اللواء : تسمم رندة برّي يفتح ملف الغذاء وجنبلاط ينحاز بالكامل إلى الثورة السورية

جنبلاط يضع علم الثورة السورية على ضريح والده كمال جنبلاط في المختارة تفاعلت موجة اللحوم والأغذية الفاسدة على غير صعيد، وفي غير منطقة، من بيروت إلى الجنوب، وبعض مناطق الجبل، في عملية تشاركت فيها القوى الأمنية ومديرية الجمارك ومصلحة حماية المستهلك وهيئات المجتمع المدني ووزارتي الزراعة والاقتصاد، ودخلت عليها مواقع التشويش حيناً، وزرع اللاثقة حيناً آخر من رسائل SMS إلى الردود غير الناضجة للمحلات ذات الشهرة في تسويق الغذاء وصناعة الغذاء.
وإذا كان بيان مديرية الجمارك تحدث عن تهريب كميات كبيرة من التنباك المعسّل والأصفهاني والعطور، فضلاً عن مواد غذائية معلّبة منتهية الصلاحية في منطقة المتن، فإن وزير الزراعة حسين الحاج حسن اعتبر أن التهاون في ملاحقة مستوردي المواد الفاسدة الغذائية والتموينية ساهم في انتشار هذه الآفة القاتلة حيث بات المواطن اللبناني يتناول البكتيريا والسموم مع كل وجبة طعام تحتوي على لحوم أو معلّبات، معتبراً أن المسألة تتخطى التاجرين الموقوفين في قضية اللحوم الفاسدة.
وبانتظار قرار النيابة العامة، بالإسراع في إتلاف المواد، كشفت حاويات النفايات عن إلقاء عشرات الأطنان في غير منطقة من الجنوب إلى الجبل والعاصمة، في محاولة من أصحابها للتخلّص منها هرباً من الملاحقة، في وقت كشف فيه نقيب أطباء لبنان الدكتور شرف أبو شرف عن تقاعس المسؤولين في حماية غذاء اللبنانيين وصحتهم، وأنه لو لم يُصب أحد كبار المسؤولين عندنا بعوارض خطيرة كادت تودي بحياته فحرّك القضاء والقانون والإعلام لما عولج هذا الموضوع، داعياً إلى استنفار رسمي على مستوى الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني لوضع خطة وطنية شاملة للقضاء على ظاهرة تهديد حياة الناس.
لكن النقيب أبو شرف لاحظ في حديث لـ «اللواء
أن هناك جدّية في التعاطي مع الأمور على اعتبار أن الصحة خط أحمر لا تميّز بين الطوائف والمناطق والاتجاهات السياسية، معتبراً أن الطريقة الوحيدة للمعالجة هي مواجهة الأمور لا تخبئتها، ونحن بحاجة إلى الرقابة الدائمة الغائبة من قبل أجهزة الدولة.
ولم يشأ أبو شرف الكشف عن إسم المسؤول المهم الذي تعرض للتسمّم، التزاماً منه بآداب المهنة، لكنه لفت إلى أن إصابة التسمّم حصلت منذ فترة، الأمر الذي حمل مصادر مطلعة إلى ترجيح أن يكون هذا المسؤول هو السيدة رندة بري التي تعرّضت للتسمّم الغذائي في عيد الاستقلال، مما اضطر الرئيس نبيه بري يومذاك إلى مغادرة قصر بعبدا قبل انتهاء حفل الاستقبال الذي أقامه رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعيادة عقيلته في المستشفى، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس. إلا أن وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس نفى أن يكون التحرك بشأن الأطعمة الفاسدة متعلقاً بما أصاب السيدة بري من تسمّم.
