يخلق من الشبه أربعين

حين نناقش قضايا ترتبط بمصلحة الأوطان، هذا يعني أننا معنيون بدراسة عميقة لمدى ارتباطنا بفكر التعاون بيننا والمفضي بدهياً لمشروع الوحدة بين العرب اقتصادياً وثقافياً وتعليمياً، ناهيك عن وحدة نأملُها في الممارسات السياسية وبالديموقراطية بشكلها النقيّ، وإذا كانت كلُّ هذه المحاور تبدو الأهداف فيها بعيدة المنال حالياً، فإن ذلك لا يعني أن نستسلم للواقع اليوم، ربما كانت الحالُ قبيل ما نسميه (ثورات عربية) أفضل مردوداً في جميع الجوانب، وإن كان ظاهراً للعيان انخفاض الأداء الديموقراطي بل انعدامه في بعض الدول، ومع الفوضى العارمة في مساحات واسعة في بلادنا العربية لم يعد مستساغاً تصنيف هذه الفوضى تحت مسمى ثورة! لذا بات من المُلِحِّ أن نستدرك ما يمكن استدراكه لنتركَ للأجيال أرضية للانطلاق نحو الأفضل، لا أن نترك الشعوب العربية اليوم في العراء وفي الشارع بدعوى التظاهر والمطالبة بالحقوق! إن هذا التخبط الذي نعيشه باسم الثورة لهو مؤشر واضح على تيهٍ فكريٍّ تصدر عنه تصرفات عشوائية وفلتان سلوكي لا يمكن ضبطه من غير توافر الأمن باستحضار الوعي والعودة إلى الذات، إن توفير المستوى المقبول من العيش الكريم وإتاحة فرص العمل أمام الشباب بشكل جاد كل ذلك يساعد على الحد من الفقر والبطالة المفضية إلى الفوضى.

ماذا لو كانت كل ثورات العالم الذي يتمتع بالوعي تشبه ما رأيناه ونراه في مصر اليوم؟ حقاً لن تجرؤ تلك الشعوب الواعية على تسميتها ثورة لأنها أصلاً لن تكون بهذه الصورة! أما نحن فيمكن لتلك الفوضى في شوارعنا العربية أن تشبهَ أيَّ شيء إلاّ الثورة!!

السابق
بطل العالم..
التالي
اميل لحود: بعض الجهات في المعارضة والأكثرية تريد أخذ البلد رهينة الوضع السوري