وين علماء الشيعة والسُّنة؟!

مع الاعتذار للعلماء الذين نحترمهم ونقدرهم، ونجلهم عن مصداق مقالنا هذا، يوما بعد يوم تزداد وتيرة الفتنة الطائفية في مجتمعنا، ويعبث بها صبيان الشيعة والسنة يزيدونها تأجيجا ونيرانا، واهل العلم والحكمة من العلماء الربانيين من الطائفتين غائبون لا لهم حس ولا خبر ولا رأي ولا بيان ولا موقف!
رغم ان الكلام والاتهامات تدور في فلك الدين، والدين منها براء، بينما يظهر هؤلاء العلماء على وسائل الاعلام المختلفة يبينون احكام الحائض والنفساء والطهارة.. الخ، بينما يغيبون عن كل هذه الفتن التي تهدد وحدتنا في سفينتنا بالغرق، اين العلماء ورثة الانبياء، مصابيح الارض. كفضل الشمس على الكواكب، لماذا لا يظهرون علومهم وفتاواهم ليلجموا ألسنة الجهال من الصبيان حتى بعضهم اصبحوا نوابا عن الامة يفتون فيما لا يعلمون، هل اصبح العلماء غرباء في مجتمعهم لكثرة الجهال؟! أم ان هؤلاء العلماء غابوا لانهم خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا؟! ام انها الاحراجات وضغوطات الجماعات السياسية ومحاولة مسك العصا من الوسط؟! الصبيان يهرجون في المقدسات، ويمرجون في هرج ومرج تصيب الاسلام والمسلمين في مقتل والعالم الديني في واد آخر يحفظ نفسه وماله ومتاعه في اجواء الوداعة والراحة والاسترخاء! عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كتم علما أو أخذ عليه اجرة لقي الله تعالى يوم القيامة ملجماً بلجام من نار»! العلم وديعة الله في ارضه، والعلماء امناؤه عليه فمن عمل بعلمه ادى امانته، ومن لم يعمل بعلمه، كتب في ديوان الخائنين! هكذا تعلمنا منهم.

انا اعلم ان هناك جلسات عقدت بين علماء السنة والشيعة للاتفاق على صيغة تحفظ للكويت وشعبها دينها وامنها، ولكن الفتور دب في اوساطها فتلاشت.

لا بد من العودة لمثل هذه الاجتماعات لوضع مشروعات اعلامية وعملية تعيد للمجتمع وحدته، وترد على الفتان فتنته وتحذر من استخدام الدين للغايات السياسية البحتة، وتحذر وتضع بمداد العلماء التوصيات القابلة للتنفيذ، وعلى الحكومة ومجلس الامة ان يوفرا كل ما من شأنه توصيل رسالتهم والتشجيع على تبنيها ابتداء من المؤسسات الحكومية والمؤسسة التشريعية والرقابية، وعلى علماء الشيعة والسنة ان يظهروا بصورة الجماعة العلمائية الواحدة رغم تباين المدرستين في قضايا فرعية عقائدية وتشريعية لكن على الاقل في اجواء هذه الفتن، فهم قادة الدين والشعب الكويتي بطبعه العام يقتفي اثر العلماء، وكلمتهم محل سمع وطاعة الا المارقين المتلبسين بالدين، الا ان الفقيه من افاض على الناس خيره وانقذهم من اعدائهم.. (حديث الامام الرضا عليه السلام).  

السابق
العسكرة والسياسة في الثورة السورية
التالي
هل دخلت القاعدة لعبة الصراعات الدولية؟!