شفيق..هل يصبح رئيساً لمصر ؟

إن هناك جولة أخرى للإعادة بين ترشيح الإخوان الذي حصل على 25% من الأصوات وبين أحمد شفيق الذي حصل على 24% في الجولة الأولى من الانتخابات.

كل المصريين يقولون إن شفيق من بقايا الفلول، وأنه ضالع في كثير من الجرائم التي أفسدت مصر، كما أنه – بحسب أقوالهم – شارك في جرائم القتل التي مارسها نظام مبارك ضد الثوار، وهناك من يطالب بمحاكمته عن قضايا فساد معروفة ومشهورة، وفوق هذا كله فقد كان شفيق – هذا – يسخر بالثورة وشبابها ومآلها..

أليس من غرائب الأمور وعجائب الدهور أن يصوت 24% من المصريين الحاصلين على حق الانتخابات لصالح هذا الرجل الذي يعرفون ماضيه السيئ وتاريخه الأسوأ؟!

لو كان هذا التصويت في عهد دكتاتوري مثل العهد السابق، والذي سبقه لاستطعت تفهم هذه النتيجة لأن عصر الاستبداد السابق ومثله كل عصور الاستبداد في عالمنا العربي تجعل نسبة التصويت للحاكم تقترب – غالباً – من 99% ولكن كيف أستطيع تفهم أن يصوت المصريون لأحمد شفيق في عصر الثورة ونزاهة الانتخابات فيجعلونه يقترب كثيراً من سدة الحكم وقد يكون نتيجة تصويتهم حاكم مصر القادم!!

هل من المعقول – وبعد كل ما حدث – أن يعمل المصريون الذين صوتوا لشفيق هذا على إعادة نظام مبارك مرة أخرى؟! هل يقبلون بعودة الفلول حكاما ً لمصر لتدور العجلة على وتيرتها السابقة!!

ما الذي يحدث في مصر ولماذا يرتكب بعض المصريين هذه الخطيئة؟!

سيقول البعض – وقولهم صحيح – إن هناك من يدعم شفيق من داخل مصر ومن خارجها.. وهناك من يدفع له عشرات أو مئات الملايين لكي يفوز في هذه الانتخابات لتعود مصر كما كانت يتحكم فيها قلة قليلة يأكلون خيراتها ويجعلون أبناءها مستعبدين لهم ولسواهم!!

وإذا كان من يفعل كل ذلك من أجل أن يفوز شفيق ثم يفوزون هم ليحققوا أطماعهم وليعيد كل شيء كما كان، أفلا يفكر كل من صوت – أو سيصوت – لشفيق أنه يبيع وطنه ودينه بأبخس الأثمان؟!

شفيق قد يدفع لهذا أو ذاك لكي يصوت له، وكثير من الدلائل تشير لذلك، ولكن هل يقبل الحر أن يبيع دينه ووطنه ببعض الجنيهات؟!

كيف يمكن أن نفسر ما يحدث وقد باغتتنا هذه النتائج؟!

هل يريد المصريون فرعوناً جديداً بعد أن تعودوا على الفراعنة القدامى ؟!

هل تعودت شعوبنا – وليس المصريون وحدهم – على الفراعنة؟!

هل أصبحت العبودية جزءاً من ثقافة العرب المعاصرين؟!

صفقوا كثيراً لصدام والقذافي والأسد الصغير وقبله الكبير وطغاة آخرين وهم يعرفون أنهم طغاة بكل المقاييس، أفيريد العرب حكاماً مثل هؤلاء مدى الحياة؟!

عجيب ما حدث في مصر، ولكن أملي أن يزول هذا العجيب سريعاً فيتحد الجميع ضد الطغاة الذين أذلوهم طويلاً وفي مصر خير كثير، ويكفي أن رسولنا الكريم أثنى عليها وعلى أهلها خيراً وإنا لمنتظرون.  

السابق
نفق الاختطاف؟
التالي
مصر بانتظار الطعون.. هل يتنازل مرسي لصباحي في الجولة الثانية؟