أطفال فلسطين يحيون يومهم بمسيرات وفعاليات تطالب بإنصافهم وحمايتهم

أحيت عدد من المؤسسات والفعاليات الوطنية في المحافظات الفلسطينية، يوم الطفل الفلسطيني الذي صادف امس الخميس، الخامس من نيسان، بتنظيم عدد من ورش العمل والنشاطات الثقافية والأدبية والمسيرات المطالبة بإنصاف أطفال فلسطين وحمايتهم. فيما اعلن الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) امس وقف «مخيمات العاب الصيف» لربع مليون تلميذ فلسطيني من اللاجئين في قطاع غزة بسبب عدم توفر الاموال اللازمة من المانحين.
وقال عدنان ابو حسنة الناطق باسم الانروا لوكالة فرانس برس «تقرر وقف برنامج العاب الصيف للعام الحالي 2012 في قطاع غزة بسبب عدم حصولنا من المانحين على الاموال اللازمة والتي تبلغ 9,9 ملايين دولار». واوضح ابو حسنة ان عدد التلاميذ الذين كانوا سيستفيدون من برامج العاب الصيف «250 الف تلميذ وتلميذة سيفقدون فرصتهم هذا العام».
وتابع ان «البرنامج كان يفترض ان يساهم في تشغيل تسعة الاف شاب فلسطيني عاطل عن العمل لمدة بين شهرين او ثلاثة اشهر».
واشار ابو حسنة الى ان وقف برنامج العاب الصيف «سلبي جدا لحرمان السوق الفلسطيني المحلي في قطاع غزة من الاستفادة من شراء الملابس والوجبات الغذائية يوميا لمائتين وخمسين الف تلميذ و11400 مشرف وفني الى جانب تشغيل 176 اتوبيس وحافلة».

واوضح ابو حسنة ان الانروا «تلقت تعهدات بدفع 3,3 ملايين مليون دولار لهذه البرامج لكنها لا تكفي لتغطية النفقات لذا قررنا تحويل هذه المبالغ للخدمات الانسانية الاساسية على ان يتم استئناف العاب الصيف العام القادم 2013 اذا توفر الدعم المالي اللازم». وعبر ابو حسنة عن اسفه «الشديد» لعدم تمكن الاونروا من الحصول من المانحين والداعمين للاجئين الفلسطينيين على المبالغ المالية المطلوبة «ما سيحرم ربع مليون طفل (يدرسون في مدارس تابعة للاونروا) من التمتع بفرصة الالعاب في ظل الوضع الاقتصادي والنفسي الصعب» في القطاع.
في غضون ذلك، أحيت عدد من المؤسسات والفعاليات الوطنية في المحافظات الفلسطينية، يوم الطفل الفلسطيني الذي صادف امس الخميش، الخامس من نيسان، بتنظيم عدد من ورش العمل والنشاطات الثقافية والأدبية والمسيرات المطالبة بإنصاف أطفال فلسطين وحمايتهم.

ففي الخليل؛ نظمت مديرية الشؤون الاجتماعية في يطا، ومديرية التربية والتعليم في جنوب الخليل، احتفالا بيوم الطفل الفلسطيني بمشاركة العديد من المؤسسات الأهلية والحكومية. وتحدث ممثل وزيرة الشؤون الاجتماعية شريف جرادات، عن دور الوزارة في رعاية الأطفال والاهتمام بهم، من خلال برامج الوزارة، واستراتيجية الحماية الاجتماعية. كما تحدث منسق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال هاشم أبو مارية، عن انتهاكات قوات الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية.
وفي طولكرم؛ شارك 600 طفل وطفلة بفعاليات أسبوع القراءة الوطني ويوم الطفل الفلسطيني، خلال مهرجان مركزي، نظمته وزارة الثقافة ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي تحت شعار»لغتي هويتي وعصا سحري».
وطالب الأطفال في شعارات رددوها المجتمع الدولي بتوفير حياة كريمة لهم كباقي أطفال العالم، ومنها «نريد أن نلهو كباقي أطفال العالم»، كما وجهوا رسالة حب ووفاء إلى الأطفال أبناء الأسرى والشهداء.
وأشار نائب محافظ طولكرم جمال سعيد أن الهدف من إحياء هذا اليوم، هو توجيه رسالة للعالم مفادها أن أطفال فلسطين يريدون الحياة بأمان، وأن يمارسوا طفولتهم وبراءتهم، كما يمارس كل أطفال العالم، وأنهم ليسوا جزءاً من العنف، بل هم طلاب طفولة وبراءة وحياة وسلام.وقال منسق مؤسسة تامر في طولكرم سلطان ياسين إن يوم الطفل الفلسطيني يأتي ضمن أسبوع القراءة الوطني الذي تنظمه المؤسسة منذ عشرين عاماً، ويهدف إلى تعزيز القيم الوطنية والمجتمعية وترسيخ الشراكة مع المؤسسات لتحقيق استمرارية تفعيل المشهد الثقافي بالمحافظة.
وأضاف في هذا اليوم من الضروري التأكيد على أن موضوع حماية الأطفال ورعايتهم يجب أن يكون موضوع يهم الجميع وتقع المسؤولية فيه على الجميع، من خلال تنفيذ مشاريع وبرامج وقائية وليس علاجية فقط، والتعامل مع جذور المشاكل التي تؤدي إلى تقويض أسس حماية الأطفال، وخلق بيئة حامية وداعمة لهم، وتشجيع المدرسة والعائلة والمؤسسات الاجتماعية على احترام آراء الأطفال وتيسير وضمان مشاركتهم الفاعلة في القضايا التي تخصهم.
من جانبه، أكد مدير مكتب وزارة الثقافة عبد الفتاح الكم على أن مطالب أطفال فلسطين، تختصر في جملة واحدة «أعطونا الطفولة»، أي الحق في العيش بأمان وسلام، والحق بالتعلم والذهاب إلى المدرسة بدون حواجز وجدران ومعيقات وتهديدات، والحق في الصحة والحق في اللعب في أماكن مخصصة لذلك، وما هذه إلا بعض الحقوق الطبيعية التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية، والتي يتمتع بها أقرانهم في كل العالم.

ودعا إلى ضرورة أن يكون يوم الطفل الفلسطيني يوماً للنضال من أجل الحصول على الحقوق الإنسانية للأطفال الفلسطينيين، ويوماً لإنهاء العنف ضدهم، وتحقيق جميع حقوقهم المشروعة، ولنجعل هذا اليوم يوماً لرص الصفوف من أجل إنقاذ الطفل الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني من القتل والظلم، ليعيش أطفالنا حياة آمنة ومستقرة.
وفي جنين؛ نظمت جمعية كي لا ننسى في مخيم جنين احتفالا بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني. وقالت رئيسة الجمعية فرحة أبو الهيجاء إن هذا الاحتفال يأتي ضمن مشروع أطفال ما بعد المدرسة والذي تنفذه الجمعية بالشراكة مع مؤسسة «بيت دافئ». وأشارت إلى أهمية تنظيم وتفعيل الأنشطة التي تهتم بالطفل، حيث أخذت الجمعية على عاتقها تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأطفال مخيم جنين وأطفال المحافظة بشكل عام، لأن هذه الشريحة تعتبر الأكثر تضررا جراء الظروف السياسية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.

السابق
مروان البرغوثي: سياسة العزل والعقوبات تدل على الانحطاط الأخلاقي للحكومة الإسرائيلية
التالي
جرحى بحادث سير قرب تبنين