قراصنة لبنانيون يحتلون مواقع الدولة

لا نعرف هويتهم، من هم، من وراءهم، ومن يحرّضهم. هم ببساطة لبنانيون قراصنة، سئموا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فاختاروا الانتقام على طريقتهم الخاصة. هم قراصنة من مجموعة تطلق على نفسها اسم « RYV» (ارفع صوتك)، قاموا في الساعات الأخيرة، بقرصنة 15 موقعا الكترونياً تابعا للحكومة والإدارات الرسمية.

اختارت هذه المجموعة التوقيت المناسب لحربها الالكترونية التي خاضتها تزامناً مع عقد جلسة مجلس النواب في ساحة النجمة أمس. في قاعة البرلمان، يجتمع المسؤولون بكل أطيافهم السياسية، وهم جميعهم معنيون بهذه القرصنة. فإن لم تدفعهم المجموعة إلى التحرك باتجاه إيجاد الحلول للوضع الحالي، تكون قد نجحت على الأقل في إيقاف عملهم الكترونياً، لتجبرهم على قراءة الرسالة التي دوّنوها على المواقع المستهدفة. رسالة تقول ما معناه إن «الشعب الفقير والجائع يطعم الحكومة المتخمة».
إذاً، الهدف هنا واضح وصريح. رسالة إلى لبنان الرسمي عموماً والشعب أيضا. وشملت الهجمة عددا كبيرا من المواقع، كان أبرزها موقع رئاسة الجمهورية اللبـنانية. وبرغم أنها ليــست المرة الأولى التي تستهدف فيها المواقع الالكترونية بعمليات قرصنة، لكن عملية الهجوم الأخيرة تعد الأولى من حيث عدد المواقع.

وتتحدث هذه المجموعة باسم المواطن الذي يعيش في ظل وضع اجتماعي واقتصادي سيئ، مع تفاقم المشاكل التي يتوارثها اللبنانيون جيلاً بعد جيل، لا سيما الكهرباء والمياه. ولم تخاطب المجموعة المعنيين وجهاً لوجه، ولم تعلن عن تنظيم اعتصام أو تظاهرة عنوانها «الشعب يريد»، بل تحرّكت على طريقتها، وبكل إرادتها، من دون الاكتراث للعواقب التي ربما يواجهها أفرادها المجهولون. رفضت الأخبار والمعلومات التي تنشرها هذه المواقع، واستبدلتها بخبرها الخاص الموجّه إلى «الحكومة اللبنانية». إلا أن المجموعة لم تتحدث بلغتها الأم، بل خاطبت الحكومة باللغة الإنكليزية. وقالت في رسالتها: «نحن مجموعة «إرفع صوتك».. نحن ببساطة مجموعة أشخاص لم يعودوا قادرين على تحمل البقاء صامتين يشاهدون كل الجرائم والظلم الحاصل في لبنان. لن يتم إسكاتنا وغسل دماغنا من جانب إعلامكم. لن نتوقف إلى أن يتحرك الشعب اللبناني ويطالب بحقوقه ويحصّلها. لن نتوقف إلى أن يتم رفع معايير المعيشة إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه في لبنان. لن نتوقف إلى أن يتم حل مشاكل الحكومة المفتعلة، مثل انقطاع التيار الكهربائي والمياه وارتفاع أسعار المحروقات وغلاء أسعار المواد الغذائية. نحن مجموعة «ارفع صوتك» توقعوا منا أن نكسر الصمت، إن كان في الشوارع أو على الإنترنت، فالصمت جريمة».

وأرفقت الرسالة برسم لرجل سمين يرتدي حلة في رمز للحكومة، يطعمه بالملعقة رجل نحيف لا يرتدي سوى ما يستر به عورته، في رمز للشعب اللبناني.
والمواقع التي تعرضت للقرصنة هي موقع رئاسة الجمهورية، الموقع الرسمي للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الوكالة الوطنية للإعلام، وزارة العدل، مكتب وزير الدولة للتنمية الإدارية، المديرية العامة للأمن العام، وزارة الأشغال العامة، وزارات الطاقة والمياه، وزارة الداخلية والمغتربين، مؤسسة مياه بيروت ولبنان، لجنة الرقابة على المصارف، المديرية العامة لأمن الدولة، ورئاسة مجلس الوزراء.

ونجحت بعض إدارات المواقع، كالمديرية العامة للأمن العام، ووزارة الاقتصاد، ومديرية المغتربين والوكالة الوطنية للإعلام في استعادة مواقعها، فيما بقيت أخرى مخترقة، بانتظار تحريرها من قيد القراصنة.

السابق
محمية صـور غيـر محميّة وتعاني الاهمال
التالي
الأغنية تتآمر أيضاً على المرأة اللبنانية