اللواء: قلق خليجي من أحداث الشمال وسليمان يراهن على الحوار لنزع سلاح الفتن المتنقل

بين الاتصالات لتوفير أرضية لإنهاء الأزمة الأمنية في طرابلس، والمشاورات بين أطراف الحكومة لتسويق مبادرة النائب ميشال عون لتحسين إنتاجية الحكومة أو الإنسحاب منها، داهمت النتائج المترتبة على الأزمة السورية حركة المسؤولين عشية سفر الرئيس ميشال سليمان إلى دولة الإمارات العربية وقطر، فزاره عند التاسعة من ليل أمس الرئيس نبيه بري ليتمنى عليه إثارة قضية اللبنانيين المبعدين من أبو ظبي ودبي، مع العلم أن محادثات الرئيس سليمان في كلا الدولتين الخليجيتين تهدف إلى إقناعهما بالإيعاز إلى رعاياهما بالعودة الى بيروت وعدم مغادرتها، مع تحسن الظروف الأمنية والنتائج الإيجابية المتوقعة عن انعقاد طاولة الحوار.

وذهبت مصادر مطلعة، إلى أن زيارة الرئيس بري التي جاءت من دون سابق توقع، شملت ملفات عديدة، درجت العادة أن يحملها معه رئيس المجلس، في زياراته شبه الأسبوعية إلى بعبدا، ومنها على وجه التحديد موضوع الحوار الذي هو موضوع مشترك بينهما، وتفعيل العمل الحكومي في ضوء مشروع الورقة التي تم التفاهم مبدئياً عليها، بين مكونات الحكومة، والذي يتناول أربعة بنود هي: الإنفاق المالي والتعيينات وقانون الانتخاب والوضع الأمني في البلد، بالإضافة إلى الوضع في طرابلس الذي كان من المواضيع الأساسية التي طرحها الرئيس بري على الرئيس سليمان، انطلاقاً من دخوله مباشرة على خط الاتصالات لتهدئة الوضع هناك منذ ليلة السبت، عندما اتصل به مفتي المدينة الشيخ مالك الشعّار في الأولى والنصف من بعد منتصف ليل السبت الماضي، بينما كان في المصيلح، طالباً إليه مساعدته لإنهاء الوضع المتأزم في طرابلس ليلة ذاك.

ومع أن أية تفاصيل لم تعلن عن طبيعة اللقاء بين الرئيسين سليمان وبري، باستثناء عموميات عن عرض الأوضاع والتطورات العامة، فإن مضمونا الورقة التي قيل أنه تم التفاهم عليها بين الأطراف الممثلة في الحكومة، ظلت قيد الكتمان، باستثناء بنودها الأربعة، على أساس أنها ستبحث في جلسة مجلس الوزراء الخميس، علماً أن النائب عون، أعلن بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، تبني الورقة، معتبراً أنها مبادرة من جانبه آملاً بنجاحها.
إلا أن عون تحفظ عن الكشف عن مضمون مبادرته التي أطلقها بين أركان الحكم، حسبما قال، مشيراً الى أنه الآن في مرحلة تشاور حتى نتوصل إلى حل، آملاً أن تكون النهاية سعيدة، ملوحاً بمواقف أخرى سيعلنها في حينه إذا لم تنجح، داعياً الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها، "لأن الحكومة العاجزة عن حفظ الأمن وتنفيذ المشاريع الانمائية لا حاجة لها"، حسب قوله، في حين أعطى الوزير جبران باسيل الحكومة مهلة تنتهي في نهاية هذا الشهر للاتفاق على المبادرة، وإلا فلا مبرر لاستمرارها، بحسب ما أبلغ محطة M.T.V.

