر على الاستقرار، ومن زواية ان الاستقرار هو حاجة لبنانية وعربية في الوقت نفسه، فيما اضافت زيارة وزير الخارجية الالمانية غيدو فيسترفيليه الى بيروت امس، على رأس وفد آتياً من تركيا، عنصراً اضافياً مساعداً للحوار، على قاعدة "انه من ضمن الجهود التي يجب بذلها من اجل منع تصدير الصراع السوري الى لبنان"، بحسب ما اعلن الوزير الالماني في اسطنبول وقبل وصوله الى بيروت، مشيراً الى ان القوى السياسية في لبنان جزء من مسؤولية ذلك، لافتاً الى ان محادثاته التي شملت امس الرؤساء سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة، تهدف الى منع التصعيد وتحقيق التوازن الداخلي، مؤكداً ان المانيا لديها اهتمام كبير في ان يكون لبنان مستقراً. 

الحوار
وفي هذا الوقت كشفت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار، ان موعد الوفد الذي سيزور الرئيس سليمان لتسليمه مذكرة 14 آذار، قد تحدد غداً السبت، مشيرة الى ان الوفد سيكون برئاسة الرئيس السنيورة الذي سيسلمه المذكرة بعد الانتهاء من اعدادها ثم تعلن بعد التسليم.
واوضحت المصادر ان المذكرة عبارة عن مبادرة تهدف الى الانقاذ وتتوجه الى الجميع، وتنطلق من الثوابت وتدعو الى تجاوز المواجهات والحرب الاهلية، مشيرة الى ان خطوطها العريضة باتت واضحة ومعلنة.
وقال النائب بطرس حرب لـ"اللواء" في هذا السياق ان المذكرة عبارة عن مراجعة تاريخية لمؤتمرات الحوار، والامور التي اتخذت فيها قرارات ولم تنفذ، ومنها المحكمة الدولية وترسيم الحدود مع سوريا، ابتداءً من الجنوب، والالتزام بالبنود السابقة، ومنها الاستراتيجية الدفاعية، مشيراً الى انها تطالب بتحديد مصير سلاح حزب الله وليس الغاؤه.
واذ اشار الى ان قوى 14 آذار ستحضر طاولة الحوار الاثنين، ألمح حرب الى ان "بقاءنا في هيئة الحوار يتوقف على ما يمكن ان يطرحه فريق 8 آذار"، خصوصاً وان هذا الفريق سبق ان لوح بطرح فكرة المؤتمر التأسيسي، حسب ما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فيما لوح النائب ميشال عون بطرح امور مالية.
وتخوف حرب من القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بفتح اعتماد اضافي بقيمة 10394 مليار ليرة لبنانية لتغطية نفقات الادارات العامة عن العام 2012، واصفاً اياه بالامر الخطير لانه يماثل مجموع ارقام الموازنة، ويحمل على التساؤل، عما اذا كان "الفيتو" على الموازنة قائماً من قبل "حزب الله" حتى لا يمرر تمويل المحكمة الدولية في مشروع الموازنة؟

مجلس الوزراء
وكانت الحكومة ترجمت في جلستها امس، اولى خطوات ورقة التفاهم، باقرار صيغة توافقية للانفاق المالي، من خلال فتح هذا الاعتماد الاضافي على موازنة العام 2005، في مشروع قانون لاحالته على المجلس النيابي، لتغطي بذلك كل نفقات العام 2012، كما أقرت سلف خزينة بقيمة 150 مليار ليرة لمشاريع إنمائية في طرابلس و450 ملياراً لمشاريع مماثلة في باقي المناطق اللبنانية. وباشرت الحكومة على الفور بدراسة مشروع قانون الموازنة العامة، على أن تعقد لذلك جلستين الثلاثاء بجدول أعمال في السراي، والأربعاء لاستكمال مشروع الموازنة في بعبدا، على أن تعقد جلسة ثالثة الخميس في بعبدا، إذا احتاج الأمر من أجل أنجاز مشروع الموازنة وإحالته على المجلس.
وعلم من مصادر وزارية أن مجلس الوزراء بدا في أجواء ترجمة ورقة التفاهم حتى وإن لم يناقش باقي بنودها والتي تتعلق بالتعيينات وقانون الانتخاب والأوضاع الأمنية.
وتظهرت أجواء الانسجام في التوجهات الجديدة بين فرقاء رئيسي الجمهورية والحكومة ووزراء أمل وحزب الله وتكتل التغيير والاصلاح، إلا أن الوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور قدّما مداخلات انتقدا فيها التفاهم المتأخر على صيغة اقترحها رئيس الجمهورية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولم يؤخذ بها إلا بعد الوصول إلى حائط مسدود وإقفال كل الأبواب أمام الحكومة.
وبرز التناقض في المواقف بين وزراء جبهة النضال والتكتل بسبب الاعتراض على مسائل معيّنة والعودة للمطالبة بها لاحقاً، الأمر الذي رأى فيه وزراء التيار العوني ترجمة لامتعاض الفريق الوزاري للحزب التقدمي الاشتراكي على تفاهم شعروا أنهم لم يكونوا شركاء فيه.
وأشارت مصادر وزارية إلى أن البحث اقتصر على المسائل المالية وطرق الإنفاق، ولم يتطرق لا إلى التعيينات ولا إلى الموضوع الأمني، مع العلم أن ثمة أجواء توافقية بدأت تشق طريقها إلى الترجمة العملية، وعلى مراحل، كان أولها ملف الإنفاق المالي.
ووصف الوزير محمد فنيش، الذي كان أحد نجوم التفاهم، أجواء الجلسة بأنها كانت إيجابية، وعبّرت عن نوايا صافية من الجميع لتسهيل وتفعيل عمل الحكومة.
أما الوزير جبران باسيل فألمح إلى أن فريقاً ليس راضياً، ربما لأنه شعر بعدم شراكته في التفاهم.
وكان الرئيس سليمان لفت في مستهل الجلسة إلى أن التطورات الحاصلة على المستويين الداخلي والعربي، استدعت منه تحركاً إنقاذياً على ثلاثة مسارات: مسار الحوار الوطني ومسار تفعيل العمل الحكومي وتسيير شؤون الناس في المجالات كافة، ومسار توضيح الموقف اللبناني مع الدول العربية وبصورة خاصة دول الخليج، طالباً بدء التحضير لإجراء انتخابات فرعية في الكورة خلفاً للنائب الراحل فريد حبيب وإجراء التحقيقات اللازمة في تفاصيل الحادث في عرسال.
وقال سليمان أنه راجع في مسألة من صدر بحقه قرارات إبعاد من دولة الإمارات وتم التنسيق وتبادل المعلومات، لافتاً إلى أن سيادة كل دولة ليست محل نقاش، لكن من حق لبنان وواجبه تجاه رعاياه أن يستفسر ويتابع الموضوع، مشيراً إلى بعض النجاح.
أما الرئيس ميقاتي فأبلغ مجلس الوزراء بأنه سيرأس اللجنة الوزارية للتنمية المستدامة إلى قمة "ريو" في ريو دو جينرو في البرازيل التي ستعقد في 23 حزيران الحالي، ويضم الوفد الوزراء: ناظم الخوري (البيئة)، عدنان منصور (الخارجية)، نقولا نحاس (الاقتصاد) ووائل ابو فاعور (الشؤون الاجتماعية). 

السابق
سوريو الضاحية خطر داهم !
التالي
الحياة: فرنسا وقطر تنصحان اللبنانيين بعدم السماح باللعب بمصالحهم وفيسترفيله في بيروت