الحياة: تعدد الروايات والمداخلات في قضية خطف اللبنانيين في سورية

واصل كبار المسؤولين اللبنانيين أمس جهودهم للإفراج عن 11 لبنانياً احتجزوا في سورية قبل يومين على ايدي مسلحين سوريين كانوا أفرجوا عن النساء اللواتي كنّ معهم في عداد بعثة زوار للأماكن المقدسة في إيران والعراق. وجدد «الجيش السوري الحر نفيه أي علاقة له بخطف هؤلاء، ودان الناطق باسم القيادة المشتركة لـ «الجيش الحر في الداخل العقيد الركن قاسم سعد الدين كل أعمال الخطف، مشيراً الى أن قيادته «تبذل كل الجهد لتحديد مكان المخطوفين لتحريرهم.
وإذ تحدث عن «تعرض كثيرين من السوريين من أنصار الثورة في لبنان للاضطهاد والخطف والقتل، وأكد «أننا لن نسكت بعد اليوم عن أي عمل يطاول السوريين من بعض الأطراف اللبنانية، قال قائد الجيش الحر (مقره اسطنبول) العقيد رياض الأسعد إن خيوطاً «توافرت لدينا حول الخاطفين وأرسلنا شباناً ليتأكدوا منها وبعد التأكد سنعمل على تحرير المخطوفين حتى لو تطلّب ذلك استخدام القوة.
وفيما تعددت الروايات والمداخلات من جهات سورية معارضة في شأن الجهة الخاطفة للبنانيين، وظهر الكثير من الشخصيات على شاشات التلفزة، قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إن المعارضة السورية هي التي خطفتهم، مؤكداً أن «النظام السوري لا يحتاج الى عملية كهذه لأنها تسيء الى صورته.
وفي حين أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان حرص لبنان على أمن السياح والزوار العرب بعد استقباله عدداً من السفراء العرب، دعت قيادات «قوى 14 آذار بعد اجتماع موسع لها عصراً، الى «رحيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتشكيل حكومة سلام أهلي يصنع في لبنان، إنقاذية ومحايدة تواكب رئيس الجمهورية في استكمال الحوار في شأن السلاح وكل السلاح وتستكمل تنفيذ ما اتفق عليه سابقاً على طاولة الحوار الوطني وتشرف على انتخابات نيابية نزيهة وشفافة
وصدر بيان عن الاجتماع الذي حضره زهاء 70 شخصية وتميز بمشاركة نائب رئيس الحكومة السابق إلياس المر للمرة الأولى وبغياب الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميل الذي انتدب نائب رئيس «حزب الكتائب سجعان قزي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية

سمير جعجع لأسباب أمنية.
وقالت مصادر المجتمعين إن البحث تناول تضمين البيان مطلب استقالة الحكومة إلا أن الكتائب لم يكن مع هذا التوجه، فتمّ اعتماد صيغة المطالبة برحيلها. وأذاع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة البيان مساء، وتوجه الى اللبنانيين قائلاً: «لبنان في خطر وكلنا معنيون بإنقاذه.
ودعت 14 آذار الى «تغليب المنطق الوطني الجامع على كل الاعتبارات الفئوية والحزبية والطائفية والخارجية، مؤكدة أنها «ساعة حماية وحدة لبنان ومنع انهيار الدولة… لمواجهة طلائع مخطط يقوده النظام السوري لضرب استقرار لبنان ونظامه وصيغته.
وأضافت: «قرار النظام السوري، في مرحلة انهياره، أن يهدم الهيكل على رأس الجميع، فيصدّر أزمته الى لبنان بمشروع حرب أهلية لعله يجد فيها خشبة خلاص، يستخدمها لابتزاز العرب والعالم من أجل إنقاذ نفسه. وهو يحاول تكرار تجربته في منتصف السبعينات حين أشعل الحرب اللبنانية التي مهدت لدخول جيشه الى لبنان، ثم مقايضة مشاركته في حرب الخليج الثانية بوصايته على البلد، عبر خطوات مبرمجة ومدروسة لتصوير لبنان بأنه بيئة حاضنة للإرهاب وهي محاولة جديدة ومكشوفة انتهت صلاحيتها، إنما هذه المرة تحت عنوان «التصدي للإرهاب.

واتهمت قوى 14 آذار الحكومة بأنها «في تغطيتها للمؤامرة متواطئة وغير قادرة على تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية بحكم طبيعة ولادتها وتكوينها لكونها امتداداً لمحور إقليمي لا يؤمن باستقلال لبنان واستقراره… لأنها لم تتجرأ على الاجتماع للرد على ادعاءات نسبها إليها مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة. وثمنت «نفي رئيس الجمهورية لها جملة وتفصيلاً. كما رأت أن الحكومة «متواطئة لأنها تروج لوجود تنظيم القاعدة في لبنان مؤيدة مزاعم المندوب السوري في الأمم المتحدة ولأنها كادت أن تقضي على مؤسسة الجيش

ودعا البيان الى «تشكيل شبكة أمان وطنية من كل المخلصين في جميع المناطق والبيئات الطائفية والمذهبية في لبنان ودول الاغتراب. وانتهى الى تعداده نقاطاً أكدت «تمسك اللبنانيين بمشروع الدولة والمؤسسات واتفاق الطائف وقيام حكومة إنقاذية واستكمال الحوار الوطني في شأن السلاح الخارج عن القوى الشرعية لتأكيد دور الجيش بصفته المؤسسة الضامنة للوحدة الوطنية وإبعاد لبنان عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية.
في هذا الوقت اجتمع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مدينة جدة في السعودية مع ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وبحثا الأحداث الأخيرة في لبنان والوضع في سورية والعلاقات بين لبنان وسورية.  

السابق
السفير: سليمان للمعارضة: ليعد الحريري .. والحوار في حزيران
التالي
إنجاز التحرير