القوات في دولة حزب الله 

«أهلاً وسهلاً في الضاحية». عبارة قد يكون قرأها رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية شربل عيد وهو يزور الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس. جاء عيد ابن القوات اللبنانية مع وفد من طلاب القوات الى قاعة الامام محمد مهدي شمس الدين عند مستديرة شاتيلا للتضامن مع اهالي المخطوفين في حلب. اعتبرت هذه الخطوة بادرة حسن نيّة تجاه حزب الله اذ بالنهاية «المصيبة تجمع». الطريق الى القاعة لم تكن طويلة بين «هون» اي الضاحية و«هونيك» اي عين الرمانة. فالفاصل بين المنطقتين شارع، وصورة نمطية مسبقة.

اتخذ عيد المبادرة بعدما اتصل بمسؤول الشباب في التعبئة التربوية في حزب الله يوسف البسام قائلاً له «نريد ان نزوركم في مكاتبكم تضامناً مع مصابكم». لحظات حتى يعطي البسام «خريطة الطريق» لعيد عن مكان التضامن في شاتيلا. قبل انطلاق الوفد القواتي اشتبك طلاب حزب الله وطلاب الكتائب والقوات في جامعة القديس يوسف. فعاود عيد الاتصال ببسام طالباً منه ان يسحب كل طرف مؤيديه، وخصوصاً أن «البلد يمر في مرحلة حساسة». يؤكد عيد لـ«الأخبار» انه بعد التأكد من سحب انصار الطرفين «انطلقت بسيارتي باتجاه الضاحية».

يصف الشاب ان الاستقبال كان «كتير مهذب». يضيف عيد: «نحن وحزب الله ننتمي لمشروعين متناقضين ونختلف في السياسة، لكن التضامن الانساني ضروري ومهم». هذه البادرة يريدها الشاب لتكون خطوة لـ«لبننة الهواجس والهموم». لكن تبقى هناك غصة في صدر عيد اذ تمنى الشاب لو سمع «بيان استنكار من حزب الله لمحاولة اغتيال الدكتور جعجع». اذاً حضر قواتيون الى الضاحية الجنوبية وأظهروا تضامنهم لاهل المخطوفين على أمل أنه «إذا لا سمح الله، أصابتنا مصيبة يواسينا حزب الله».

من جهته يقول يوسف مرعي مسؤول التعبئة التربوية في حزب الله ان هذه الخطوة من طلاب القوات كان لها «وقع طيب على نفوس الحاضرين». اذ انها، كما يقول، تساهم في «تخفيف الاحتقان الموجود في البلد، وأي خطوة لإيقاف الشحن هي خطوة إيجابية ومسؤولة». يضيف مرعي انه «حتى خلال فترة الانقسام السياسي الحاد في البلد نحن كطللاب نبقى على تواصل بيننا ولم ينقطع هذا التواصل يوماً». أهالي المخطوفين عرفوا ان الزائرين هم من القوات اللبنانية، «فوجئوا بحضورهم، لكنها حقيقة كانت خطوة ايجابية وطيبة»، يعيد مرعي التأكيد. هكذا، جاء طلاب القوات اللبنانية أول من أمس إلى «الدولة ضمن الدولة» في ضاحية «ولاية الفقيه». حضورهم إنساني، لكنه بلا شك، يحمل إشارة سياسية تناقض جو التوتر القائم في البلد.  

السابق
لا للمخدرات.. ندوةً في برج البراجنة
التالي
احتجاج في مخيم البصّ على تراكم النفايات