الاخبار: نصر الله للخاطفين: مشكلتكم معي نحلها سلماً أو حرباً

لم يعتذر الأمين العام لـ« حزب الله» من الخاطفين، مشيراً إلى أن معالجة قضية المخطوفين من مسؤولية الدولة «ونحن نساعد»، أما إذا كانت مشكلة الخاطفين مع «حزب الله» وحركة «أمل»، فدعا إلى ترك الأبرياء وحل الموضوع مثلما يريدون بالسلم أو بالحرب، فيما ظهرت أمس مؤشرات إيجابية على القضية

بفقرة موجزة ضمن خطاب مطوّل ركز على شخصية الإمام الخميني وإنجازاته الثورية في إيران، وبعدها على الواقع اللبناني أمنياً وسياسياً واقتصادياً، مقترحاً لإعادة بناء الدولة إنشاء مؤتمر تأسيسي، عرض الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله تطورات قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا. واكتفى بالرد على الخاطفين بدعوتهم إلى إثبات أن لا خلاف لهم مع طائفة معينة، عبر فك أسر المخطوفين. وتوجه إليهم قائلاً: «إذا كانت المشكلة معي ومع حزب الله أو حركة أمل فلنترك الأبرياء ونحل الموضوع، إذا أردتم السلم فبالسلم، وإذا أردتم الحرب فبالحرب، أما أن تتخذوا من الأبرياء رهائن، فهذا ظلم يجب أن تنتهوا منه».

وشدد نصر الله خلال إحياء الاحتفال الذي أقامته السفارة الإيرانية في لبنان في الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الإمام الخميني، على ضرورة أن تعمل الدولة على إعادة المخطوفين «ونحن كقوى سياسية نساعد الدولة، لكنها مسؤوليتها». ونوه بصبر الأهالي، داعياً الى إعطاء المزيد من الوقت لمواكبة هذا الأمر. وفي الشأن اللبناني، دعا نصر الله هيئة الحوار الوطني إلى بحث كيفية بناء دولة حقيقية، مقترحاً إنشاء مؤتمر تأسيسي وطني منتخب ليس على اساس طائفي، بل على أساس شرائح ونسب مئوية لفئات المجتمع.
وعلَّق رئيس «المجلس الوطني السوري» المستقيل برهان غليون على ما جاء في كلام السيد نصر الله بشأن ملف المخطوفين، بالقول: «بات على السيد نصر الله الاعتذار عن خطابه السابق، وعن كلامه اليوم (أمس)، فهو في الأول أساء إساءةً كبرى إلى الشعب السوري، وفي كلامه اليوم يسيء إلى الشعب اللبناني».

تطورات إيجابية على الملف

وفيما استمر الصمت الرسمي ـــــ اللبناني والتركي ـــــ مخيماً على تطورات المفاوضات التي تقودها تركيا لتحرير المخطوفين، تداولت بعض القنوات الدبلوماسية أمس معلومات تشير إلى حصول تطورات إيجابية خلال الساعات الماضية، «ستؤدي إلى بروز تطور ستظهر ملامحه قبل نهاية الأسبوع الجاري». ولم تفصح المصادر المعنية عن المعلومات التي في حوزتها بشأن هذه التطورات.

