الاخبار: لحاق قطع الحساب بلا تسويات بجلسة مجلس الوزراء غداً

تمثّل جلسة مجلس الوزراء غداً اختباراً جديداً للأكثرية بعد الهزة الأخيرة التي أصابتها، ولا سيما أنها ستقارب بعض تعيينات الفئة الأولى وملف الإنفاق المالي منذ عام 2006 حتى 2010، فيما وجهت قوى 14 آذار رسالة قويّة للبطريرك الماروني بمقاطعتها قداس عيد البشارة

راوح التباين الحكومي مكانه بانتظار نتائج الاتصالات لمنع انفجار الوضع الحكومي الذي لم يصل إلى حدّ «الأزمة»، على ما أكد رئيس الحكومة نجيب مقاتي الذي توقع، في حديث إلى محطة «الجديد» أول من أمس، أن يسود جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا غداً «نقاش بنّاء. لا نية تصادمية على الأقل من ناحيتي». واستباقاً للجلسة، أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن «تعالج القضايا والملفات المطروحة راهناً على أسس تقنية والحرص على مصلحة الدولة وتأمين الخدمات والمتطلبات الضرورية للمواطن».
ووزع أمس ملحق لجدول الأعمال تضمن أربعة بنود هي: تفعيل قطاع النقل ومعالجة غلاء المحروقات، وتعيين مفتش عام تربوي بالأصالة، وعرض وزارة المال للحسابات المالية للأعوم 2006، 2007، 2008، 2009 و2010، وطلب وزارة التربية والتعليم العالي تأمين اعتمادات بقيمة 60 مليار ليرة لتغطية بدلات التعاقد في التعليم الرسمي.
ورأى رئيس لجنة المال النيابية النائب إبراهيم كنعان، في اتصال مع «الأخبار»، أن الصيغة التي قدمها وزير المال محمد الصفدي لقطع الحساب خطوة أولى على طريق تصحيح الوضع الشاذ في المالية العامة، وهي بحاجة إلى إقرار في مجلس الوزراء وإلى التدقيق في ديوان المحاسبة وفي لجنة المال والموازنة النيابية، معتبراً «أن المهم أنها جزّأت السنوات، واشتملت على الحسابات التفصيلية، وإن كانت من دون تدقيق». ورأى أن كونها من دون تدقيق لأمر «طبيعي، كما قالت وزارة المال، بسبب غياب حسابات المهمة منذ عام 1993 (ترسلها وزارة المال إلى ديوان المحاسبة ثم إلى مجلس النواب) ومنذ عام 1993 يقرّ مجلس النواب قطوع الحسابات بتحفّظ بسبب غياب التدقيق وعدم وجود حسابات المهمة». وأكد أنها المرة الأولى التي لا تحصل فيها تسويات على هذا المسار.

