السفير: أنان يقرّ بتعثر خطته: المطلوب خطوات جريئة نحو الحل السلمي

لم ينكر الموفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان، أمس، أن خطته من النقاط الست ليست على ما يرام، معرباً عن أمله، خلال زيارته الثانية إلى دمشق منذ تعيينه قبل ثلاثة أشهر، دفع هذه الخطة وتنفيذها تنفيذاً شاملاً، فيما كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم مطالبة انان «بتكثيف جهوده مع الأطراف الأخرى والدول الداعمة لها والتي تعمل على إفشال مهمته، سواء عبر تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة أو تسليحها أو توفير الملاذ الآمن لها».
في هذا الوقت، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «بزيادة عدد المراقبين الدوليين، ومنحهم الصلاحيات الضرورية لوضع حد للانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكب في سوريا»، فيما حمّلت روسيا الجيش السوري والمعارضة السورية المسؤولية عن مجزرة الحولة، التي أدانتها السعودية، وأعلنت فرنسا أنها عازمة على استضافة مؤتمر أصدقاء سوريا، من دون أن تحدد موعدا لذلك.

واستهل أنان زيارته الى دمشق بلقاء رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، الذي قدم له تصوره لمستوى تنفيذ العملية التي يقوم بها في سوريا. واجتمع أنان بممثلين عن منظمات الإغاثة الإنسانية في سوريا، على أن يقابل اليوم الرئيس السوري بشار الأسد. وعلمت «السفير» أن المبعوث الدولي سيلتقي اليوم وفداً من المعارضة السورية من هيئة التنسيق الوطنية برئاسة حسن عبد العظيم.
وقال أنان، في بيان مكتوب فور وصوله الى دمشق «أتيت شخصيا إلى سوريا في هذه اللحظة الحرجة. وأنا شخصيا شعرت بالصدمة والهلع من جراء الحادثة المروّعة التي وقعت في الحولة منذ يومين، وحصدت العديد من الأبرياء، من أطفال ونساء ورجال. إنها جريمة مرعبة وأدانها مجلس الأمن».

وأضاف «كما أنني أتقدم بالعزاء العميق وتعاطفي الكبير مع أهالي الضحايا والجرحى في الحولة ولكامل البلد. ولقد طلب مجلس الأمن من الأمم المتحدة الاستمرار في التحقيق بالهجوم الذي أصاب الحولة، ويجب أن تتم محاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة الوحشية. كما أنني أتفهم ما تقوم به الحكومة من تحقيقات بهذا الشأن». واعتبر أن «الشعب السوري هو من يدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع»، موضحا أن «هدفنا هو الوصول إلى وقف هذه المعاناة. يجب أن تنتهي، ويجب أن تنتهي الآن».
وحث أنان الحكومة السورية «على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على أنها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا»، مشيرا إلى انه طلب ذلك من «جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات مصداقية». وأوضح أنها «رسالة للسلام يوجهها ليس فقط إلى الحكومة، ولكن لكل شخص يحمل سلاحا».

ولفت أنان إلى انه «لا بد من تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط على نحو شامل»، مشيرا إلى أن ذلك «لم يحدث» بعد. وأوضح انه يعتزم إجراء «مناقشات جادة وصريحة» مع الأسد بالإضافة إلى «أشخاص آخرين» أثناء وجوده في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزير الخارجية وليد المعلم شرح لأنان خلال لقائهما «حقيقة ما يجري في سوريا، وما تتعرض له من استهداف بمختلف الوسائل لإثارة الفوضى فيها. كما استعرض خطوات الإصلاح التي تقوم بها القيادة السورية في مختلف المجالات، وأعاد تأكيد حرص سوريا على تذليل أي عقبات قد تواجه عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة ضمن إطار تفويضها، ودعاه إلى مواصلة جهوده وتكثيفها مع الأطراف الأخرى والدول الداعمة لها والتي تعمل على إفشال مهمة أنان، سواء عبر تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة أو تسليحها أو توفير الملاذ الآمن لها».

وذكرت «سانا» أن أنان أكد، خلال اللقاء الذي حضره المقداد ومود، «دعم المجتمع الدولي لخطته وحرصه على استمرار التنسيق مع القيادة السورية»، مشيداً «بالتعاون الذي تبديه في مجال تسهيل تنفيذ خطة النقاط الست التي تهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار. وتباحث في كيفية تذليل بعض العقبات التي قد تواجه تنفيذ هذه النقاط، على ضوء الممارسة العملية لعمل المراقبين الحالي في سوريا».
وأضافت «كما قدر أنان التعاون السوري في جوانب مثل تسهيل دخول الإعلاميين، وكذلك في مجال العمل الإنساني من خلال التعاون المنجز، عبر عمل كل من لجنة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري. وشكر الحكومة السورية على الحماية التي توفرها للمراقبين الدوليين في أداء مهماتهم، كما نوه بإيجابية إعلان سوريا تشكيل لجنة للتحقيق بمجزرة منطقة الحولة، ما يعكس جدية القيادة السورية في العمل على استتباب الأمن والاستقرار في البلاد».  

السابق
النهار: حوار 11 حزيران أمام المخارج الشائكة ولغز المخطوفين تُرك في أيدي الأتراك
التالي
جريح في اشكاف فردي في صيدا