سليمان يطلب مساعدة السعودية

وحمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ملف المخطوفين إلى جدة، وعرضه مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وبحث إمكان مساعدة المملكة على إطلاقهم. وبعد المحادثات، لبى سليمان دعوة وزير الخارجية سعود الفيصل الى غداء تكريمي، شارك فيه الرئيس سعد الحريري. وعاد سليمان والوفد المرافق مساءً إلى بيروت. وذكرت مصادر مطلعة على مباحثات جدة أن السعودية مصرة على أن يجلس اللبنانيون على طاولة الحوار من دون شروط، طبقاً لما ورد في رسالة الملك السعودي إلى الرئيس سليمان الأسبوع الماضي. وعلمت «الأخبار» أن السعودية أثنت على خطوة سليمان بالدعوة إلى الحوار يوم 11 حزيران.
ولفتت المصادر إلى أن مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف سليمان شهدت نقاشاً مطولاً بشأن طاولة الحوار، من زاوية السعي إلى إشراك الرئيس سعد الحريري فيها، لكن الأخير احتمى بموقف حلفائه، وخاصة منهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أعلن موقفه الرافض للمشاركة في الحوار. وبحسب المصادر، فإن الحريري ترك الباب مفتوحاً للنقاش بشأن المشاركة في الحوار، إلا أنه لفت إلى أن عليه التشاور مع حلفائه، قبل اتخاذ القرار النهائي. ورأت مصادر متابعة للعلاقة بين السعودية والحريري أن الأخير سيلبي في نهاية المطاف رغبة الملك السعودي، ولو بعد حين.

أنان: لتفادي انتقال الأزمة السورية

على صعيد آخر، أعلن الموفد الأممي كوفي أنان بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ختام زيارته بيروت، التي غادرها إلى الدوحة، أنه تباحث في الأزمة في سوريا مع الرؤساء سليمان وبري وميقاتي، وهاتفياً مع الرئيس فؤاد السنيورة الموجود في بريطانيا. وأشار إلى حرص لبنان على ألا تصبح حدوده مكاناً لنقل أو لتهريب السلاح، مشدداً على أنه «لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي انتقال الأزمة الى الدول المجاورة لسوريا، ومنها لبنان».
وكان وفد من كتلة «المستقبل» قد سلّم المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، مذكرة موجهة إلى أنان، تتهم فيها سوريا بخرق السيادة اللبنانية في المدة الأخيرة، وطالب بوضع حد لها.
من جهتها، أعربت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيلي بعد زيارتها ميقاتي عن تقديرها لـ «الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية والجيش وقوى الأمن الداخلي للعمل معاً على الحفاظ على الهدوء في لبنان»، داعية جميع الفرقاء الى «ممارسة ضبط النفس واحترام أمن لبنان واستقراره».

كرامي: قتلوا رشيد مرة ثانية

على صعيد آخر، ولمناسبة الذكرى الـ25 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، دعا الرئيس عمر كرامي إلى «إعادة النظر في قانون العفو عن قاتل رشيد كرامي، الذي أصدره مجلس عام 2005 في سابقة أسست لانهيار كل القواعد وكل القوانين في لبنان»، متسائلاً «هل يصدق عاقل أن هناك مجلس مشرعين يمثلون الشعب اللبناني، يصدر عفواً عن مجرم حكمته أعلى هيئة قضائية في لبنان؟ هل يدركون أصلاً أنهم بذلك شرعوا الجريمة، و«بهدلوا» العدالة وقتلوا رشيد كرامي للمرة الثانية؟».
واستقبل كرامي وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد. وردت «القوات اللبنانية» على كرامي داعية إلى «إعادة النظر في قانون العفو العام المبتور الذي صدر بعد الطائف، بغية طرح كل ملفات وقضايا الحرب من دون أي استثناء».

اشتباكات بين جبل محسن والتبانة

على الصعيد الأمني، اندلعت اشتباكات عنيفة ليلاً على جميع المحاور بين جبل محسن والتبانة في طرابلس، استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والصاروخية. وسبق هذه الاشتباكات تساقط قذائف من حين لآخر على خطوط التماس بين المنطقتين طوال ساعات بعد الظهر، من دون أن تتدخل الأجهزة الأمنية بجدية للجم الوضع.

مطالعة نهر البارد

وفي مجال آخر، أبدى النائب العام التمييزي النائب العام العدلي القاضي سعيد ميرزا مطالعته في أحداث نهر البارد (بين الجيش اللبناني و«فتح الإسلام» عام 2007)، وأحالها على قاضي التحقيق العدلي غسان عويدات، وقد تجاوز عدد صفحاتها الخمسمئة.  

السابق
هكذا ترى إسرائيل نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر
التالي
الى زياد الحمصي: أنت خائن