عيناتا فقدت معمّرها نجيب ابرهيم بعد 110 أعوام

طوى نجيب ابرهيم صفحات عمره المديد بعد إتمامه عامه العاشر بعد المئة.
ودعته بلدته عيناتا (بنت جبيل) بفائق الوفاء والتقدير ليس لأنه أكبر المعمرين الشاهد على حروب وثورات وانتصارات، وانما لأنه من القلة الذين لم يغادروا البلدة الحدودية منذ سنوات الاحتلال التركي مرورا بالفرنسي وانتهاء بالاسرائيلي.
صبيحة الرابع والعشرين من ايار العام 2000 نثر السيد نجيب الورود على مقاومي عيناتا أيضاً كان يلقن شهادة الموت لشهدائها عند مواراتهم في جبانة البلدة.
أجبره الجيش العثماني على التجند في صفوفه فأمضى فترة قصيرة في ثكنة مرجعيون وعاد الى عيناتا قبل سنوات قليلة من حوادث العام 1920 فعايش تداعياتها الى ان حانت ساعة المواجهة مع الفرنسيين في بنت جبيل في عام 1936، فشارك مع عدد من المنتفضين بتحطيم سجن بنت جبيل عندما انتفضوا ضد الشركة الفرنسية المحتكرة للتبغ في ذلك العام مطالبين برفع أسعار التبغ المحلي. وخلال المواجهات مع القوات الفرنسية سقط كل من محمد الجمال وعقيل الدعبول من عيناتا، اضافة الى مصطفى العشي من بنت جبيل.
سبق لـ"النهار" ان التقت المعمر الراحل للحديث عن تاريخ عائلة فضل الله في عيناتا وحدثنا عن حكايات كثيرة عن تلك العائلة التي أعطت لبنان والعالم الاسلامي والعربي ومنهم العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله.
عيناتا ستفتقد معمرها الذي تمنى قبل سنوات ان يرحل في الصيف "كي لا يكلف أحبته عناء المشاركة في جنازته"، فكان له ما أراد وكان الأحبة في وداعه.  

السابق
صورة تذكارية أخيرة لجندي عراقي
التالي
جعجع: لن نكون مع تشكيل حكومة وفاق وطني مجدداً