طرابلس
في هذا الوقت، بقي الوضع الأمني في طرابلس في واجهة اهتمامات الرؤساء الثلاثة، في موازاة الإعداد لطاولة الحوار التي يفترض أن تعقد مبدئياً يوم الاثنين المقبل، بحسب الدعوة التي وجهها الرئيس سليمان، فيما كان لافتاً للاهتمام البيان الذي أصدره وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذين عبّروا في ختام أعمال دورتهم 123 في جدة، عن "قلق بالغ إزاء تطورات الأحداث في طرابلس"، وأكد المجلس "على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته، ودعا جميع الأطراف اللبنانية الفاعلة الى تغليب المصلحة الوطنية العليا، طبقاً لاتفاقي الطائف والدوحة، وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية والمذهبية، خدمة لأهداف ومصالح خارجية تهدد السلم الأهلي والتعايش بين مكونات الشعب اللبناني".
وتميز نهار أمس بسلسلة اتصالات مكثفة كان محورها المفتي الشعار مع كل من الرئيس سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعض القادة الأمنيين، بهدف تطويق ردود الفعل للتفجيرات التي حصلت لبعض المحلات في الفيحاء، والتي كان من شأنها أن تنقل النار إلى خارج منطقتي التبانة وجبل محسن.
وعلمت "اللواء" في هذا الإطار، أن اتصالات أمنية جرت مع المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد وبعض القيادات في التبانة، للتأكيد على ضرورة الالتزام بالتهدئة وعدم الانزلاق نحو مواجهات جديدة، خصوصاً وأن توتراً محدوداً سجل بعد الظهر على محور التبانة – جبل محسن، قبل ان يتدخل الجيش اللبناني ويحسم الموقف من خلال الرد على مصادر النيران.
وأكّد الرئيس ميقاتي ل "اللواء" بعد لقائه المفتي الشعار والاتصالات التي جرت مع القيادات الأمنية أن الأولوية هي الأمن في طرابلس، وأنه سيعمل كل ما في جهده لتعزيز الهدوء الحالي وإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة بأسرع وقت ممكن.
ومن جانبه، نقل المفتي الشعار لرئيس الجمهورية الملابسات التي أحاطت بالاشتباكات الأخيرة، مستنكراً وقوع 13 قتيلاً و55 جريحاً في فترة قياسية لم تتجاوز نهار ونصف نهار من دون أي تدخل من الجيش والقوى الأمنية.
وأكّد الشعار ل "اللواء" انه لمس من الرئيس سليمان اهتمامه بمسألة الوضع الأمني خصوصاً في طرابلس من خلال التأكيد على قادة الأجهزة الأمنية بضرورة التشدّد بملاحقة المخالفين وقطع دابر الفتنة في المدينة.
ولم يستبعد مفتي طرابلس وجود طابور خامس وراء التفجيرات التي طاولت بعض المحلات، والتي تعتبر خروجاً عن أصالة أهل المدينة الحريصين على صيغة العيش الواحد، مؤكداً، أن أبناء جبل محسن هم أبناء طرابلس أيضاً.
وعلمت "اللواء" أن المفتي الشعار بدأ سلسلة اتصالات بعد زيارته لكل من الرئيسين سليمان وميقاتي مع الأطراف المعنية، وبمواكبة مع القيادة العسكرية في الشمال للتحضير لاجتماع يجمع الطرفين المعنيين لكل من جبل محسن والتبانة، يكون بمثابة مصالحة تعمّق أواصر المودة والتآزر بين أبناء المنطقتين.

المخطوفون في سوريا
امنياً أيضاً، طرأ أمس تطوّر جديد في قضية المخطوفين اللبنانيين لدى مجموعة مسلحة في ريف حلب السورية، في موازاة حادث خطف جديد في نفس المنطقة التي قتل فيها المصور التلفزيوني الزميل علي شعبان قرب الحدود اللبنانية – السورية في وادي خالد، تعرض له المواطن خالد فيصل موسى الذي تردّد انه استدرج إلى داخل الأراضي السورية، حيث تمّ احتجازه من قبل مجموعة من الاستخبارات السورية، في حين ذكرت معلومات أخرى أن مجموعة سورية دخلت مسافة 50 متراً وخطفت خالد من منزله.
أما التطور الجديد في قضية المخطوفين، فقد تمثل بكشف أوّل خيط في اللغز، وهو يتعلق بتعرف أهالي المخطوفين على اثنين من الخاطفين، هما عبد السلام صادق و"ابو فادي" ظهرا في لقطات تلفزيونية بثتها محطة LBC قبل يومين، في أثناء تحقيق اجرته الإعلامية تانيا مهنا على الحدود التركية – السورية.
وأعلنت LBC أمس، أن ذوي المخطوفين تعرفوا على الخاطفين اللذين ظهرا وراء الزميلة مهنا. وبثت مقابلة مع الحاجة حياة عوالي التي كانت موجودة في الباص الذي كان ينقل الزوار اللبنانيين من العتبات المقدسة في ايران من لبنان، اكدت فيها انها تعرفت على الرجلين اللذين ظهرا في التقرير على انهم من بين المجموعة التي نصبت الكمين للحافلة واختطفت الزوار اللبنانيين، مشيرة إلى ان المجموعة تنتمي الى الجيش السوري الحر، محملة هذا الجيش مسؤولية أمن المخطوفين.  

السابق
نهاية أنان: سورية إلى الحرب.. ولبنان إلى خضّة كبيرة
التالي
الحياة: خرق محدود في طرابلس وخطف لبناني الى سوريا وأهالي مخطوفين حلب يعودون الى الشارع