يوم عمر سليمان؟!

 وتتوالى الأحداث الدراماتيكية على ساحة المشهد السياسي المصري، فبعد الدفع بـ»مهندس النهضة» في جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر الى خوض انتخابات الرئاسة المصرية، على أساس أنّ «الجماعة» هي الأولى بالرئاسة ولأن تكون «صوت» الإسلام السياسي في مصر من الداعية الإسلامي السلفي حازم أبو إسماعيل الذي أكدت مصلحة الجوازات المصرية على أنّ والدته استخدمت جوازها الأميركي (رقمه 500611598) في السفر 3 مرات، كما أكدت من جانبها صحيفة الـ»نيويورك تايمز» الأميركية على أنّ والدته «مواطنة أميركية» وعند وفاتها كانت تحمل الجنسية الأميركية، وفقاً للسجلات العامة لمدينة «لوس انجلوس» بولاية كاليفورنيا التي تتبعها المدينة، وكذلك وفقاً للموقع الرسمي لسجلات المواطنين الأميركيين في المدينة الذين لهم حق التصويت..!

وتتحدّث الأوساط المصرية أنّ جماعة الاخوان المسلمين استفادت من هذه الأجواء ودفعت بـ»الشاطر» ليكون «صوت الإسلام السياسي» في مصر، وعلى أساس أنّه يطمئن الغرب باعتداله ويستطيع أن يجذب إليه بذكائه السلفيين (بمختلف تياراتهم) وكذلك الجماعة الاسلامية، وهو لذلك تشير هذه الأوساط أطلق تصريحه الملفت للنظر، أوّل من أمس، والذي شدّد فيه على أنّ تحقيق الشريعة الإسلامية هو حلم حياته…

كما تتحدّث هذه الأوساط عن أنّ الدفع بـ»الشاطر» كان لإظهار الاخوان المسلمين بمظهر «الوسطية» لإرضاء التيار الديني المصري المستقل، ولكسب هذا التيار الى جانبه في الانتخابات الرئاسية… حتى أنّ «الجماعة» بعد هذا الترشيح ظنّت نفسها -بحسب هذه الأوساط- أنها أصبحت «المالكة» لمصر، فتحدّت أطياف المجتمع التي انسحبت من تأسيسية الدستور وعقدت جلسة الاربعاء الماضي بمن حضر وأعطت المنسحبين فرصة 7 أيام للعودة عن استقالاتهم أو انتخاب أعضاء جدد..!

هذه الأخطاء، -بحسب هذه الأوساط- استفاد منها اللواء عمر سليمان ووظفها لصالح عودته عن قراره بعدم الترشح لمنصب الرئاسة، خصوصاً بعد مطالبته بذلك من قبل عشرات الآلاف الذين احتشدوا في ميدان العباسية بالقاهرة، وفي العديد من ميادين مصر أمس الجمعة، فقد أعلن مدير مكتبه حسين شريف (وهو الذي كان يقف خلفه أثناء إعلان سليمان تنحّي حسني مبارك في 2011/2/11) أنّ اللواء سليمان سيلبّي «نداء أبناء مصر الغالية ويشارك في الترشح للرئاسة على الرغم مما أوضحه في بيانه السابق من معوقات وصعوبات»، وأنّه «سيغيّر موقفه إذا ما استكمل التوكيلات الشعبية (30 ألف توكيل من محافظات مصر) اليوم السبت» (آخر موعد لتقديم أوراق الترشح غداً الاحد) وقال: «سأعتمد على الله وعلى دعمكم لkنجز التغيير المنشود لاستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري في الأمن والاستقرار والرخاء».

وعلى أي حال يمكن القول، إنّ عودة سليمان الى الترشح -بعد استكمال التوكيلات الشعبية وهذا ما يتضح اليوم السبت- تكون أوراق انتخابات الرئاسة المصرية قد أعيد خلطها، وقد يدفع هذا الترشح إن تمّ رسمياً اليوم السبت، تيار الإسلام السياسي الى دعم مرشح واحد (وهو خيرت الشاطر) مع تعيين نائب له من حزب «النور» السلفي، وهذا ما سيلقى دعماً من الجماعة الاسلامية، أما حزب «الوسط» فهو معارض لهذا التوجّه وقد يؤيّد مرشحاً آخر هو د. سليم العوا أو د. عبد المنعم أبو الفتوح إذا ثبت أنّه لا يحمل جنسيتين.. أما الكتلة الصوفية فستؤيّد عمر سليمان في حال ترشحه رسمياً.. خصوصاً بعدما أعلن الفريق أحمد شفيق نيته الانسحاب من الرئاسة لصالح اللواء سليمان في حال ترشحه رسمياً..!

وعلى الجانب الليبرالي، هناك جهود الآن ليكون عمرو موسى هو مرشح الاحزاب والقوى السياسية الليبرالية لأنه الأوفر حظاً من حمدين صباحي لمرشح الناصري وأيمن نور. ويبقى المرشح أبو العز الحريري المرشح الاشتراكي اليساري الذي قد يستمر أو ينسحب لصالح عمرو موسى.

الى أين تتجه مصر؟ هل تسير نحو النموذج اليمني؟ أم سjشهد معركة «تكسير عظام» رئاسية، قد يسبقها توترات سياسية وأمنية، وأيضاً قد تشهد إن فاز اللواء سليمان عبر الصناديق الانتخابية بالرئاسة، توترات أمنية من قبل «تيار الإسلام السياسي» المحشور في الزاوية الآن بسبب أخطائه السياسية المتعدّدة..!  

السابق
الرباعي نجم مهرجانات بعلبك
التالي
سمكة بـ 38 ألف دولار