وأكدت أوساط قريبة من الرئيس نجيب ميقاتي لـ «اللواء
ليل أمس، أن قرار الحكومة حاسم في مجال الحفاظ على صحة المواطن اللبناني، وأن لا تساهل مع أصحاب اللحوم والأغذية الفاسدة، وأن لا إقفال لهذا الملف الذي لا يتأثر إلا بحسابات تطبيق القوانين وحماية الأمن الغذائي، مشيرة الى أن هذا الملف سيكون موضع اجتماع آخر للجنة الوزارية التي تشكلت برئاسة رئيس الحكومة، سيعقد في الاسبوع المقبل بعد استكمال الخطوات التي تقررت في اجتماع يوم الأربعاء الماضي، وبالتالي فإن التحقيقات مستمرة لجلاء الحقيقة وإنزال العقوبات بالمرتكبين، ومتابعة اتخاذ كل الاجراءات التي تكفل حماية المواطن الذي بات ضحية شكوك وهواجس من كل شيء يصادفه، وحتى تجاه المطعم والفندق والسوبر ماركت الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انتكاسة كبيرة في الحركة الاستهلاكية والسياحة، وقد تؤدي إلى حالة من الكساد العام في البلد.
جنبلاط
وسط هذه الأجواء، غابت الملفات الخلافية عن مساحة الاهتمام السياسي المحلي الذي استأثر أمس بما أعلنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من انحياز كامل للثورة السورية، وإعلانه القطيعة النهائية مع النظام السوري، وذلك من خلال وضعه علم الثورة السورية على ضريح والده المرحوم كمال جنبلاط في الذكرى الـ35 لاغتياله، في حضور عدد كبير من الوزراء والنواب والفاعليات السياسية من اركان الحركة الوطنية السابقة، وفي مقدمة الحضور الوزير نقولا نحاس ممثلاً الرئيس ميقاتي، والنائب السيدة بهية الحريري وعدد من قوى 14 آذار، في مقدمهم وفد من تيّار «المستقبل، وسط غياب تام لأي من اركان أو نواب أو ممثلي قوى 8 آذار.
وأعلنت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي أن جنبلاط تلقى اتصالين هاتفيين من الرئيس سعد الحريري والنائب السيدة ستريدا جعجع للمناسبة.
وفيما اكتفى جنبلاط، بعد وضعه علم الثورة السورية مع وردة حمراء على ضريح والده، بالقول أن «الذكرى 35 هي يوم المصارحة والمصادقة مع الذات، وهو يوم العودة إلى الاصول، فانه كرّر في خلال مشاركته في الاحتفال الذي أقيم في بلدة بعقلين التي احتفلت بإقامة نصب تذكاري للشهداء، وفقاً لما تفردت به «اللواء
قبل يومين، بما كان ردده في احد احتفالات قوى 14 آذار في ساحة الشهداء، بأن «الشعب السوري باق وأعمار الطغاة قصار، وهو قول كان يردده والده الشهيد، مشدداً على انه «مهما كان السجال السياسي قاسياً علينا التحلي بالحوار الديمقراطي، متوجهاً بالتحية الى شهداء بعقلين والجبل ولشهداء الثورة السورية.
اما النائب مروان حمادة الذي كانت له كلمة أيضاً في الاحتفال، فتوجه بالتحية إلى أهلنا في جبل العرب وسوريا وفي حمص وحلب وحماه، ونقول لأهلنا في حوران وسهل قطنا الا يخضعوا للنظام، وأن الشعب السوري لن يقبل بأن تتكرر مجزرة دير ياسين على يد يهود الداخل وعلى يد شبيحة (الرئيس بشار) الأسد، مؤكداً بأن الدروز عرب اقحاح ومسلمون موحدون ووطنيون أحرار ودعاة عروبة وحماة ثغور، مشيراً إلى انهم يواجهون اليوم محاولة فصلهم عن محيطهم العربي وفصل تاريخنا عن ربيع العرب وإلحاقهم بشبيحة النظام الأسدي المتهاوي.
