إسرائيل ستضرب إيران والحزب معاً

عن إمكان انجرار اميركا الى الحرب مع ايران بسبب الضربة العسكرية التي قد توجهها اسرائيل الى الأخيرة، قال المسؤول الاميركي الكبير السابق نفسه المستمر في تعاطي الشأن العام: "جوابي عن هذا الموضوع، كما عن ردّ الفعل من عندك في لبنان على ضرب إسرائيل ايران هو ان إسرائيل ستضرب في وقت واحد ايران و"حزب الله"، وكل قدراته الصاروخية والعسكرية وتدمرهما تماماً". أما في ما يتعلق بأميركا فان عليها ان تقرّر ماذا تريد في الموضوع الايراني. علماً ان اميركا، ايام بوش واولمرت (رئيس سابق لوزراء اسرائيل) لم يسمع اولمرت "الوديع" نصيحتها او موقفها رغم علاقته الجيدة ببوش عندما طلبت منه عدم توجيه ضربة عسكرية للمفاعل النووي السوري الذي كان يُقام في منطقة دير الزور. ضربه ولم يأبه للتحذير الاميركي. الآن علاقة اوباما ونتنياهو ليست جيدة أساساً. كيف سينعكس ذلك على المحادثات بينهما وعلى الموضوع الايراني، لا اعرف. ما أعرفه إن من مصلحة اميركا ضرب القدرة النووية لايران".

ماذا عن عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل؟ هل ماتت؟ سألت. أجاب: "لم تمُت. لكنها لا تتقدم لأسباب عدة. منها ان محمود عباس اشتغل جيداً في الضفة الغربية وحقق نتائج. إذ فيها ازدهار اقتصادي او تحسّن اقتصادي ملموس، فضلاً عن ان العمليات الارهابية بدأت تغيب عنها.

طبعاً البحث في السلام مستمر". علّقت: لكن في غياب السلام سينتهي الموضوع. إذ في ظل الأوضاع في العالم العربي فإن أحداً لن يوقف نتنياهو او اي رئيس وزراء اسرائيلي آخر من متابعة الاستيطان في الضفة الغربية، الأمر الذي لا يبقي شيئاً يتفاوض عليه الفلسطينيون مع إسرائيل. ردّ: "أُنفِقَ على الاستيطان في الضفة اكثر من 20 مليار دولار اميركي منذ عام 1967. ورغم كل الاعلانات والدعاية لم تجذب حركة الاستيطان اكثر من خمسة في المئة من الاسرائيليين. فهم لا يريدون الضفة ولا العيش فيها. يوم يحين اوان الحلول فإن التوصل اليها لن يكون صعباً. علماً ان القدس هي موضع خلاف كبير بين الجانبين. إننا نفصلها عن الضفة، وهذا ما تفعله اسرائيل وتعتبرها موضوعاً مستقلاً لا تتساهل فيه". سألتُ: "ماذا عن العراق في رأيك وخصوصاً في ضوء ما يقال عن ان منطقته السنّية ستصبح "هانوي" الثوار السوريين؟ اجاب: "لا أعرف. على كل ان سنّة العراق اقلية وهم قد يساعدون ثوار سوريا. لكن ماذا تفعل الـ60 في المئة او ربما الـ65 اي الغالبية الشيعية في العراق؟ ربما يساعدون نظام بشار الأسد. إلا أنني لا أرى حرباً اهلية او تجدّداً للحرب الاهلية في العراق. ربما تحصل اغتيالات وعمليات انتحارية وتفجيرات لا أكثر. وهذا ما يجري الآن. قد يكون عراق المستقبل لامركزياً اي فيديرالياً وربما اقرب الى الكونفيديرالية. وعندها قد تصبح علاقات اكراد العراق وتركيا وثيقة جداً". ثم سأل: "هل يتلقى "حزب الله" اوامر من ايران؟
علماً ان امينه العام السيد حسن نصرالله أجاب عن هذا السؤال بـ لا في أحد خطبه". أجبتُ: قال ذلك نعم لكنني لا اعرف اذا كان سينتظر اوامر ايرانية ليطلق صواريخه على اسرائيل في حال ضربت ايران. إسرائيل عنده اي مقاومتها هي سبب وجوده وقوته ودوره، علماً ان لايران تأثيراً قوياً فيه وعليه. طبعاً هناك شيء من الحكمة عند قيادته. فهي لا تريد مبدئياً التضحية بلبنان ولا بـ"الحزب" ولا بالشيعة في حرب يديرها الخارج. الجميع سيخسرون.

ماذا قال سوري اميركي معروف عمل باحثاً ولا يزال، ولكن كان له دور مباشر وأساسي في قيادة عملية تفاوض غير مباشر بين اسرائيل وسوريا أيام الراحل حافظ الاسد ثم ابنه بشار استمرت سنوات، وكاد ان ينجح في إقامة سلام بينهما لولا تسريب اسرائيلي متعمّد لها قبل قليل من نجاحها، ماذا يقول عن الذي يجري في وطن جذوره؟

قال: "أنا لا ازال على اتصال مع السفيرين السوريين العاملين خارج سوريا اللذين كانا يؤمِّنان دائماً الاتصال بيني وبين الشام إذا احتاجت الى شيء مني او إذا ارادت ابلاغي موقفاً ما. لقد اشتغلت على عملية السلام كما قلت لك في السنتين الماضيتين مع الراحل حافظ الاسد ثم مع بشار. ومع الاخير استمر التعاون من 2004 الى 2007. اما بالنسبة الى سوريا يجب ان يتم التوصل الى حل سياسي، إذا اخفق الجميع في ذلك فإن الحرب الاهلية وتحديداً المذهبية ستبدأ". بماذا أجاب؟

السابق
النهار: المبارزة النيابية فتحت البازار الانتخابي المبكر و8 آذار تواجه المعارضة بإغراق عددي
التالي
السفير: العنف يتراجع .. والأمم المتحدة تطلب تزويد المراقبين بطائرات