أنا أفكر اذا أنا فاسد…

الانا هي سبب الوجود عند البعض والعقل وجد لتنظيم الغريزة وقد يكون الانتماء الى الطائفة أو المذهب بالغريزة .
أن تكون لبنانيا فالامر يحتاج الى عقل قوي ليتمكن من ادراك طبيعة وحقيقة الامور التي تحصل وخاصة اننا بتنا نعيش نوعا ما في بلد ساسته مجردون من ادنى مستويات المسؤولية اتجاه المواطن وحقوقه ومتطلباته لكي يعيش كأي مواطن آخر في اي بلد آخر .
ما نشهده اليوم في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وحركة الاضرابات والاعتصامات التي ضربت كل القطاعات وتصاعد الاسعار المبالغ به امام مستوى دخل الفرد في لبنان بات يبشر بانفجار اجتماعي مظاهره تتبلور يوما بعد يوم .
امام صرخات المواطن الذي لم يعد يؤمن لا بالسياسة ولا بالسياسيين ولا يهتم الا بكيفية تأمين قوت يومه لان قوت اليوم اصبح شبه مستحيل في بلد يريد ساسته تحرير كل دول العالم قبل تحرير مواطنيهم من الجوع والعوز .
في مقابل صرخات المواطن المعيشية ، صرخات الساسة المذهبية التحريضية التجيشية لانتخابات نيابية تبدأ بعد سنة ونيف ان اجريت في موعدها ولم تؤجل ، صرخات ساسة اتهامية ومهاترات اعلامية لا تحيي ميتا ولا تطعم جائعا سوى انها تزيد من انحدار البلد الى درك السفل .
كم نأسف لهذه اللامبالاة التي وصل اليها مسؤولوا دولتنا في تناحرهم على غنيمة وعلى منصب وشعبهم يتألم ولا يجد من ينظر اليه ويعمل من اجل مصالحه.
فمن المتعارف عليه ومن طبيعة الحياة السياسية ان الانتخابات ان كانت رئاسية ام نيابية يكون شعارها الاول كيفية العمل على القيام بسياسات تؤدي الى تحسين وضع المواطن المعيشي ويتبارون في حملاتهم الانتخابية على من يكون مشروعه افضل للمواطن ولكن هنا في لبنان لم نسمع في جلساتهم سوى الاتهامات المتبادلة والشتم والتخوين وغابت كلمة مواطن عن كلماتهم .
ومؤخرا لسخرية القدر تم توقيف شابين لانهما كتبا بعض العبارات التي تعبر عن وجع الشباب اللبناني وما آلت اليه ظروفهم فما كان على الدولة الا ان برزت عضلاتها واعتقلتهم ربما لانه لا احد يدعمهما واتهمتهما بتعريض الامن القومي للخطر ، هذه العبارات تعرض الامن القومي للخطر وقضايا الفساد التي امتصت دم لبنان وشعب لبنان واصحابها ما زالو يمرحون في الملاهي والمنتجعات لا تعرض الامن القومي للخطر ؟ وعملاء قدموا معلومات تمس امن الوطن والمواطن حوكموا سنتين وخرجوا خروج الفاتحين المنتصرين أليس هذا تعريض للامن القومي للخطر ويشجع على التعامل مع العدو ؟ فساد اداري ومالي واقتصادي وسياسي وثقافي واجتماعي لا يعرض الامن القومي للخطر ؟ " ما وقفت الا على هذين الشابين " .
ما حصل من اعتقال لهذين الشابين وان كان ظاهريا حادث بسيط ولكنه في المضمون حدث عظيم يعرض اسس ومبادئ الحرية والديمقراطية في لبنان الى الخطر. لقد اصبحت حرية التعبير تجابه مباشرة بتهمة تهديد الامن القومي اذا لم تكن محمية من طائفة وهذه التهمة التي سقطت امام ارادة الشعوب في دول انظمة الديكتاتورية تبرز عندنا في لبنان مما يفجعنا بازدراء واشمئزاز كنا لا نتمناه لاخواننا في دول شقيقة ولا نريد ان يستحضر في حياتنا العامة فيكفي المواطن اللبناني ما وصلت اليه اوضاعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .
فالحرية في لبنان كانت دائما متنفسا في اوقات المحن وعند اشتداد الازمات ، فلا تقطعوا آخر متنفس فيصبح الضغط بركان حممه تلتهم الاخضر واليابس .

السابق
بائعات هوى مصابات بالإيدز؟!
التالي
عضّت كلبها بوحشية