«القوات – بكركي
عدا عن حدث المختارة، لم يسجل أمس أي تطوّر سياسي لافت، واكتفى الرئيس ميقاتي، خلال رعايته حفل إطلاق «الكرسي والماستر في إدارة السلامة المرورية
في جامعة القديس يوسف، بالدعوة إلى «ابقاء الخلافات السياسية تحت سقف الممارسة الديمقراطية، والارتقاء بالنقاش حول المسائل التي تتباين الاراء حيالها الى مستوى راق يبقي ثقة جميع اللبنانيين قائمة بالمؤسسات الدستورية
، في وقت لاحظت مصادر سياسية ان التوتر حافظ على منسوبه المرتفع بين «القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، على خلفية تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو مرشح ان يستمر، في ضوء ما اعلنه نائب رئيس حزب «القوات
النائب جورج عدوان لـ «اللواء، من ان «القوات غيرت نهجها في التعاطي مع مواقف البطريرك الراعي في ما يخص سلاح حزب الله والاحداث في سوريا، مؤكدا بأن كل موقف يخرج عن ثوابت بكركي سيكون لنا موقف واضح.
يشار إلى ان الراعي سيتوجه اليوم إلى القاهرة في زيارة رعوية تستمر ثلاثة ايام، من دون ان يكون على جدول مواعيدها لقاء مع شيخ الازهر احمد الطيب.
ملف الكهرباء
إلى ذلك، توقعت مصادر حكومية ان يكون الاسبوع الطالع ساخناً بالملفات الخلافية المؤجلة، بدءاً بملف بواخر الكهرباء الذي يفترض ان يحسم في اجتماع اللجنة الوزارية للكهرباء يوم الاثنين المقبل، مشيرة إلى اجتماعات مكثفة ستعقدها اللجان الوزارية برئاسة الرئيس ميقاتي لحسم ملفات الغذاء والبواخر والانفاق المالي الذي يرجح ان يعود إلى صدارة التداول السياسي مع انعقاد مجلس الوزراء الاربعاء المقبل.
وكان وزير الطاقة جبران باسيل، حمّل ليل امس الاكثرية الحاكمة مسؤولية مشكلة الكهرباء، داعيا وزراء حزب الله وحركة «امل
إلى تأمين الكهرباء للمواطنين عبر تمرير المشروع في مجلس الوزراء، لافتا في حديث إلى قناة «المنار إلى ان قطع الكهرباء سيصل إلى 12 ساعة ونصف الساعة في الصيف اذا لم يتم استجرار الكهرباء بالبواخر، وفي حال لم تحصل مشاكل، مشيرا إلى ان المشاكل في المعامل كبيرة.
الشبكة السلفية
وفي مجال أمني، نقلت محطة «المنار عن مصادر أمنية قولها ان الجيش اللبناني جاد في طلب تسليمه ابو محمد توفيق طه المتهم بترؤس خلية سلفية كانت تخطط للاعتداء على الجيش، كاشفة بأن مخابرات الجيش تقدمت بطلب رسمي إلى الجهات المعنية في مخيم عين الحلوة من اجل تسليمه، وهي تعلم ان طه متواجد في المخيم، ومتوار عن الانظار، ولذلك تزيد من اجراءاتها الامنية حول المخيم من اجل عدم تمكينه من الهرب، بحسب ما توقع امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود.
الا ان اللافت في الموضوع، هو ما اعلنه عضو كتلة «المستقبل النائب خالد ضاهر الذي وصف في حديث إلى موقع «النشرة الالكتروني، الحديث عن «الشبكة التكفيرية
بأنه «كذبة كبيرة، مشددا على ان التلميذ الضابط والجندي بريئان، ملوحاً بالنزول إلى الشاعر للتصدي بما اسماه «المؤامرة.
وحذر الضاهر المسؤولين بأن استخدام الجيش ضد اهله لمصلحة النظام السوري «لن يمر، لافتا إلى ان «النظام السوري يسعى لتخريب لبنان لصرف النظر عن الوضع في سوريا  

السابق
النهار: سليمان: انسوا معزوفة التمديد للرئاسة والمجلس
التالي
الشرق : مسؤول كبير وراء كشف اللحوم الفاسدة