لقاء بكركي

بقيت أصداء اللقاء الروحي المسيحي _ الإسلامي الذي انعقد في بكركي أول من أمس، لمناسبة عيد البشارة، حاضرة على المستوى السياسي عبر مضمون بيانه الختامي الذي تحفظت مشيخة الموحدين الدروز على عدم إدراج عبارة «الدعوة الى حل سياسي سلمي في سوريا الشقيقة انطلاقاً من مبادرة جامعة الدول العربية» في متنه.
وفي هذا المجال، ذكرت «وكالة الأنباء المركزية» أن اتصالاً هاتفياً أجري برئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط خلال اللقاء، لوضعه في مسوّدة البيان، فكان تمنّ من قبله لإدراج العبارة المذكورة أعلاه والإشارة إلى دعم وتأييد مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. غير أن المعنيين لم يأخذوا بها، ما دفع مشيخة العقل إلى إصدار بيان أوضحت فيه أنها «طالبت بأن يقتصر اللقاء على صدور دعاء مشترك من رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية يدعو إلى الألفة والمحبة ونبذ العنف والتطرف، ويؤكد فضائل الديانات السماوية لما فيه خير الإنسان والمجتمع. لكن الحاضرين أصروا على إصدار بيان يشمل بعض المواقف، رغم أن مسوّدة البيان لم توزّع مسبقاً على الرؤساء الروحيين خلافاً للمتعارف عليه. فكان تمنّ من مشيخة العقل إضافة عبارة «الدعوة إلى حل سياسي سلمي في سوريا الشقيقة انطلاقاً من مبادرة جامعة الدول العربية».
وكان البيان قد اكتفى بإدانة «العنف المتمادي في سوريا»، وابتهل المجتمعون «إلى الله أن يحفظ أمن سوريا ووحدتها وسلامتها ويحقن دماء أبنائها».
أما في الوضع اللبناني، فقد أسف اللقاء لـ«حال التفسّخ السياسي الذي يصيب الساحة الداخلية»، مؤكداً «أن لبنان لا يستطيع مواجهته إلا بالحوار الجاد والمعمق في المسائل الخلافية».
وردّ حزب «التوحيد العربي» على بيان مشيخة العقل، معتبراً أن شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن «الذي يحظى باحترامنا، ليس هو المرجعية العليا في الطائفة»، مشيراً إلى أن «شيخ العقل ناصر الدين الغريب هو الذي يمثّلنا كفريق».
وفي موقف تصعيدي بوجه البطريرك الراعي على خلفية مواقفه من سوريا، قاطع فريق 14 آذار قداس عيد البشارة في بكركي، باستثناء حزب الكتائب الذي مثّله نائب رئيسه سجعان قزي، فيما برز حضور كبير لتكتل «التغيير والإصلاح» برئاسة النائب ميشال عون.

جنبلاط مع معاقبة سوريا

من جهة أخرى، أبدى النائب جنبلاط العائد من تركيا تفهّمه لـ«الدوافع التي تقف خلف زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية للاستخبارات المالية والإرهاب ديفيد كوهين لبيروت»، معرباً عن تأييده «تنفيذ العقوبات على النظام السوري، مع الأخذ في الاعتبار الخلافات القائمة بين الإدارة الأميركية وحزب الله»، رافضاً «أي مسّ بأموال المودعين اللبنانيين الذين يراكمون مدّخراتهم بعرق جبينهم من أفريقيا إلى أميركا اللاتينية إلى كل أصقاع الأرض». وشدد على ضرورة البحث عن مقاربة جديدة لملف الكهرباء، داعياً إلى «الإعداد لمناقصة عالمية وفق دفتر شروط علمي ومدروس، وفتح المجال أمام المنافسة، بما فيها القطاع الخاص».
ونفى رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة أن يكون التيار اتهم إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير بالتطرف، مؤكداً «أننا نعيش في بلد ديموقراطي، ولكل فرد الحق في أن يعبّر عن رأيه، والشيخ الأسير له الحق في أن يعبّر عن رأيه بالطريقة التي تحلو له».
والتقى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، في معراب، النائب سامي الجميّل على مدى ساعة ونصف الساعة.
وأوضحت مصادر «القوات» لـنا أنّ اللقاء جاء تتويجاً لمجموعة من اللقاءات المشتركة بين الطرفين، «والتي حصل خلالها الكثير من التقارب في وجهات النظر حول معظم الملفات». ولفتت إلى أنّ جعجع والجميّل تناولا «كل الملفات، وكان الجو أكثر من ممتاز لجهة التعاون واستكمال النقاشات بين الطرفين».
وأشارت المصادر إلى أن الجميّل بعد مغادرته معراب، أجرى الاتصالات بصوت لبنان _ الأشرفية، وطلب من المسؤولين فيها نقل احتفال القوات في ذكرى حلّ الحزب، يوم السبت المقبل، كاملاً ومباشرة على الهواء.
ولفتت مصادر الكتائب إلى أن اللقاء «جيّد جداً»، وهو يأتي بعد 7 أشهر من «برودة» في العلاقة بين الطرفين وغياب اللقاءات الثنائية.

السابق
البناء: مدفيديف وأوباما يدعمان تحرك أنان ودمشق تقدّم مقترحاتها على خطته
التالي
الشرق: القطاع النفطي يضرب الاثنين والثلاثاء والاربعاء